مقالات

ولا تجسسوا بقلم صديق بن صالح فارسي

اولياء عهد البيوت. ٠٩ / ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
١١ / ٠٤ /١٤٣٧ هـ

ولا تجسسوا.
إنتهى هذا أمر الله تعالى.
ولا يأمر سبحانه إلا بخير ولا ينهى إلا لخير ولا يكلف إلا لخير.

لا تعصي الله تعالى وتتجسس بصفة عامة على أي أحد.
وهنا نخص الأبناء من اولاد وبنات واولياء عهد يتم أعدادهم لمسؤوليات البيوت.

لأن الله تعالى الذي امرنا الا نتجسس هو سبحانه الكفيل بخلقه والعالم بهم وبأحوالهم والعليم بما يصلحهم.
ولا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء.
وهو معكم أينما كُنتُم وهو السميع البصير.

يعرف ما يقترفه عباده في الليل والنهار والسر والإعلان من خير أو شر.
ومن أعمال صالحة وأخرى سيئة.
يستر من يشاء بفضله ويفضح من يشاء بحكمته.
يمهل ولا يهمل ويؤجل ولا يعاجل.
كتب الآثار ونسخ الآجال وقدر الأقدار وكل شيء عنده بمقدار.

ونحن نأتمر بأمره وننتهي بنهيه تعالى ونترك الحكم له يفعل مايشاء.
يعني لو قدر الله تعالى على عبد من عباده معصية ما بحكمة هو يعلمها ويعلم الحكمة منها وستر الله تعالى عليه الذنب لأمر يريده الله تعالى

هل يكون سعينا لهتك ستر الله تعالى على عباده والتجسس عليهم وكشف ما ستره الله تعالى عليهم ولو مهما تذرعنا بحجج او أعذار تكون مقبولة أو مبرراً لنا امام معصية الله تعالى في مخالفة أمره لنا بعدم التجسس.

فسبحان الله ماخالف امر الله تعالى احداً الا وقد عرض نفسه لمكر الله ولسخطه تعالى.
فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.

ولعل من عاجل العقوبة لمن يتجسس هو أن الله تعالى يجعله يطّلع على مايكره ويرتد عليه بالوبال والنكد والهم والمشاكل التي لا حصر لها.

وقد سمعنا كثيراً ممن تجسسوا كيف دخلوا في دوامة البلاء.
في حين أن من توكل على الله تعالى وفوض الأمر اليه تعالى بعد الأخذ بالأسباب وعمل كل الإحتياطات ومارس كل ما في وسعه من وسائل ممكنة ماديةً أو معنوية إبتداءً من النصح والإرشاد والتوجيه.
إلى عمل الحواجز اللازمة بينهم وبين ما يمكن أن يكون مصدر فتنة أو يسهل أمر المعصية.

ولا نضع الغاز بجوار النار ثم نتجسس لنعرف مدى الإلتزام او ما يمكن ان يحصل من اخطاء من الآخرين.

ومن الأخذ بالأسباب الدعاء لهم أن يحفظهم الله تعالى من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ومن الأخذ بالأسباب أن نستقيم نحن الآباء والأمهات على مايرضي الله تعالى.
لأن الله تعالى يحفظ الأبناء بصلاح الآباء.

ثق وتأكد من أنه لو كان هناك مصلحة في علم الله تعالى من كشف ستر إنسان أو فضيحته والعياذ بالله تعالى سواءً للخاصة أو العامة.

فإن الله تعالى قادر على ذلك ولن يعجزه فضحه ولا يحتاج أحداً أن يتجسس له تعالى ولذلك نهى عن التجسس.
بل لا تستبعد أنك إذا كنت متوكل على الله تعالى والتزمت أمره بعدم التجسس.
وكذلك استقمت في نفسك.
وأخذت بأسباب التربية والنصح والاحياطات اللازمة والممكنة لتلافي ماقد يحصل من اخطاء ومخالفات.

فإن الله تعالى سوف لن يسيئك في من تخاف عليهم ولن يمكن منك من تخاف من شرهم.

بل قد علمنا من أخبار الصالحين أن الله تعالى قد يريهم في المنام ويكشف لهم من أخبار تنور لهم طريقهم وتبصرهم في أمرهم.

إذاً فمدار العلاقة بالله ومع الله ومن الله تعالى.
فكلما كنت قريباً من الله تعالى ومتمسكاً بأمره فإن الله لن يخزيك في من تحب وترجوا له الخير وهذا مشاهد بالتجربة والبرهان.

يعني بإختصار لا تتجسس ولكن خذ بالأسباب وأضبط علاقتك مع الله تعالى.

وإذا ما وقع المحظور لا سمح الله تعالى. —-
——————————–
أولاً.
إرجع الى الله تعالى واسأله اللطف والسلامة.

ثانياً.
إرجع الى نفسك وابحث عن تقصيرك مع الله تعالى وعن مواطن الخلل في ذلك
ثم اتهم نفسك وألقي عليها اللوم وابحث عن القصور الذي قد يكون حصل منك في التوجيه والإرشاد او في الأخذ بالأسباب.

ثالثاً.
اعمل على تعديل الخطأ والتعامل معه كخطأ ولا تجعله يفقدك من ارتكب الخطأ.
واعلم انه ربما وراء الخطأ حكمة من الله تعالى.
فكم من الأخطاء كانت سبباً في الهداية وسبباً في الوصول لأعلى نتائج النجاح والتميز والأمثلة على ذلك كثيرةً جداً والحمد. لله رب العالمين.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.image

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق