اقلام حرة
ايران و ” حديدة ترامب الحارّة “- ج2 فائز السعدون
مستقبل العلاقات الايرانية – الامريكية وانعكاساتها المُحتملة في الداخل الايراني !!
في الجزء السابق من هذه المقالة حاولت تقديم تحليل تاريخي موجز لما اخذه تطور شكل ومضمون العلاقات الايرانية الامريكية منذ قبيل احتلال العراق وحتى الوقت الحاضر .
هذا التطور قاد الى فتح الطريق امام ايران لمد نفوذها في عدة اتجاهات . وفقاً لإعلانات مسؤوليها فإنها تهيمن على العراق وسوريا ولبنان واليمن وعلى مضيقي هرمز وباب المندب . واذا أزحنا المغالاة التي يظهرها عادة المسؤولون الايرانية فيما يخص هذا الامر فانه يمكن القول ان ايران تمتلك نفوذاً قوياً لدى سلطة الحكم السورية وبالتالي فان هذا النفوذ مرهون بنفوذ الحكومة السورية في سوريا والذي يشمل ٢٥٪ من الجغرافيا حسب اكثر التقديرات ؛ الى جانب ذلك فان نسألك قوى اخرى منها ماهو اكثر اقتداراً من ناحية الموارد والامكانيات من ايران تبسط نفوذها داخل سوريا مثل روسيا والولايات المتحدة وتركيا ، وبرؤية فاحصة مقارنة يمكن القول ان النفوذ الايراني الحالي هو اقل مما كان عليه في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية السورية وان الفرق في الكلفة واضح في الحالتين ؛ كان النفوذ قبل الثورة مجانياً فيما اصبح النفوذ الحالي رغم فقدانه التفرد وعموم الجغرافيا اكثر كلفة من الناحيتين البشرية والمادية والوضع العام لهذا النفوذ وضع عائم ولا ضمانات له في المستقبل المنظور .
اما العراق فقد تم تقديمه هدية ومكافأة مؤقتة لضمان أمرين قامت بهما ايران بصفتها مقاولاً من الباطن لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل . تأمين خروج الولايات المتحدة وحراستها خلال خروجها السريع من العراق مثخنة بخمسة آلاف قتيل وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين جراء اعمال المقاومة الوطنية العراقية . أطلقت بعد ذلك يد ايران التي تصرف قادتها كما لو كان ذلك وضع أبدي ونسوا في حساباتهم ، التي تمت تحت وطأة قدر ملحوظ من الغرور، ان العراق قد وقع مع الولايات المتحدة اتفاقا هو اقرب مايكون لصك على بياض يتيح للولايات المتحدة ليس فقط العودة وبقوات عسكرية ، ولكن بأحكام السيطرة على القرار العراقي والذي قد يفرض على الحكومة العراقية من الناحية الرسمية الدخول في حالة حرب مع ايران . ان اتفاق الإطار الستراتيجي يضع العراق ومقدراته تحت تصرف الادارة الامريكية بشان محاربة الاٍرهاب وفق التعريف الامريكي بطبيعة الحال ، ونعلم ان اهم الهيئات الايرانية التي تُمارس ايران عبرها نفوذها في العراق مثل الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له تعتبر ، وفق التصنيف الرسمي الامريكي ، منظمات ارهابية .
باختصار فان الاستثمار الايراني في العراق هو استثمار غير مضمون ، وقد لوح اكثر من مصدر امريكي بقضية عروبة العراق وتفوق مرجعية النجف الدينية على مرجعية قم الايرانية ، وان ضمانة ايران الوحيدة هو السكوت الامريكي او المجازفة برمي كامل ثقلها العسكري في بيئة خطرة أعجزت قوى استعمارية كبرى عن احتوائها .
في لبنان هنالك ركيزة أساسية واحدة للنفوذ الايراني وهو حزب الله الذي أدى السكوت الامريكي والغربي وعدم الجدية في تنفيذ قرارات لمجلس الامن اتخذت وفق الفصل السابع من الميثاق الى قيام هذا الحزب بالهيمنة شبه الكاملة على الدولة ومؤسساتها الرسمية كما افلح في تعطيل انتخاب رئيس الدولة لأكثر من عامين ؛،يبقى نفوذ الحزب وبالتالي نفوذ ايران مرهون بالموقف الامريكي والغربي ولا توجد ضمانات غير هذا الموقف لاستمرار هذا النفوذ .
