شعر وشعراء

رثاء صديق (مرثية الكاتب الالمعي الاستاذ شاكر فريد حسن اغباريه _رحمه الله تعالى.)

هَل شاكرٌ مَن قد نَعوا في المَربَعِ
أم طيفُ وهمٍ طافَ ذا في مَسمَعِي
يا مَوتُ مَهلاً، قد أصبتَ مناضِلاً
في سهمِكَ الفتّاكِ غير مُوَرَّعِ*
أثكَلتَ قلبي ، والقلوب ثواكِلٌ
ما زادني وَجَعاً ، فأَجَّ مُوَجِّعِي
مَن كان يدري أنَّ قلباً نابِضاً
يوماً يَكُفُّ عَنِ الخفوقِ ، مُرَوِّعي*
هَمعَت عيونُ الحزنِ دمعاً ساخِناً
من بعدِ أن قرَّت ، ولَمَّا تَهمَعِ*
فَتَمزَّقت صُوَرُ السرورِ وفي شجى
وتجوّلَت صورُ النّوى في أضلُعي
أقلامُ نورٍ قد تلاشت فجأةً
والكاغدُ المحزونُ يهذي : مَن مَعِي !؟
حيثُ اليراعُ عنِ اليراعِ فقد ضوى
وترمّلت صفحاتُ نقدِ الألمعي*
(يا أنتِ) .هذي جملةٌ أبدعتَها
في زُخرُفٍ ، لِيُزَخرفوا منها الوعي
وَلَقد صبرتَ على الأسى من بعدها
مُتَذَوِّقاً طعمَ الحنينِ بأدمُعِ
وَشَطَرتَ قلبكَ والوفاءَ لأربعٍ
شَطرٌ لها ، للإبنَتَينِ ، لِمَن يَعِي
وَحَمَلتَ همّاً قد تنوءُ بعبئِهِ
هذي الرّواسي ، مخلِصاً بِتَوجّعِ
وَرحلتَ في شهرِ الصيامِ مبكّراً
حينَ الشروقِ ، الى الغروبِ فَمهطِعِ*
رمضانُ شهرُ الخيرِ ، أُكرِمتُم به
مِن سَلسَبيلَ شرابُكم في مرتعِ
فإذا اضطجعتَ على الترابِ بمرقدٍ
وَوَجَدتَ رحباً واسِعاً في المضطجعِ
هذي جنانُ الخلدِ فاشكُر منعِماً
متفيِّئاً بظِلالِها بالأمرَعِ*
جنّاتُ ” عدنٍ” ، “شاكِراً” ” آلاءَهُ”
أسماؤُكُم .وَلَقَد جُمِعنَ لِمِصقَعِ*
نَم يا صديقي ، أنتَ لستَ بأوّلٍ
أو آخرٍ ، ضيفاً بهذا الموقِعِ
وَلَسوفَ نأتي آجِلاً أو عاجلاً
لا فرقَ بينَ مُشَيِّعٍ وَمُشَيَّعِ
________________________________________________
١)غير مورَّع : غير مردود
٢) مروع : مرعب مخيف
٣)همعت العين : اسالت الدمع_ لما تهمع: ليست باكية
٤) الالمعي : الذكي ، النشيط
٥) المهطع : الذي ينظر في خشوع
٦) المصقع : البليغ ، الذكي
٧) الامرع :الكلاء.، اشارة الى خصب المكان
________________________________________________

أمين أسعد زيد الكيلاني(شن)
عاره _ قضاء حيفا _ فلسطين
الثلاثاء :12/4/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق