الرئيسية

صالون نون الأدبي وجلسته بين بساطة الروح ومرارة الواقع في ديوان (تبكي وحدها)

صالون نون الأدبي وجلسته بين بساطة الروح ومرارة الواقع في ديوان (تبكي وحدها)
عند الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأربعاء الموافق السادس

صورة ‏أ. فتحية صرصور‏.

عشر من نوفمبر كانت جلسة صالون نون الأدبي، بدأت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء فقالت: الحضور الكريم أهلا وسهلا بكم
أهلا بكم في ثاني لقاءاتنا في شهر نوفمبر، شهر المناسبات والذكريات، شهر الشهداء فبه كان استشهاد كلٍّ من: القائد الخالد الرئيس أبو عمار، القائد أحمد الجعبري، المناضل الشيخ عز الدين القسام، القائد الوطني الكبير عبد الله الحوراني سيد المكان، على روحهم جميعا السلام
وهو شهر الظلم والظلمات فمن؛ وعد بلفور المشؤوم، لذكرى قرار تقسيم فلسطين

وبصيص من ضياء في وثيقة إعلان الاستقلال، واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إلى قبول فلسطين كــ(عضو مراقب) في منظمة الأمم المتحدة، وأخيرا به اليوم العالمي للطفل

هكذا نحن دائما ما بين حزن وحزن ينبثق لنا شعاع من ضياء، علّه ينشر يوما علينا البهاء
اليوم نحن وإياكم على مائدة الشعر، فالشعر موهبة، والكتابة موهبة، والفنون جميعها تحتاج لموهبة، لكن من وُهِبَ لابد أن يرعى موهبته، ويهتم بها، لتصبح هذه الموهبة ترقى لدرجة الإبداع، فتنمية القدرات بزيادة المعرفة واكتساب خبرات جديدة، والاطلاع على أعمال الآخرين، ومواكبة كل ما هو جديد كفيل بتنمية قدرات كل صاحب موهبة.
ضيفتنا لهذا المساء تُعرّف نفسها في نصها:(أنا) فتقول:
لا شيء يشبهني/ حتى أنا لم أعد أشبه ذاتي
أغراضي، دفاتري، كراسة أشعاري / كلُّ شيءٍ أصبح لا يشبهني
شاخت الطفولةُ فيّ / صحراءٌ في القلب اندلعت/ بلا نهاية/ لا شيء يشبهني
صندوقٌ لا ثقبَ يؤنسُ وَحدَتَهُ / لا موضعَ قدمٍ للنملةٍ تستجدي السكَّرَ، أو كَسرَةَ خبز/ لا صوتَ إلا صوتَ الرياح بلا عويلٍ/أو غمامةٍ تُخَلخِلَ الأبوابَ
تهربُ جدائلُ الزمن/ تُلملمُ ما تبقى من فراشاتٍ / تَضجَرُ بها أحيانا/ وأحيانا تُداعبُها/ تُسابقُها
أيها الفراش بلّغ عني / أنني الضوءُ الشاردُ من عَتمَةَ التاريخ
من ظُلمة المدى …/ من شاطئٍ لا ينتهي …/ ورصيفٍ حيٍّ لا يموت
**
إنها كوثر حسين النيرب، تعمل كمعلمة لغة انجليزية لصفوف المرحلة الدنيا في مدارس الأونروا، كاتبة قصة وشعر، كان أول مقال كتبته وهي في الصف العاشر بعنوان (الأقنعة متى تزول)
تعشق الكتابة للأطفال، لها مخطوط من قصص سينشر عن طريق بيت الشعر رام الله، تكتب بالزيزفونة شعر وقصص للأطفال، وتكتب في العديد من المجلات والصحف المحلية، لها ديوان مشترك باللغة العامية مع كتاب مصريين.
فازت بمسابقة القصة القصيرة على مستوى المعلم المبدع في كتابة قصة الأطفال عن قصتها(علمتني الخيام).
كوثر الشاعرة فقدت اثني عشر فردا من عائلتها شهداء مما كان له وقع واضح في القصائد عبرت عنه بمنتهى الحزن والوجد.