في اليمن يبدو الامر اكثر تعقيداً . استثمرت ايران في جماعة الحوثي التي تختلف معها جوهرياً من الناحية العقائدية . في التراث الفقهي الزيدي والاثني عشري هنالك أكوام من ادبيات التكفير المتبادل وان لفظة الرافضة التي يعتبرها الاثني عشرية بمثابة شتيمة هي من انتاج أئمة المذهب الزيدي الذي يدين به الحوثيون واتباع المذهب الزيدي الذين يمثلون حوالى ربع سكان اليمن ، وهم يؤمنون بان حق الإمامة محصور في نسلي الحسن والحسين على حد سواء ويؤمنون بصحة خلافة الراشدين وفق مبدا الأفضل والمفضول ويعتبرون اقرب الى مذاهب أهل السنة منهم الى الشيعة ولذلك تشاركوا طوال تاريخهم المساجد ذاتها ودور العلم مع اتباع المذهب الشافعي وهم أغلبية سكان اليمن .اما الاثني عشرية فمن المعروف انهم يكفرون كل من عداهم من الشيعة وغيرهم لاعتبارهم ان مبدا الإمامة ، كما وصفوه هم ، هو احد أركان الاسلام ولايصح اسلام احد دون الايمان به .
حاولت ايران جر بعض أركان المذهب الزيدي الى دائرة المذهب الاثني عشري وقد فشلت باستثناء أفراد من عائلة الحوثي التي تتبنى فرعاً من الاجتهاد الزيدي عرف تاريخياً باسم ” الفرقة الجارودية ” . عمدت بعدها ومنذ اوائل التسعينات الى القيام بتنفيذ برنامج يهدف الى تحويل اتباع الحوثي ومناطقهم في شمال غرب اليمن الى قلعة مذهبية ودخل هؤلاء في نزاع متصل مع السلطة التي كان يقودها علي عبدالله صالح وحاولوا عبر ستة حروب ان يعززوا من هيمنتهم على مناطقهم ومنع السلطة الحكومية من الوصول اليها وقامت ايران وحزب الله اللبناني يمدهم بالعون الفني والعسكري والمالي ووصل حد فتح معسكرات تدريب عسكري لهم في لبنان وتدريب كوادرهم في ايران وإعلان بعضهم تبنيه لمذهب الاثني عشرية كما انشا الايرانيون موانئ صغيرة ومحطات تفريغ في مناطق نفوذ هذه الجماعة ، وبعد انطلاق الثورة الشعبية اليمنية والتوصل الى اتفاق بشان نقل السلطة سلمياً من علي عبدالله صالح نشا بينه وبين أعداء الامس الحوثيين تحالف سياسي – عسكري قامت ايران بمباركته ووصلت حد إرسال سفن محملة بالسلاح الى هذا التحالف عبرالموانئ الرسمية أفلحت الحكومة في القبض عليها ومصادرتها واعتقال بحارتها.
تطورت الأمور بعد ذلك الى الانقلاب العسكري الذي نفذه الحوثيون ووحدات الحرس الجمهوري التي توالي صالح ثم أعقبه هرب الرئيس منصور الى عدن ومحاولة الحوثيون السيطرة عليها مما استدعى تدخل السعوديون والإمارات وعدد من الدول في إطار تحالف دولي لاعادة الشرعية . رغم ان الحملة العسكرية التي يشنها هذا التحالف واجهت صعوبات كبيرة مع قدر من التلكؤ الذي فرضته الولايات المتحدة في عهد اوباما بقصد البحث عن امكانية لصياغة وضع يؤمن رضا ايران والسعودية في ان واحد الا ان الحملة بدات بتحقيق نتائج هامة في الفترة الاخيرة خاصة بعد قيام الحوثيين بمهاجمة الملاحة في باب المندب ومنها الملاحة الامريكية وهو خط احمر حقيقي بالنسبة للقوى الكبرى بشكل خاص التي لاتسمح لاي طرف بالعبث بالملاحة في المضائق الدولية الحيوية مثل ملقة والبوسفور وهرمز وباب المندب .
في هذه المرحلة بدا واضحاً ايضاً ان ما كان يبدو توسعاً للنفوذ الايراني واجه عثرات جدية وقد تزايدت وطأتها في الآونة الاخيرة بعد محاولات غبية وغير محسوبة النتائج للتأثير على الملاحة في باب المندب الذي تمر منه كميات ضخمة من التجارة والنفط يومياً . حاولت ايران بذل محاولات هزيلة لتعزيز موقف الحوثيين بإرسال سفن صغيرة لتهريب السلاح ، كما قامت بين آونة واُخرى بإرسال واحدة او اثنتين من قطع أسطولها المتهالك أصلاً مع تصريحات تثير السخرية عن الهيمنة على باب المندب .
جاءت ذروة تطور الموقف هناك بمحاولات التحرش بإحدى قطع الأسطول الامريكي ثم تلتها قبل اكثر من عشرة ايام محاولة هجوم انتحاري على فرقاطة سعودية لم تحقق سوى إصابة طفيفة لكنها نبهت العالم الى خطورة ترك هذا المنفذ المائي الهام تحت تهديد جماعة انتحارية ارهابية فبادرت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات لبعض محطات الرادار ثم أرسلت المدمرة المتقدمة ” كٓول ” للمرابطة امام السواحل الغربية لليمن والإعلان بان جماعة الحوثي جماعة ارهابية بالوكالة عن ايران .
من هذا العرض السريع للانغماس الايراني في محيطها الاقليمي ، الذي يعتبره مسؤولوها نفوذاً وهيمنة ، يمكن ملاحظة ان الموقف قد بدا يرتب كلفاً ، وتشير الأنباء الى تزايد اعداد القتلى الايرانيين في مناطق الاحتكاك مع القوى التي تعارض النفوذ الايراني ؛ باختصار ، فان الموقف بدا يتجه نحو التعقيد وان ماتحقق من نفوذ مجاني في السابق يستدعي الان نوعاً من الانغماس عالي الكلفة وبدا يتخذ طابعاً جديداً مع قدوم إدارة أمريكية جديدة . لقد كانت ايران كما يبدو قد وقعت في سوء تقدير امكاناتها وطريقة توزيع مواردها . من اجل الحفاظ على نفوذ في منطقة معادية من وجوه عديدة ، سواء على الصعيد الاثني او الديني – المذهبي او الجيوسياسي يتعين تطوير قدرات معينة تتجاوب مع التحديات ، فما الذي انجزته ايران بهذا الصدد ؟!
لو عدنا الى حساب بسيط للقدرات العسكرية الايرانية التقليدية ، باستثناء البحرية والصواريخ ، لوجدنا ان حجم القوات العسكرية البرية لم يزد في احسن احواله عن مستويات التسلّح العراقي عام ١٩٩١ ، بل انه لايتعدى ٦٠-٧٠٪ من حجم هذا التسلّح ، والأكثر من ذلك ان فروعاً باكملها في التسلّح العراقي كانت اكثر تقدماً من الناحية التقنية من نظيره الايراني الحالي . على سبيل المثال كان العراق يحوز على حوالي خمسة آلاف دبابة قتال رئيسية من طرازات متعددة ثلثها تقريباً من دبابات تي ٧٢ المطورة تحت اسم أسد بابل التي اعتبرها الخبراء حينها اكثر تقدماً من النسخة الروسية الأصلية . كما تضم قائمة التسلّح العراقية قوة جوية تضم حوالى سبعمائة طائرة حديثة لاتمتلك ايران نصف عددها تحت الجهوزية وهي قديمة باستثناء سربين او ثلاثة من طائرات سوفيتية حديثة ويصح هذا الحساب على معظم التسلّح الايراني الحالي ؛ لم تستطع قوة العراق انذاك الدخول في مواجهة جدية مع الفرق الغربية الامريكية والبريطانية الا بكلفة عالية وبخسائر كبيرة ثم جاء القرار بايقاف الحرب من المستويات السياسية .
