مقالات

أولياء عهد البيوت – بقلم صديق بن صالح فارسي

imageاولياء عهد البيوت / الجزء الثالث ٠٣/ ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
٣٠ / ٠٤/ ١٤٣٧ هـ.

وليّ عهد البيت – الإستخارة والإستشارة.

ماخاب من إستخار وما ندم من إستشار.

إذاً عرفنا أهمية الكسب الحلال واللسان الصادق والقلب السليم.
إضافة الى الأعمال الصالحة الأخرى من عبادات ونوافل ومالها من أهمية في الإستعداد لطرق ابواب السماء والإمتثال بين يدي رب العزة والجلال لطلب الإستخارة منه سبحان وتعالى فيما يهمنا من أحوال الدنيا وما ينفعنا فيها.

وان شاء الله تعالى سوف نبحث في هذه الأمور لاحقاً بعد ان نتعرف على الإستخارة كما يعيشها من قد انعم الله تعالى عليهم وفتح عليهم من علمه ورحمته ونور بصائرهم وقلوبهم.

بداية الكثير ينظر الى الإستخارة من زاوية انها وسيلة لمعرفة ما ستؤول اليه الأمور وتسفر عنه الأيام من مجريات واحداث ونتائج سلبية كانت ام إيجابية.

وهناك من ينظر إلى الإستخارة انها من التدين وإبداء شيء من التمسك بالدِّين.

وهناك من يخاف ألا تأتي الإستخارة على مايحب ويتمنى حسب رغبته الشخصية.

وهناك من يقول انه لم يرى أية نتيجة او استجابة لطلبه الإستخارة فهو لديه شيء من الإحباط.
لذلك يلجأ لمن يقوم بها نيابةً عنه ممن يثق في دينهم وخلقهم وأمانتهم.
بل ربما والعياذ بالله قد يعرض عنها بالكلية.

ودعونا نمعن النظر ونتأمل في الإستخارة من زاوية أنها علاقة خاصة بين العبد وربه وأنها قد تكون بشرى عاجلة له.
اذ انه بقدر ما يكرمه ربه ويقربه اليه ويكشف له من الأمور المتعلقة بالغيب وبالقضاء والقدر.
فهذا الفضل وهذا التكريم وهذا القرب من الله تعالى هو بحد ذاته مدعاة للفخر والإعتزاز للإنسان بنفسه وفرحته وانسه وسروره بمناجاته

والأهم من ذلك.
أن هذا اللقاء بين يدي الخالق في الدنيا قد يكون البشرى له بلقائه له في الآخرة.
عندما يلقى العبد ربه تبارك وتعالى ويكلمه ليس بينهما ترجمان ولا وسيط ولا مانع.
وهو يوم الشرف الأعظم والفضل الأكمل والعطاء الأجزل للعبد بين يديه سبحانه.

نعم.
( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ) كما ورد في الأثر عن بعض الصالحين.
وذلك لما يجده العبد من لذة الطاعة والأنس بالقرب من الله تعالى.

وليخشى من حرم من هذا الأنس وهذا القرب من الله تعالى وحجب عن المناجاة والتلذذ بها في الدنيا من أن يحجب عنها في الآخرة.

وهي أشد انواع العذاب يوم القيامة أن يحجب الإنسان عن ربه تبارك وتعالى.
( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) الآية

إذاً لننظر إلى الإستخارة من زاوية أنها هي المناجاة والتقرب الى الله تعالى.
ومن يحرم منها فعليه أن يعمل جاهداً على أن يصل إليها لأنها هي بحد ذاتها عبادة وتقرب الى الله قبل ان تكون وسيلة للمعرفة والإطلاع .

والخوف من أن من يحجب عن ربه تعالى في الدنيا فقد يحجب عنه في الآخرة لا سمح الله.

قد يعتقد أحداً أن الإستخارة خاصةً بكبار السن او الذين هم في المراحل المتأخرة من حياتهم لأنهم مقبلين على نهاية العمر وأنهم أكثر تعلقاً بالله من الشباب او الأبناء في مختلف الأعمار ونخص منهم اولياء عهد البيوت الذين هم مدار بحثنا وجوهر موضوعنا.

والحقيقة أن القلوب ليس لها علاقة بالعمر او اللون او الجنس او الأوصاف مهما تعددت او إختلفت.

إنما القلوب مناطة بالأعمال والتقوى.
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الآية
فمن شب على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه.
إلا أن يتغمده الله تعالى برحمته وعفوه.

والقلوب متعلقة بربها وبين يديه يقلبها كيف شاء ولذلك سميت قلوب.
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا جميعاً على ما يحب ويرضى من الأعمال حتى نلقاه تعالى بقلوب سليمة وبالإيمان والتقوى.

أما عن كيفية الإستخارة والحالات التي تكون عليها.
—————————-
فمعلوم من حديث الإستخارة الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن يصلي ركعتين من غير الفريضة ثم يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والتوسل بعد الثناء عليه ثم يدعوا بدعاء الإستخارة المعروف.

والأهم من ذلك أن يتوجه بقلبه وعقله وكل كيانه الى الله عز وجل مستيقناً بكمال قدرته .

مع الحرص على طهارته الشخصية الظاهرة والباطنة.
اما عن الطهارة الظاهرة فهي معروفة سواءً في الجسم او المكان وحبذا لو تحرى الزمان المتواتر فيه قبول الدعوات.

وكذلك لو أننا قدمنا شيء من الطاعات كالصدقة او صيام او قيام او بر بالوالدين او صلة للأرحام وغيره مما يحب ربنا ويرضى من الأعمال الظاهرة والباطنة.

أما الطهارة الباطنة وحالات الإستخارة فنبحث فيها بإذن الله تعالى في اللقاء القادم.

عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.

مقالات ذات صلة

إغلاق