ديوان كوثر الذي بين أيدينا يحمل عنوانا صادما (تبكي وحدها) من واقع الحرب على غزة
العنوان: فلماذا تبكي؟
ولماذا تبكي وحدها؟ هل تعيش في عزلة؟ ألا تجد من يشاركها مشاعرها؟ هل نضبت مشاعر البشر فلم تجد من يشاركها وجدانيا؟
الجواب عن كلّ هذه الأسئلة نعرفه وتعرفونه جميعا
فغزة وحيدة وإنسانها وحيد وجميع كائناتها وحيدة.

الاهداء: جعلت كوثر إهداءها عموديا: للأصول (آباء وأمهات) والفروع (الأبناء)
وأفقيا: للزوج، الأصدقاء والعلاقات البشرية
ثم هي في الإهداء تفصح عن هدفها من الكتابة (كتبت لأترك أثرا)

اختارت كوثر أن تجعل كتابها تسعة عشر نصا، فهل تعمدت أن تجعلها وترا استكمالا لكونها تبكي منفردة؟
هذه نصوص كتبتها بعد الحرب، لذا تجد رائحة الحرب وسوداويتها تفوح من ثنايا حروفها، وتراها في حيرة لا تعرف ما الذي تريده، وما الطريق الذي عليها أن تسلكه لتواجه واقعها، لذا فهي تُكثر من التقمص: في الصمت الوليد: (أتقمص البيوت – أتقمص الأرصفة)
في تجتاحني الألوان: (قمصّني الجثث – أتقمص الأحياء)
وكأنها تشعر بأن التقمص سبيلها للفرار

تكثر من تكرار دوال بعينها منها:
الدفاتر – أقلامي – كتبي – أشعاري، وكأنها تعلن أن هذا هو السلاح الذي تجيد إشهاره في وجه الظلم والظُلاّم
كما تكثر من تكرار الدوال التي تصور واقع غزة: الغبار – الغيوم – الصمت – المطر غير المُجدي – الوقت الكسيح – ثقوب
لو نظرنا في ترتيب النصوص نجد النص الأول: الصمت الوليد
والنص الأخير: شهقة الصباح
فبدأت بصمت وانتهت بشهقة مع ما بينالوليد والصباح من تماثل، فكل منهما وليد

كما جمعت بينالنص الثاني: المدينة والثالث عشر: مشانق الأزقة
جمعت بين المدينة والأزقة التي عادة ما تكون في المخيم وجعلت بها مشانق لتزيد من وحشتها وضيقها
**
استكملت الأستاذة فتحية قولها: لم أكتب دراسة نقدية لهذا الكتاب، لكن ما لفت انتباهي كثرة التناصات عند كوثر:
فمن التراث والأساطير: زرقاء اليمامة
برومثيوس سارق النار، تتناص معه بمعادلة مقلوبة، فهو سارق وغشاش وهي ليس كذلك، بل هي المجني عليها، فهي من سُرقت.
كما توظف في نصوصها العنقاء الطائر الناري أو (الفنيكس)
@@
تناص مع القرآن في (من هنا):
قصة نوح: على ظهرها من كل زوجين اثنين
يوسف: ألقيتها في اليم/ علّ بعض السيارة يلتفت إليها
(مشانق الأزقة) كانت من وعدتهم بالمن والسلوى
قصة سليمان (الذئب) عكاز نخره سوس الترحال
سورة المسد (حبل من مسد) /
المسيح: تكلمت في مهدها
قابيل: (شهقة الصباح)
@@
ثم هي تتناص مع فدوى، ودرويش، مع سلافة حجاوي وغير ذلك

بعد أن أنهت الأستاذة فتحية مقدمتها أعطت الكلمة للأستاذة كوثر التي بدأت حديثها معربة عن سعادتها لوجودها في هذا المكان، فكثيرا ما جئت لهذا المكان كحضور، وكم تمنيت أن أجلس على هذا المقعد فأكون أنا صاحبة الدعوة.
وقالت: لا كلام ممكن أن يعبر عما يجيش فينفسي، لذا لن أتحدث كثيرا، لكن ثقوا تماما أنكم غزة، غزة التي تصنع من الحزن إبداع
ثم قالت: قد تعجبون لو قلت أنني خلال الحرب لم أكتب أي كلمة، أكثر من ذلك أنني لم أفتح أي من وسائل التواصل، لأننا لم نكن نأمن على أنفسنا ولو لثانية، إلى أن صُعقت باستشهاد اثني عشر فردا من عائلتي في ليلة واحدة، فكانت قصائدي هذه فيما بعد الحرب، عندما رجعنا للحياة من جديد، ولا أعرف كم القصائد التي تزاحمت على مشاعري وأفكاري إلى أن اخترت تسع عشر منها وجعلتها في ديواني هذه.
وألقت نصا بعنوان (عصفورتي شام)
تنامين يدك بيدي/ كفرخ جمام/ تغمضين عينيك/ فتحضنك الأحلام
في الليل عصفور/ يغفو وينام / على غصن يحيا/ بحب ووئام/ والشمس ساعة لك وللعصفور
توقظكما على الدوام/ فيزقزق العصفور / وتزقزق معه شام/ تشاكس … تشاغب/ تقول ماما ..
فأنتظر لتزيد الكلام/ هل رأيت الشام صغيرتي؟/وكيف جافاها السلام/ أحببتها فسميتها باسمها/
فاسمها عال لا يجاريه مقام/ والشام حبيبتي.

بعدها كان للفنانة نور الأمل بارود أغنية في ذكرى القائد الخالد أبو عمار من كلماتها وألحانها

بعدها قدمت الدكتورة مي نايف ورقة الدكتور عاطف حمادة الذي تعذر عليه الحضور بسبب مرضه، بسم الله الرحمن الرحيم
بين بساطة الروح ومرارة الواقع … تبكي وحدها
بداية اسمحوا لي حضورنا الكريم أن أرحب بكم جميعاً فأهلا وسهلاً بكم وأسعد الله أوقاتكم واسمحوا لي أن أشكر صالون نون ممثلاً في الرائعتين، الأستاذة فتحية صرصور والدكتورة مي نايف على ما يبذلانه من إصرار على استمرار النشاط الثقافي، كما يطيب لي أن أشكر الشاعرة كوثر النيرب على عقد هذه الندوة لتقديم
قراءة نقدية في ديوانها (تبكي وحدها) بين بساطة الروح ومرارة الواقع
يأتي هذا الديوان المتأخر صدوره لشاعرةلم يسبق لي التعرف عليها أو الالتقاء بها، وعندما وصلني الديوان تصفحت بعض قصائده فشدني شيء ما إلى قراءته قراءة معمقة لكشف سره الذي شدني.
فوجدت مدخل ذلك يكمن في بساطة الروح المفعمة بالأمل الساعية للخروج من الواقع المرير تسري في كلمات هذا الديوان وتطبع معجمه الشعري بالبساطة المقرونة برقة الأنثى من جهة وبحنان الأمومة من جهة أخرى والعاطفة الجياشة الصادقة التي شكلت انفعالات الشاعرة في صور شعرية ذات أبعاد دلالية متعددة ومتنوعة حققت للمعاني عمقاً يدهش المتلقي في كثير من الأحيان .
وهو الأمر الذي أغنى الشاعرة عن التقيد بقيد الوزن والقافية والذهاب إلى إيقاع جديد هو إيقاع الروح الذي يتحقق عبر التشكيل اللغوي الخاص متمثلاً في التجانس الصوتي واللفظي والتكرار علىمستوى المفردة والعبارة والتوازي
بين الأنساق التركيبية والقافية أحياناً، دون حاجة إلى قالب إيقاعي مسبق يلوي عنق العبارة ويوجه النص نحو مقولات خارجية أو جانبية ليست من جوهره الأمر الذي النصوص نوعاً من التماسك والترابط عززته طريقة الشاعرة في بلورة الصراع عبر آلية الضمائر إذ سيطر ضمير المتكلم (الأنا الشاعرة)بأشكاله المختلفة
على ضمير المخاطب ((الواقع المرير بأشكاله المختلفة )) الذي كانت تخاطبه الشاعرة بالنهي بوصفه طلباً للكف عن الممارسات البشعة في حق الإنسان الذي شطره الواقع إلى شطرين أحدهما حاضر ((أنا )) والآخر غائب ((هو)) رغم الرغبة الملحة بين الحاضر والغائب للتوحد إلا أن الواقع يحاول تمزيق هذه الوحدة بشكل أكثر بشاعة وهو أمر قرب النص من المتلقي لأنه يعيش حالة الصراع ذاتها .
ومما هو جدير بالذكر أن سلامة اللغة وبساطة مفرداتها ونعومة تراكيبها وعمق معانيها تؤكد على شفافية الروح وبساطتها وعمقها في آن واحد الأمر الذي جعل بعض النصوص تقترب من النشيد وبعضها الآخر يصل إلى حد الغموض الشفيف .كما استعانت الشاعرة بآلية التناص لتضفي على نصوصها نوعاً من الانفتاح على ثقافة ذات أصول تراثية ودينية واضحة تتلاءم مع طبيعة اللغة وعمق الانتماء العربي الذي ألمحت له بالاسم ((شام)) ولا تنغلق على ذاتها بل تنفتح على ثقافة غربية حداثية كرافد ثقافي آخر شكلاً ومضموناً مما جعل الديوان سهلاً ومراوغاً وجديراً بالقراءة.
ملاحظة
…….
أعتذر عن الحضور وعن أي زلل أو قصور
فقد كتبت هذه المقالة وأنا أرقد في فراش المرض
وفاءً للشعر والشعراء وللحضور الكريم
مرة أخرى لكم مني ألف تحية
ولا تنسونا من الدعاء بالشفاء
الدكتور عاطف أبو حمادة

