الرئيسيةثقافه وفكر حر

ملكة متوجة من المهد الى اللحد / ليلى عيسى

ملكة متوجة من المهد الى اللحد
عن المرأة السويدية اتحدث …

تعتبر المرأة السويدية في طليعة النساء المتوجات على عروشهن من المهد إلى اللحد.. إنها حقيقة إن لم تكن مطلقة إلا إنها تلامس الواقع المعاش، حيث تتمتع المرأة السويدية بحقوق تضاهي نساء أوروبا قاطبة، كما أن لها دور كبير في المجتمع قد يساوي دور الرجل.

تعتبر السويد من البلدان المدرجة على رأس قائمة الدول المتحضرة التي تعني بشؤون المرأة في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة دون إستثناء وتعمل على تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين.

قد تختلف المرأة السويدية بما تحظى به من دور عن باقي نساء أوروبا في المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية ،حيث تتمتع هذه المملكة بأدنى نسبة تفاوت في معدل التوظيف بين الرجل والمرأة في العالم والذي يبلغ نسبة 4٪ فقط لصالح الرجال..

كما أن المرأة تملك أعلى نسبة دفع مستحقات شهرية (الراتب الشهري) قد تصل إلى 76% من معدل ما تتقاضاه من راتب في حالة الأمومة والولادة على الرغم من أن متوسط عمر الإنجاب لدى المرأة السويدية هو ثلاثين عاما والذي يمثل النسبة الأعلى في أوروبا، كما أن للأمهات العاملات خصائص وامكانيات عديدة يُمكّنها من التمتع بالبقاء مع الأولاد في حالات المرض لرعايتهم دون أن يؤثر ذلك على راتبها الشهري ولا يستقطع من رصيد اجازاتها السنوية، كما وتتمتع المرأة المطلقة بمبلغ شهري ويزداد هذا المبلغ في حال إحتضانها للأولاد ويكون الأطفال في حضانة الأم لغاية بلوغهم سن الرشد .
لا تختلف المرأة السويدية عن الرجل في مجالات العمل، فهي قد تجبر على اعمال ثقيلة مثلها مثل الرجل فليست هناك مهن مقتصرة على الرجال وقد تجد المرأة تعمل في البناء والعمالة وفي سياقة العربات الثقيلة أيضا.. أما في القضاء فقد تكون هي القاضي الأعلى أو الأوحد في التحكيم ، وقد يناط لها قضايا دولية للحكمية.
أن القوانين السويدية تمنع جلوس المرأة في المنزل دون عمل ولابد لها أن تشارك في بناء المجتمع إلا في حالة واحدة وهي “إجازة الأمومة” حيث تبقى الأم بجانب طفلها الرضيع لفترة طويلة جداً مدفوعة الأجر وبعدها يمكن للأم أن تضع بنتها أو إبنها في إحدى دور الحضانة لتعود إلى ممارسة عملها أو استكمال دراستها .

وعلى صعيد متصل تعتبر السويد من أكثر الحكومات الأوروبية التي تقدم الكثير من التسهيلات والمعونات الإجتماعية للأشخاص وخاصة الأمهات اللائى يحتضن أطفالا لتشجيعهن على الإنجاب أكثر لأن المعدل الطبيعي لتكاثر البلاد تزداد بمرور السنين ولكن في السويد فان إرتفاع عدد المواليد وبالتالي إزدياد عدد السكان متوقف أو بطيئ للغاية، لذا تحاول الدولة جاهدة لتوفير سبل عديدة لتحفيز النساء على الولادة وهنا لابد أن نشير إلى أن عدد المواليد إزداد في الفترة الأخيرة بسبب كثرة اللاجئين الى السويد.

ومن تحفيزيات الحكومة على هذا الصعيد نشير على سبيل المثال لا الحصر إلى منح إجازة الأمومة أو الأبوة بعد ولادة الأم ولا تفرق الدولة في تقاسم إحتضان الطفل من قبل الأم و الأب بعد الولادة وهي واحدة من أطول في العالم، بحيث يسمح للأب والأم أن يحصلا على مجموع 480 يوماً للمكوث مع مواليدهما على أن يتم بالمقابل دفع حوالي 77,6% من رواتبهما الشهرية.

وتفيد آخر الإحصائات أن هذه السياسة ساعدت إلى حد ما إرتفاع نسبة الحمل والإنجاب بين النساء السويديات اكثر من السابق .
وبالرغم من أن القوانين السويدية تقنن بقوة حقوق المرأة وتمنحها إمتيازات لم تكن تحظى بها من قبل وتتجاوب الحكومات المتعاقبة مع قضايا المرأة، الا أن البعض يرى بأن النضال من أجل المساواة بين الجنسين في هذا البلد لم يبلغ أهدافه المرجوة ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك فيزعم أن الأمر في منتصف الطريق فلا بد من الوصول إلى أقصى حدود المساواة بين الجنسين.

ومابين ما تعيشه المرأة السويدية من رفاهية نتيجة لتحقيق الكثير من متطلبات الحياة لها والتي توفرها الأسرة والمجتمع ومن ثم الدولة يبقى السؤال الذي يراودني :
كيف لو عانت المرأة السويدية عشر ما تعانيه نساؤنا وأمهاتنا وبناتنا في مجتمعاتنا العربية من قهر وظلم واستبداد يبدأ ممارسته من سلطة الأب الديكتاتورية إلى عنف الرجل وسطوته والتمييز الذي يفرضه المجتمع الذكوري؟؟؟؟

وإلى جانب ذلك فأن المرأة السويدية تحظى بجمال خلاب يميزها عن سائر نساء أوروبا قاطبة إلا شقيقاتها الإسكندينافية، هذا الجمال اللافت للإنظار من حيث البشرة الخالية من التجاعيد والأجسام الرشيقة وضع السويديات دائما على رأس قائمة أجمل نساء العالم.
بالطبع هذا الجمال ليس جمالا طبيعيا فقط حيث يمارسن النسوة السويديات الرياضة اليومية أقلها المشي وركوب الدراجات الهوائية إضافة إلى السباحة بشكل منتظم ونظام غذائي صحي مما يترك كل ذلك بالتأكيد تأثيراً إيجابيا على درجة الجمال الصحي والسليم.
يذكر أن أحد أسباب تمتع النساء السويديات بهذه المزايا الصحية والجمالية يعود إلى النظام الغذائي الصحي في هذا البلد الذي يفيد المرأة والرجل حيث القوانين السويدية تراقب بحذر شديد الإنتاج الغذائي في البلاد والمواد الغذائية المستوردة للتأكد من عدم تعريضها صحة المواطنين إلى الخطر بالإضافة الى التوعية الحرفية في هذا المجال مما أوجد ثقافة علمية يتصرف المواطنون وفقا لها في معرفة الغذاء الصحي والمفيد وتمييزه عن المواد الغذائية المضرة.

وبهذا تكون المراة السويدية قد جمعت بين جمال المظهر والدلال المفرط من قبل الوالدين ناهيك عن مساندة الدولة لها في جميع مراحل حياتها لتصبح فعلا الملكة المتوجة من المهد الى اللحد.

المصدر : الصدى نت

مقالات ذات صلة

إغلاق