ثقافه وفكر حر
البوذية :ديني هو البساطة ..ديني هو اللطف (أ.د.حنا عيسى)
لا يمكن أن يستمر إخفاء ثلاثة أشياء لفترة طويلة: الشمس والقمر والحقيقة
(ديني هو البساطة.. ديني هو اللطف)
(إن مهمتنا في هذا الوجود هي البحث عن الحقيقة
إن صعاليك البشر الذين لا يكفون عن الثرثرة بتوافه الأحاديث التي تمجد العبودية
الكهنة والشيوخ وزعماء الدين بمختلف تسمياتهم هم أعداء الحقيقة وسلاحهم الوحيد هو اتهام الباحثين عن الحرية بالزندقة
العبد الحقيقي هو من اتخذ أعداء الحقيقة أولياء له ومعلمين لأنه عما قريب سيصبح كلبهم الأمين
إن المرء لا يقاس بضخامة جسمه بل بنضج عقله
العاطفة لا ترغب أبدا بمعرفة الحقيقة
إن الجبناء يقولون إن الحياة تافهة مليئة بالآلام فدعونا نهرب منها إلى الأحلام التي ابتدعوها لأنفسهم عن الحياة الثانية الخالدة
الحكمة هي عصارة عقول الحكماء والشك هو نقطة الانطلاق في رحلة البحث عن الحقيقة)
(أسسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا 560 – 480 ق.م وبوذا تعني العالم ويلقب أيضاً بسكيا موني ومعناه المعتكف. وقد نشأ بوذا في بلدة على حدود نيبال، وكان أميراً فشبَّ مترفاً في النعيم وتزوج في التاسعة عشرة من عمره ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته منصرفاً إلى الزهد والتقشُّف والخشونة في المعيشة والتأمل في الكون ورياضة النفس وعزم على أن يعمل على تخليص الإنسان من آلامه التي منبعها الشهوات ثم دعا إلى تبني وجهة نظره حيث تبعه أناس كثيرون)
هي ديانة من الديانات التي ظهرت في الهند في القرنالخامس قبل الميلاد تنطوي على معتقدات ذات طابع وثني. وقد أسسها سدهارتاحوتاما الملقب ببوذا، وكلمة بوذا تعنيالعالم ويطلق عليه أيضا لقب سكاموني ومعناه المعتكف،وكانت نشأته على حدود نيبال نشأة مترفة حيث كان أميراً،تزوج صغيراً ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته إلىالزهد والتقشف والتأمل في الكون وانتهج نهجا خاصاً فيالكون ليتخلص الإنسان به من آلامه ودعا إلى ذلك كثيراً منالناس.
والبوذية فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرتفي الهند بعد الديانة البرهمية الهندوسية في القرن الخامسقبل الميلاد. وكانت في البداية تناهض الهندوسية وتتجه إلىالعناية بالإنسان، كما أن فيها دعوة إلى التصوف والخشونةونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير. وبعدموت مؤسسها تحولت إلى معتقدات ذات طابع وثني، ولقدغالى أتباعها في مؤسسها حتى ألهوه.
تعني كلمة بوذا بلغة بالي الهندية القديمة، “الرجل المتيقّظ” وتترجم أحيانا بكلمة المستنير. تجدر الإشارة إلى أن اللفظالأصلي لمؤسس الديانة البوذية (بوذا) هو “بودا“، بالدّال،وليس بالذال.
والبوذية تعتبر نظاماً أخلاقياً ومذهباً فكرياً مبنياً علىنظريات فلسفية، وتعاليمها ليست وحياً، وإنما هي آراءوعقائد في إطار ديني. وتختلف البوذية القديمة عن البوذيةالجديدة في أن الأولى صبغته أخلاقية، في حين أن البوذيةالجديدة هي تعاليم بوذا مختلطة بآراء فلسفية وقياساتعقلية عن الكون والحياة.