بعد أن أنهت الدكتورة مي عرضهاللورقة تمنى له الجميع الشفاء والعافية، ثم كانت أغنية أخرى من نور الأمل (وقفوني ع الحدود) لمارسيل خليفة
بعدها ألقت الأستاذة كوثر نصا آخر بعنوان قسوة الحقيقة
على بوابات الرياح هناك/ آلاف من العصافير تلوك الصبر حينا
وتلوذ بصمتها حينا/ تنفض الغبار عن ريشها/ ثم تعاود الصمت
طهر المطر لا يمسح الخطيئة/ طهرالمطر لا ينفي قسوة الحقيقة.

ثم كان للشاعر حكيم الجبيري نصا شعريا
ثم عدنا للأستاذة كوثر بنص آخر بعنوان (ذاك الطفل المدلل)
ذاك الطفل المدلل/ لم يعد السوق هوايته المفضلة في العيد/ لم تعد الملابس الجديدة جُلّ همه
والحذاء المبتسم يبادله التهاني/ يقبع وديعا بجوار فراشه/ لم تعد الفراشات تنمو على زهور قميصه/ ذاك الطفل ../ لم يعد هناك أحد/ يسابقه بين الأزقة/ يزاحم على نقود تنتظره ليعدها/ لم يعد هناك مجال للهوايات/ في زمن يمشي الليل فيه منتعلا/ حذاءه الدامي/ ذاك الطفل/ لم يعد السرير/ تحت تلك الشجرة التي / شاخت وكسا الشيب شعرها/ تمشي بحذر علىأطراف أناملها/ لا خوفا من أن توقظه/ ولكن خوفا من ليل ينتعل حذاء داميا/ ذاك الطفل/ لم يعد يغيظه/ كونه أصغر من أخيه بعام/ لم يعد ينتظر عيد ميلاده القادم بشغف/ لم يعد ينتظر …

وكان الفاصل الغنائي من الفنانة نور الأمل وأغنية لفيروز (جايب لي سلام عصفور الجناين)