ان القوات العسكرية النظامية الايرانية غير قادرة على ادامة نفوذ راسخ ودائم بحجم منطقة المشرق العربي الذي يحفل بأشكال مختلفة من التحديات لاية قوة اجنبية .
هنالك قوة الحرس الثوري وقوات التعبئة وهي قوات ذات تعبئة خاصة تقوم على الروح الانتحارية ولكنها لاتستطيع عمل شيء اكثر من الاخلال المؤقت بعمليات الخصم لكنها تصبح واهنة عندما تواجه قوة نظامية عزوم لديها تفوق ناري وتقاتل بانضباط . لقد كانت هذه الوحدات تحدث اختراقات عديدة في الجبهة العراقية خلال العدوان الايراني على العراق (٨٠-١٩٨٨ ) ولكنها سرعان ما تصبح لقمة سائغة لقوات النسق الثاني المتحركة التي تعلمت القيادة العراقية العسكرية وضعها خلف خطوط النسق الاول التي غالباً ما تكون من وحدات المشاة المعززة . وبالتالي فهذه قوات غير قادرة على فعل شيء غير ماهو اقرب الى اثارة الفوضى في اثناء المواجهات مع قوات عسكرية نظامية حسنة التنظيم ثم تنكفئ بعدها او تدفع ثمناً باهظاً من عديدها وفي النهاية تضطر للفرار .
هنالك فرع اخر للقوات المسلحة الايرانية وهو سلاح البحرية التي طالما فاخر الايرانيون بها ؛ هذا السلاح ليس أفضل حظاً من سلاح الجو فهو في معظمه سلاح قديم يعود قسم منه الى الحرب العالمية الثانية مثل غواصات “كيلو ” . لقد بذلت ايران جهوداً حثيثة لتطوير قدرات مبتكرة مثل الغواصات الصغيرة القادرة على التقرب من اهداف كبيرة دون كشف مبكّر وكذلك الزوارق السريعة التي تركب عليها راجمات صواريخ تقليدية ؛ هذه الاسلحة هي من نوع الاسلحة الانتحارية وأقصى أهدافها هو إلحاق الضرر بخصم متفوق كنوع من الردع ، الا انها ليست قادرة على قلب موازين القوى في معركة مفتوحة مع بحرية متقدمة مثل التي تحوز عليها قوات مجلس التعاون الخليجي او مع حليفهم الامريكي – الغربي الذي يعتبر القوة البحرية الاولى في العالم من حيث الكم والنوع ، فضلاً عن ان هذه الاسلحة المبتكرة لم تدخل تجربة عملية باستثناء المناورات التي تشن ضد اهداف ميتة ، اما ماحصل قبل ايام مع الفرقاطة السعودية ” المدينة ” في باب المندب فهو دليل على تحليلنا ، حيث قامت اربعة زوارق انتحارية بمهاجمتها ولم يفلح سوى واحد منها بالوصول الى الهدف بينما دمرت الباقية من قبل وسائل الفرقاطة الدفاعية ولم تسفر العملية برمتها الا أضراراً محدودة ، اما الضحايا البشرية فقد اقتصرت على اثنين من طاقمها توفيا اثناء مكافحة الحريق الذي نشب جراء الهجوم .
لقد طورت ايران منظومات صواريخ ذات مديات متعددة والبعض منها قادر على ان يطال اسرائيل ومناطق حساسة مثل التجمعات السكنية والمناطق الصناعية في الساحل الغربي للخليج وفي العمق الخليجي .
