اقلام حرة

أفضل الناس : «من سلم المسلمون من لسانه ويده»./ فاطمة اغبارية ابو واصل

من أعظم نعم الله تعالى على عباده اللسان، وحُسن الخلق اما «حفظ اللسان» فهو صونه عن الكلام الفاحش والبذيء والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء بالناس وعن كل قول يغضب الله تعالى، واللسان على صغر حجمه عظيم الخطر، فلا ينجو من شره إلا من خاف الله ، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة.

والإنسان مسؤول عن كل لفظ يخرج من فمه، حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ «سورة ق: الآية 18»، ويقول في كتابه الكريم‏:‏ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، «سورة الأحزاب: الآية 7»، وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني: فقال: «احفظ لسانك»، فحفظ اللسان من  صفات المؤمنين الذين  يحفظون ألسنتهم من الخوض في أعراض الناس، ويبتعدون عن اللغو في الكلام، قال الله عز وجل: (… وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، «سورة الفرقان: الآية 72»،

هناك الكثير من الآيات التي تناولت خطر اللسان وضرورة حفظه، قال تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)، «سورة النساء: الآية 148»، كما ونهى الاسلام عن  الصفات الرديئة  كالغيبة، في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا نَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، «سورة الحجرات: الآية 12»، فالغيبة تؤدي إلى تقطيع روابط الألفة والمحبة بين الناس، وتزرع بين الناس الحقد والضغائن والكراهية، وهي تدل على خبث من يقولها وامتلاء نفسه بالحسد والظلم،  وقال  الإمام علي رضي الله عنه، الأشرار يتبعون مساوئ الناس، ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة.
وقد حذرنا الله سبحانه   من النميمة والسباب والشتم، فإن الله سبحانه لا يحب الجهر بالسوء من القول، وقد جاء رجل إلى الرسول وقال دلني على عمل يدخلني الجنه؟ فقال: صلى الله عليه وسلم: «امسك عليك هذا، وأشار إلى لسانه»، وأرشدنا النبي عندما قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، ومما يدل على عظم خطورة اللسان قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه»،

قال ابن عباس، بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه، يعني لا يغضب على شيء من جوارحه أشد من غضبه على لسانه،

ومن أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له ألا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضراً عنه أو عن غيره، ويجب ألا يتكلم بفحش أو بذاءة أو قبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء.

و يجب ألا يستعمل اللسان في الزور والبهتان والنميمة والغيبة والمزاح والهزل والسخرية والاستهزاء والثرثرة والشتائم والقذف والسب والتشهير ولا في ثناء الإنسان لنفسه لأن مادح نفسه مذموم عند الله وعند العبيد، ويجب عدم ذكر عورات الناس.

مقالات ذات صلة

إغلاق