الرئيسيةمقالات

قصة “داعش” من الظهور إلى الضمور

 

رغم مرور 4 أعوام على إعلان تأسيس نواته، ما يزال تنظيم “داعش” الإرهابي يشغل العالم ككل مع توسعه في عدد من البلدان واستهدافه لأخرى، إلا أنه لا تزال لسوريا والعراق مكانة خاصة كون التنظيم أعلن في المناطق التي سيطر عليها فيهما ما أسماها “دولة الخلافة” التي باتت تشكل ما يشبه “رأس الأفعى” التي تتحشد القوى المختلفة لقطعه.

وبعد أن استطاع التنظيم الإرهابي السيطرة على حوالي نصف مساحة العراق وثلث مساحة سوريا في “ليلة وضحاها” كما يرى البعض نظرا للسرعة الفائقة لتقدمه بهجوم صيف عام 2014، ليتحول إلى مصدر تهديد ورعب حقيقي على المستويين الإقليمي والدولي، يرى محللون أن التنظيم آخذ إلى الانحسار خاصة مع التراجع الكبير الذي شهده في العراق خلال الأشهر الماضية، وكذلك في شمال سوريا.

ونستعرض أبرز النقاط في حياة التنظيم الإرهابي، مثل نشأته من رحم القاعدة ومن ثم قطعه “الحبل السري” بينهما، وكذلك مناطق سيطرته الأولى، المرجعيات الإيديولوجية، العقيدة القتالية، الرايات والشعارات، الأعداء والخصوم، مصادر التمويل، العدد والعتاد.

النشأة

أعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم ما كان يسمى “الدولة الإسلامية في العراق”، الذي نشأ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 كفرع لتنظيم القاعدة، في تسجيل صوتي له في أبريل/ نيسان 2013 أن جبهة “النصرة” في سوريا هي جزء من التنظيم الناشط في العراق.

وأوضح البغدادي أن الهدف من هذا الضم هو إقامة دولة إسلامية في سوريا والعراق، وإعلان إقامة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما عرف إعلامياً وقتها بـ”داعش”.

فيما أعلن أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة، في اليوم التالي للإعلان المذكور مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ورفض قرار البغدادي، إلا أن فئة تابعة للأول بايعت البغدادي، الأمر الذي تطور بين الرجلين إلى اشتباكات مسلحة بين تنظيميهما ما تزال مستمرة حتى اليوم ولكن بوتيرة أقل خاصة بعد تغيير اسم وهيكلية “النصرة” وانضمامه إلى تحالفات أوسع، وأدت تلك الاشتباكات لمقتل المئات من الجانبين.

ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس/ آذار 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات.

الظواهري بدوره رفض قرار البغدادي بإعلان “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ودعاه في تسجيلات صوتية بهذا الخصوص إلى التفرغ لما وصفه بـ”العراق الجريح”، والعودة إلى الأمير “الظواهري” بـ”السمع والطاعة”، وهو ما رفضه التنظيم الجديد سريعاً وشن هجوماً على الظواهري وطالبه بمبايعة البغدادي كأمير، وذلك في تسجيل لأبو محمد العدناني، الناطق باسم التنظيم وقتها والذي أُعلن عن مقتله العام الماضي.

ومع تنامي قوة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وسيطرته على نحو نصف مساحة العراق وثلث مساحة سوريا، أعلن العدناني، نهاية يونيو/ حزيران 2014، عن تأسيس ما أسماها بـ”دولة الخلافة”، في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في البلدين الجارين، وكذلك تنصيب زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين” بعد مبايعته من قبل “مجلس شورى التنظيم”، وذلك بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية.

ودعا العدناني باقي “التنظيمات الإسلامية” في شتى أنحاء العالم لمبايعة “الدولة الإسلامية”، بعد شطب اسم العراق والشام من اسمه.

مناطق السيطرة

سيطر “داعش” في العراق على معظم مساحة محافظة نينوى(شمال) وخاصة مركزها الموصل في العاشر من يونيو 2014، وذلك بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.

كما سيطر أيضاً بالتزامن مع ذلك، على مناطق واسعة في محافظة صلاح الدين(شمال) وخاصة مركزها مدينة تكريت وبدأ بتهديد بلدة سامراء ذات المكانة الدينية لدى الشيعة والاستراتيجية لقربها من بغداد، وأيضاً مناطق في محافظة ديالى(شمال شرق) حيث سيطر على ناحية “جلولاء” القريبة من الحدود الإيرانية وأيضاً على أجزاء من محافظة كركوك(شمال) الغنية بالنفط.

وقبلها بأشهر سيطر “داعش” على مدن بمحافظة الأنبار(غرب) الحدودية مع سوريا وأكبر محافظات العراق مساحة.

أما في سوريا فسيطر على محافظة الرقة(شمال شرق) بشكل شبه كامل والتي تعد المعقل الأساسي للتنظيم في البلاد، وسيطر بعدها على معظم مساحة محافظة دير الزور الشرقية(الغنية بالنفط والتي تمتلك امتداداً جغرافياً مع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في العراق)، كما سيطر التنظيم أيضاً على مناطق في الريف الشمالي لمحافظة حلب وبعض المناطق في منطقة القلمون بريف دمشق والقريبة من الحدود اللبنانية إضافة إلى مناطق متفرقة في وسط البلاد.

وخسر التنظيم الإرهابي معظم المناطق التي سيطر عليها في العراق، بعد الهجوم المعاكس الذي شنته القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي وتقوم تلك القوات حاليا بالعمل على طرد التنظيم من الموصل، إلا أن خسارته للمناطق التي سيطر عليها بسوريا كانت بشكل أقل.

وعدا مدينة سرت الليبية(شمال وسط) التي سيطر عليها لنحو عام قبل أن يطرد منها على يد عملية “البنيان المرصوص” التابعة لحكومة الوفاق الوطني قبل أشهر، لا يمتلك التنظيم مناطق سيطرة واضحة على الأرض في باقي الدول التي يتواجد فيها وإنما مناطق نفوذ مثل شمال سيناء بمصر ومناطق تهديد وعمليات في عدد من الدول كالسعودية وتونس واليمن وعدد من الدول الأوروبية وغيرها.

المرجعيات الإيديولوجية

باحثون في شؤون الجماعات الإسلامية، يرون أن التنظيم يدّعي أنه “يتّبع الفكر السلفي الجهادي، كوسيلة وحيدة للتغيير، وبناء الدولة الإسلامية التي تطبق فيها تعاليم وأحكام الشريعة، ويسعى التنظيم لتطبيق ذلك بطريقة متشددة وبفرض العقاب وإقامة الحدود على من يخالفها عن طريق المحاكم الشرعية التي ينشئها بمناطق سيطرته”.

وأعربت العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية كالأزهر والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرهما، عن عدم اتفاقها ورفضها للمنهج الذي يتبعه التنظيم في تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية وتكفير الآخرين وتطبيق الحدود، حيث وصفته بعض تلك المؤسسات في بيانات أصدرتها بـ”الكيان الشيطاني.. التتار الجدد.. أعداء الإسلام.. خوارج العصر.. صنيعة المخابرات”.

العقيدة القتالية

يعتمد تنظيم “داعش” الإرهابي في معاركه التي يخوضها ضد خصومه في كل من سوريا والعراق وغيرهما على أسلوب فرض الرعب على الطرف الآخر، متخذا من “الانغماسيين” وما يسمّون بـ”الذبِّيحة” ذراعين أساسيين لتحقيق هذا الأسلوب.

ويحاول التنظيم الذي يقول مراقبون إن مقاتليه المقدر عددهم بعدة آلاف، تعويض النقص العددي لديه مقارنة بخصومه، حيث يعمل على تصوير مقاتليه على أنهم مستعدون للموت عبر القيام بما يسميها “عمليات استشهادية” ينفذها “الانغماسيون” ضد الأعداء.

كما يلّوح لأعدائه أيضاً بأن مصيرهم يتعدى الموت في المعارك معه، وإنما سيواجهون الحرق أو التفجير أو الذبح وقطع الرؤوس الذي ينفذه بعض العناصر المتخصصين لديه والذين يلقبهم العوام في كل من سوريا والعراق بـ”الذبِّيحة” بتشديد الباء وكسرها، بحسب المفردة العامية هناك التي تدل على كثرة القتل ذبحاً، ويعمل على تصوير هذا الرعب من خلال ما يسميها بـ”الإصدارات المرئية” التي يصدرها لتلك العمليات.

ولا يشترط أن ينفذ “الانغماسي” عملية انتحارية تودي بحياته وإنما يقوم بالانغماس بين صفوف الأعداء ليلحق بهم أكبر عدد من الخسائر أو يمهد لاقتحام باقي الإرهابيين.

الرايات والشعارات

يرفع عناصر التنظيم العلم الأسود المكتوب عليه باللون الأبيض عبارة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويطلق عناصره، وغالبيتهم من غير السوريين، هتافات إثر كل معركة أو انتصار يحققونه على الأعداء مثل “قائدنا للأبد سيدنا محمد” و”الله أكبر” التي تتعالى بها أصواتهم أيضاً خلال الاشتباكات وذلك لشحن همم أنصاره ومداعبة عقيدتهم الدينية.

كما يرفع مقاتلو “داعش” وأنصاره عبارة “باقية وتتمدد” شعاراً للتعبير عن فكر “دولتهم” الوهمية التوسعي والتي تتعدى حدودها حدود سوريا والعراق، وكذلك بقائها على الرغم من معارضة خصومها وأعدائها الكثر.

الأعداء والخصوم

يتخذ التنظيم كل من يخالفه في العقيدة خصماً له ويعتبره “مرتداً” وعقوبته القتل، ولا يقتصر إطلاق “الردة” على المسيحيين أو اليهود أو الإيزيديين وغيرها من الطوائف، وإنما يسبغ التنظيم هذا الحكم حتى على المسلمين من الشيعة وحتى السنة ممن لا يتبعون التعاليم التي يراها التنظيم أنها هي التعاليم الصحيحة والحقيقية للدين.

أما بالنسبة لأعداء التنظيم فإن الأخير يقاتل في العراق كل من الجيش العراقي والميليشيات الموالية للأخير مثل الحشد الشعبي وقوات البيشمركة (التابعة للإقليم الكردي) وقوات عشائرية مناهضة للتنظيم، إضافة إلى متطوعين محليين ممن يرفضون سيطرة التنظيم على مناطقهم، ومن ضمنهم “حرس نينوى” الذين تدربهم تركيا في معسكر بعشيقة(شمال)، وآخرين متوحّدين دينياً أو عرقياً مثل الإيزيديين والتركمان وغيرهم.

وتلقى كل تلك القوات دعماً لوجستياً وعسكريا أمريكياً وغربياً في مواجهة التنظيم، ضمن إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن أو بشكل منفرد وفق اتفاقيات ثنائية تبرمها بغداد وأربيل.

أما في سوريا، فيقاتل التنظيم كلاً من جيش النظام المدعوم لوجستيا وعسكريا من روسيا وإيران، والميليشيات الشيعية الموالية له، إضافة إلى ميليشيات مسلحة غير نظامية او ما تسمى بالقوات الرديفة التي تقاتل إلى جانب قوات النظام مثل (الدفاع الوطني، الفيلق الخامس، سرايا البعث) وغيرها، إلى جانب حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام في عدد من المناطق السورية.

وإلى جانب هؤلاء يقاتل التنظيم قوات المعارضة من جيش حر وفصائل إسلامية معارضة للنظام، فضلاً عن ميليشيات كردية في بعض المناطق شمالي البلاد مثل ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل ي ب ك/ ب ي د(الذراع السوري لمنظمة بي كاكا الإرهابية) العمود الفقري لها.

وأخيرا يقاتل “داعش” في شمال سوريا قوات “درع الفرات” المكونة من فصائل في الجيش السوري الحر التي تدعمها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، والتي ألحقت به خسائر كبيرة خلال الأشهر الماضية وانتزعت مناطق واسعة من سيطرته كان آخرها طرده من مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

القيادة والتنظيم

لـ”داعش” الإرهابي هيكل تنظيمي يرأسه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إضافة إلى أمراء وولاة للمناطق وما تسمى بـ”مجالس شورى”، إضافة إلى قيادات ميدانية، إلا أن تلك الأمور التنظيمية يكتنفها سرية تامة وتكتم من قبل التنظيم.

والبغدادي واسمه الحقيقي “ابراهيم بن عواد”، هو من مواليد مدينة سامراء ويبلغ من العمر 46 عاماً، وتولى منصبه كزعيم لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق” بعد مقتل زعيمه السابق أبو عمر البغدادي عام 2010 بقصف جوي أمريكي.

وتذكر المواقع المقربة من التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي، أن البغدادي تتلمذ على يد أبو مصعب الزرقاوي، الأردني الجنسية والزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في قصف أمريكي عام 2006، واعتقل من قبل القوات الأمريكية في العراق لمدة أربع سنوات قبل إطلاق سراحه عام 2009.

وأظهر البغدادي تمرده على قرارات زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، خاصة بعد اعتراض الأخير على قرار البغدادي بإعلان “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وأشيعت عدة مرات أنباء عن مقتله ولم يظهر سوى مرة واحدة بعد تزعمه للتنظيم في مقطع مصور بالموصل صيف عام 2014 إلا أنه كان له عدة تسجيلات ورسائل صوتية.

مصادر التمويل

في بداية نشأته اعتمد التنظيم على التمويل الخارجي، إلا أنه لا يعلن عادة عن مصادر ذلك التمويل، كما لا تعلن تلك المصادر عن تقديمها الدعم له خوفاً من العقوبات الدولية عليها خاصة أنه موضوع على لوائح “الإرهاب الدولية”.

إلا أنه خلال السنوات الماضية بدأ بالاعتماد على موارد ذاتية بعد سيطرته على حقول وآبار للنفط والغاز في كل من سوريا والعراق، وقيامه ببيع كميات منها عن طريق مهربين، إضافة إلى التجارة بالآثار والاحتياطيات النقدية التي كانت في البنوك التي وضع يده عليها بعد سيطرته على بعض المناطق في كل من العراق وسوريا، وأيضا من خلال فرض “الجباية” والضرائب على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته.

ولا يعلن التنظيم عادة عن مصادر تمويله فهي من المواضيع السرية التي يتكتم عليها.

العدد والعتاد

يرى متخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية أن عدد مقاتلي “داعش” الإرهابي عند نشأته لم يتجاوز 15 ألف مقاتل قبل أن يتوسع ذلك العدد عدة أضعاف، حيث أعلن قائد العمليات الخاصة في وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال ريموند توماس منتصف فبراير/ شباط 2017، أن التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، قتل أكثر من 60 ألف عنصر من التنظيم الإرهابي.

ولا يعلن التنظيم عادة عن عدد عناصره، إلا أن يؤكد في الإصدارات التي يقوم بها أنهم في ازدياد ليدحض الروايات حول بدء تلاشيه واندحاره.

ويشير متخصصون وإحصائيات أمريكية إلى أن التونسيون يتصدرون أعداد المقاتلين الأجانب في التنظيم المتواجدين في سوريا والعراق، من بين دول عربية مثل السعودية والأردن ومصر وغيرها، في حين يتصدر الفرنسيون قائمة أصحاب الجنسيات الغربية المنضوين في التنظيم بالدولتين إلى جانب ألمانيا وإنجلترا وغيرها.

أما بالنسبة للسلاح والعتاد فيمتلك التنظيم أسلحة ثقيلة ونوعية تصل إلى صواريخ بالستية من طراز “سكود” التي استعرض واحداً منها في شوارع مدينة الرقة شمالي سوريا استولى عليها من بعض مواقع النظام العسكرية التي سيطر عليها. إضافة إلى مدافع ثقيلة ودبابات وعربات مصفحة أمريكية بكميات كبيرة استولى عليها من المواقع والفرق العسكرية التي فر منها الجيش العراقي في الموصل وغيرها، وكذلك عربات ودبابات روسية الصنع التي كان يمتلكها النظام السوري قبل أن يستولي عليها مقاتلو التنظيم من بعض فرقه العسكرية التي سيطروا عليها.

ويعتمد مقاتلو التنظيم بالشكل الأبرز على القواذف الصاروخية (آر بي جي) وقذائف الهاون بعياراتها وأحجامها المختلفة فضلاً عن الأسلحة الفردية مثل بنادق “الكلاشينكوف” الروسية والرشاشات المتوسطة والثقيلة المثبتة على العربات رباعية الدفع، وذلك في معاركه ضد أعدائه على الجانبين السوري والعراقي.

إلى جانب الأسلحة والذخائر التي يقوم التنظيم بتصنيعها أو تطويرها وآخرها استخدام طائرات مسيّرة (درون) في حمل قنابل صغيرة وإلقائها على الأعداء

المصدر : إسطنبول/ الأناضول

مقالات ذات صلة

إغلاق