سلاح الصواريخ يعتبر بشكل عام سلاح ردع ذو طابع ستراتيجي وبالتالي فهو غير صالح للاستخدام الفعّال في إطار تكتيكي باستثناء الاسناد المحدود ، اضافة الى وجود منظومات مضادة متقدمة لحماية جميع الاهداف المتوقعة ؛ يجادل البعض بان توجيه رشقات مكثفة من هذه الصواريخ يجعلها قادرة على إيصال نسبة منها الى أهدافها ، وهذه فرضية صحيحة من الناحية النظرية ، ولكن على من يستخدم هذه الصواريخ ان يدرك التشابك بين ما تستهدفه وبين الاهداف البريئة اخذاً بالاعتبار عدم دقتها المعروفة ؛ لذلك على من يلجأ لهذا النوع من الحروب ان يحسب حساب الرد الذي قد يواجههه على الصعيد العسكري أولاً وعلى صعيد التبعات القانونية والمسؤولية المترتبة عن خرق احكام القانون الدولي الإنساني الذي نعرف ان امر إنفاذه منوط بيد الطرف الاخر الذي قد تفكر ايران في مواجهته ان صدق ما يعلن من نوايا . اما التهديد باستهداف القواعد العسكرية الامريكية وحتى تلك الموجودة في المحيط الهندي فهو نوع من خطاب الاستهلاك المحلي ولو ارادت ايران تنفيذه فعليها ان تتوقع ردوداً مختلفة ان كانت صواريخها قادرة فعلاً على اختراق منظومات حماية هذه القواعد التي أعدت لمواجهة قوى عسكرية لدول عظمى .
على الصعد الاخرى ينبغي ملاحظة ان سياسات الهيمنة الايرانية جاءت على حساب احتياجات الداخل الايراني . يعاني اكثر من ثلث الشعب الايراني من الوقوع تحت خط الفقر والغلبية الباقية ليست أفضل حالاً بكثير الا بدرجات نسبية . تعاني البلاد من تزايد في اعداد السكان والوقت الذي تتعدى نفوس الشعب الايراني ١٠٠ مليون نسمة ليس بعيداً فيما لا تشهد الموارد تزايداً بنفس القدر والمورد الورئيسي للبلاد وهو النفط على حاله المعروف وتحتاج الصناعة النفطية الايرانية الى استثمارات بحوالي ٢٠٠ مليار دولار على مدى العقدين القادمين لكي تستطيع تحسين إنتاجها بما يتناسب وحاجات البلاد ، ومن الصعب ضمان هذه الاستثمارات من الخارج دون بيئة سياسية مستقرة على المستويين الداخلي والخارجي ؛ حتى هذه اللحظة ورغم توقيع الاتفاق النووي والافراج عن بعض الارصدة الايرانية المجمدة وقيام الوزير الانريكي كيري بجولة لتشجيع الشركاء الغربيين للتوجه الى السوق الايرانية ( حتى استحق لقب سمسار ايران الذي أطلقه عليه رئيس مجلس النواب الامريكي ) .. رغم كل هذه الجهود فان الشركاء الاورپيين مازالو مترددين في الدخول الى السوق الايرانية باندفاع كافٍ ، باستثناء فرنسا وفي قطاعات محدودة لها سوابق راسخة فيها مثل قطاع صناعة السيارات .
من جهة اخرى فان النزعة الامبراطورية التي سادت الخطاب السياسي الايراني مؤخراً شكلت مبعثاً لتحريك النزعات الانفصالية الداخلية كرد فعل عكسي طبيعي . نشهد تحركات كردية اكثر نشاطاً عن ذي قبل وكذلك سادت روح تململ بين العرب والبلوش وهنالك تحرك جدي بين الآذريين القومية الثانية والأكثر غنى في ايران .
ان ايران في وضعها الراهن وقعت فيما يشبه المصيدة التي يصعب الخروج منها ؛ ان الانسحاب الاختياري الان من مناطق الاحتكاك في الإقليم المحيط سيقود الى انهيار يشبه تداعي انهيار قطع الدومينو وقد يمتد الانهيار الى الداخل الايراني ذاته والاستمرار بالنزف جراء الوضع الحالي من الاشتباك مع جميع المحيط يشكل عامل إفقار للقوة الوطنية على الصعيدين المادي والمعنوي .
ماهي اذن سيناريوهات الاشتباك المتوقعة بين الجانبين الايراني والأمريكي في المنطقة وفي ظل المعطيات التي ذكرناها وحدود القدرة المعروفة للطرفين ؟! وما هي انعكاسات ذلك المُحتملة على الداخل الايراني واستقراره بشكل عام او على الانتخابات الرئاسية القادمة ؟! .
المصدر : الصدى نت