في تعاليم بوذا دعوة إلى المحبة والتسامح والتعاملبالحسنى والتصدق على الفقراء وترك الغنى والترف وحملالنفس على التقشف والخشونة وفيها تحذير من النساءوالمال وترغيب في البعد عن الزواج. وأن الرذائل ترجع إلىأصول ثلاثة:
ينقسم البوذيون الى:
للبوذية مذهبان:
وأتباع المذهب الأول غالوا في بوذا حتى ألهوه، وأتباعالمذهب الثاني أقل غلوا. يعتقد البوذيون عدة معتقدات منهاالقول بتناسخ الأرواح، وأن بوذا هو ابن الله وأنه مخلصالبشرية من مآسيها وآلامها وأنه يحمل عنهم جميعخطاياهم. ويعتقدون كذلك أن بوذا دخل ذات مرة أحدالهياكل فسجدت له الأصنام وقد حاول الشيطان إغواءه فلميفلح، وأنه قد نزل عليه نور أحاط برأسه وأضاء من جسدهنور عظيم، فقال من رآه على تلك الحال ما هذا بشراً إن هوإلا إله عظيم.
ويعتقد البوذيون كذلك أن بوذا سيرجع ويخلص العالم منالشرور والآثام. ومن معتقداتهم السابقة نرى أن البوذيينتأثروا بمن حولهم من النصارى والهندوس في كثير مماقالوا به، وهذا التأثر حدث على عدة مراحل ممتدة عبرتاريخهم.
البوذية من الديانات الرئيسية في العالم، تم تأسيسها عنطريق التعاليم التي تركها بوذا ‘المتيقظ“. نشأت البوذية فيشمالي الهند وتدريجياً انتشرت في أنحاء آسيا، التيبتفسريلانكا، ثم إلى الصين، منغوليا، كوريا.
كانت البوذية في الأصل حركة رُهبانية نشأت داخل التقاليدالبراهمانية، تحولت عن مسارها عندما قام بوذا بإنكارالمبادئ الأساسية في الفلسفة الهندوسية، بالإضافة إلىرفضه وِصاية السُلطة الكَهنوتية، كما لم يرد أن يعترف بأهلِيةكتابات الفيدا، وكذا مظاهر وطقوس عبادة الآلِهات التيكانت تقوم عليها. كانت التعاليم الجديدة التي بشر بهاموجهة للرجال والنساء وإلى كل الطبقات الاجتماعية بدوناستثناء. كان بوذا يرفض المبدأ القائل بأن القيمة الروحيةللإنسان تتَحدَد عند ولادته نظام الطبقات الاجتماعيةالهندوسي. تتواجد البوذية اليوم في صورتين: العقيدةالأصلية المسماة “ثيرافادا” أو “هينايانا” ومعناها “العربةالصغيرة“، ثم الـ“ماهايانا” أو “العربة الكبيرة“.
انتشرت البوذية في بلدان عديدة: الهند، سريلانكا، تايلاند،كمبوديا، بورما، لاوس، ويسود مذهب “ثيرافادا” في هذهالدول، فيما انتشر مذهب “ماهايانا” في كل من الصين،اليابان، تايوان، التبت، النيبال، منغوليا، كوريا، فيتنام،وبعض الأجزاء من الهند. يتواجد في العالم حوالي 150 مليون إلى 300 مليون شخص من معتنقي هذه الديانة. تعتبر عملية إحصاء عدد المنتسبين لهذه الديانة في البلدانالآسيوية مشكلة عويصة نظرا لتعوُد الناس على اعتناقخليط من المعتقدات في آن واحد، كما أن بعض البلدان مثلالصين تمنع إجراء مثل هذه الإحصاءات نظرا لحساسيةالموضوع الديني.
تتمحور العقيدة البوذية حول 3 أمورالجواهرالثلاث:
الحقائق الاربع عند البوذية:
الحقيقة الأولى
المُعاناة : الحياة الإنسانية في أساسها معاناة متواصلة،منذ لحظات الولادة الأولى وحتى الممات. كل الموجوداتالكائنات الحية والجمادات تتكون من عناصر لها دورة حياةمُنتهية، من خصائص هذه العناصر أنها مُجردة منمفهومي الأنا الذاتي والأزلية، كما أن اتحادها الظرفيوحده فقط يمكن أن يُوحي بكينونة موحدة. تتولد الآلاموالمعاناة من غياب الأنا وعدم استمرارية الأشياء، لذا فهي –المعاناة– ملازمة لكل دورةِ حياة، حتى حياة الآلهات لمتتعارض البوذية الأولى مع الهندوسية وتعدد الآلهات نفسهاوالمليئة بالسعادة، لابد لها أن تنتهي. بالنسبة لبوذا والذيكان يؤمن بالتصور الهندوسي لدورة الخلق والتناسخالانبعاث، لا يشكل موت الإنسان راحة له وخلاصا من هذهالدورة.
