شعر وشعراء

أبراج ميل /للشاعر حسين جبارة

أبراجُ مَيلٍ
———
وطني الحقائبُ في محطّاتِ السفر
ومواسمُ الهجراتِ تقتلعُ الغجر
ما عدتُ أملكُ منزلاً وكرامةً
ما عُدتُ أحظى بالنهارِ وبالقمر
ملكُ العوالمِ بالسلاحِ مُدَجَّجٌ
والشرعَ يصبغُ في رواقٍ مِن صُوَر
رصدَ الموانئَ لاعتقالِ تَحَركي
والدفءَ صادرَ في البوادي والحضر
حرمَ المقالةَ والقصيدةَ موئلاً
أردى المجازَ بما تكنَى أو ظَهَر
سجنَ التّألمَ والأنينَ روايةً
سلبَ السّحائبَ في السماءِ كما المطر
فرضَ الجمودَ صَلَى الوجودَ قَلَى الورى
قد قالَ كُنْ , صبَّ القوالبَ ما صهر
ورمى الفوارسَ والنوارسَ حاقداً
حظرَ الجنانَ وظلَّها ، حرقَ الزَّهَر
منع اللسانَ من الكلامِ إذا شكا
وَصَفَ التنفسَ والتوالدَ بالخطر
جازتْ أثينا منطقاً بروايتي
صار الأُلِمبُسُ للهوانِ المُنحَدَر
ذا برجُ بيزا مائلٌ عن قائمٍ
بالريحِ يعزفُ نَعْيَ أوتارِ الخَوَر
ذا برجُ إيفِلَ أنَّ بوحاً عاجزاً
شجراً تسامى بالجمالِ بلا ثمر
تمثالُ امريكا شعارُ مُخادِعٍ
أخلى العدالةَ من قواميس البشر
نعتَ النضالَ بوحشِ غابٍ فاتكٍ
منعَ الشعوبَ منَ الكفاحِ مِنَ الظفَر
تمثالُ أمريكا يُجَسِّدُ قيصراً
يستعبدُ الإنسانَ ، ما يأبى العُمَر
وطني الإرادةُ أسقطت تأشيرةً
يا عودةَ المفتاحِ بالعزمِ انتصر
بالحبِّ أعشقُ مسقطاً لا غربةً
فيهِ انتزاعُ مكانتي مِمّن مكر
أسقطتُ تمثالَ التّحرّرِ زائفاً
أبراجَ مَيلٍ آيلٍ , عدلاً هجر
وطني الجوازُ أصوغهُ مُتحَرّراً
وهو الموانئُ ، والزّنودُ هي الخَفَر
حسين جبارة حُزيران 2016

مقالات ذات صلة

إغلاق