الحقيقة الثانية
عن أصل المعاناة الإنسانية: إن الانسياق وراء الشهوات،والرغبة في تلبيتها هي أصل المعاناة، تؤدي هذه الرغباتإلى الانبعاث من جديد لتذوق ملذات الدنيا مرة أخرى. تولدتهذه الرغبة نتيجة عدة عوامل إلا أن الجهل هو أصلهاجميعا. إن الجهل بالطبيعية الحقيقة للأشياء ثم الانسياقوراء الملذات يُوّلِدان الجذور الثلاثة لطبيعة الشّر، وهي: الشهوانية، الحِقد والوَهم، وتنشأ من هذه الأصول كل أنواعالرذائل والأفكار الخاطئة. تدفع هذه الأحاسيس بالإنسانإلى التفاعل معها، فيقحم نفسه بالتالي في نظام دورةالخلق والتناسخ.
الحقيقة الثالثة عن إيقاف المعاناة: وتقول بأن الجهل والتعلقبالأشياء المادية يمكن التغلب والقضاء عليهما. يتحقق ذلكعن طريق كبح الشهوات ومن ثمة القضاء الكلي نيرفانا علىثمار هذه الأعمال كارما، والناتجة عن الأصول الثلاثة لطبيعةالشر. وحتى تتحقق العملية لا بد من الاستعانة بالقديسينالبوذيين من الدرجات العليا، وحتى ببوذا نفسه، والذييواصل العيش في حالة من السكينة التي لا يعكر صفوهاطارئ.
الحقيقة الرابعة عن الطريق الذي يؤدي إلى إيقاف المعاناةوحتى يتمكن البوذي من الانتصار على نفسه وشهواتهويتألف الطريق من ثمان مراحل، ويسمى بالدَرْب الثُمانيالنبيل، تمتد على طول هذا الطريق ثمان فضائل:
الفهم السوي ..التفكير السوي ..القول السوي ..الفعلالسوي ..الارتزاق السوي ..الجهد السوي ..الانتباهالسوي والتركيز السوي.
توزع هذه الفضائل إلى ثلاث أقسام: الفضيلة، الحكمةوالتأمل. ويتم الوصول إلى كل واحد منها عن طريق وسائلمختلفة. أول هذه الوسائل هي اتباع سلوكيات أخلاقيةصارمة، والامتناع عن العديد من الملذات. تهدف الوسائلالأخرى إلى التغلب على الجهل، عن طريق التمعن الدقيقفي حقيقة الأشياء، ثم إزالة الرغبات عن طريق تهدئة النفسوكبح الشهوات، وهي –أي الوسائل– تشتمل على عدة تماريننفسانية، من أهمها ممارسة التأمل ذيانا، لفترة طويلة كليوم. عن طريق إعمال العقل في جملة من الأفكار أو الصور،وتثبيتها في الذهن، يمكن شيئا فشيئا أن يتحول العقلويقتنع بحقيقة العقائد المختلفة للبوذية، فيتخلص منالشوائب، والأفكار الخاطئة، والمناهج السيئة في التفكير،فتتطور بالتالي الفضائل التي تؤدي إلى الخلاص، وتتبدالعادات السيئة المتولدة عن الشهوة. عن طريق اتباع هذهالتمارين والتزام الأخلاق النبيلة يمكن للراهب البوذي أنيصل وفي ظرف زمني قصير (فترة حياته) إلى الخلاص.
من وصايا بوذا: لا تقض على حياة حي، لا تسرق ولاتغتصب، لا تكذب، لا تتناول مسكراً، لا تزن، لا تأكل طعاماًنضج في غير أوانه، لا ترقص ولا تحضر مرقصاً ولا حفلغناء، لا تتخذ طبيباً، لا تقتن فراشاً وثيراً، لا تأخذ ذهباً ولافضة.