ثم كان للشاعرة نسرين فؤاد كلمات شعرية جاء فيها: انت لي . جنونك لي . عيناك لي . وابتسامتك الجميلة لي . ووجهك الناعس الوردي لي / وعطش الحقول في نومك العابر لي / ويداك لي .
مدفأة تقيني من هذا البرد / اين انت؟ قد تيبست الشفاه / وسراب اجهدته الشمس/ لو جربت مثلي ان تحضن الاسى. في ليالي الامس / لعرفت كيف انتظارك يحرقني كما احرقت في هذا الخريف/ زهور الصيف / تحتاجني احتاجك / لنكون معا لا مع قطار مضى لا يعود . انا من عينيك امتطيت شراعي / وابحرت في عمق البحر . لا أخاف الريح . اني انتظرتك / وانتظرت الصوت الشجي / واللوعة المدفونة بين ثنايا القلب / فتذكر انك لي / لا / بل انت لي يا قسوة اللقاء في جمر عابث تهاجمه ترانيم هذا الحب/ انا اعرف ان في قهوتي مرا / وانا اعشق مرك يا حبي / لأنك لي.

الطفلة ندى مقداد تحفظ قصيدة شام عنظهر قلب وتلقيها على مسامع جمهور صالون نون الأدبي
الشاعر محمود الكردي يلقي نصا من إبداعه بعنوان: أقاويل الشوق
أقاويلُ شوقٍ رواها القمر لوردةْ.. لزهرةْ.. لنرجسْ.. لعنبرْ.. فخدٌ من الحليِ أزهرْ وأثمرْ شفاهٌ أراها فأسكرْ عيونٌ رآها كفيف فأبصرْ ألا فاخلعي شالكِ لا تريني سوى خصلةً أو دعي الشمسَ لطفاً تشي ما رأتهُ تسترْ درستُ قَوانينَ دُنياكِ، مِلْحٌ لاقاكِ فنوّرْ أصمٌ إليكِ يناغي الحروف ويجهرْ فلاةٌ تضمُ الربيع وتسخرْ فماذا فعلتِ بكوني عليكِ إلهي أكبرْ

هنا حان موعد المداخلات من الحضور، وكان الدكتور مجدي الكرد أول المداخلين فبدأ حديثه مشيدا بصالون نون الأدبي وقد تجاوز نشاطه الخمسة عشر عاما، فهو إشعاع وثقافة، فكل التحية للأختين الدكتورة مي والأستاذة فتحية القائمتين على هذا النشاط، فنحن عطشى لهذه الثقافة، وأزف لكم بشرى أننا سنطلق بشمال القطاع منتدى باسم (الشعر والأدب والفنون).
وتعقيبا على كلمات الحب في النصوص التي سمعناها قال: لا يكتمل الشعر إلا بالحب، وديننا دين المحبة، لقد قال الرسول (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين(، وقوله ((لا يؤمنأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
فأهلا بحب يؤدي للازدهار والرخاء.

أما الفنان خالد نصار فكان له تعقيب قال فيه: نحن لا نشارك في حرب ولا نبادر به، فأرى أن ندعو الأشياء بمسمياتها، فهو عدوان وليس حربا.

السيد محمد تيم بدأ مداخلته بأبيات من الشعر، ثم سأل الأستاذة كوثر: متى يأتيك إلهام الشعر؟ وما الذي تمنيت أن تفعليه في ديوانك ولم يتم

الأديب غريب عسقلاني قال: باختصار شديد هذه امرأة تحمل أصابع قلبها وتكتب، فلا تضعوها على مقصلة المحاكمة الشعرية، فما يفسد لذة النص هو المشاغبة، والمحاسبة على النحو واللغة
لقد أحست؛ تألمت أو فرحت، غضبت أو عشقت فأتي الكلام في سياق آخر فاقبلوه كما هو، لا تحاكموها على القوانين الأكاديمية المتعارف عليها بالشعر، فهي تغني للحياة

الأديب أبو هاني شحادة قال: كل الشكر لصالون نون الأدبي الذي يسلط الضوء على الإبداعات، شكرا للشاعرة كوثر، وشكرا للحضور الكريم، ثم قال: الشعر هو استشعارنا لما في داخل النص، الشاعرةترسم بالحروف والكلمات، كما يرسم الفنان اللوحة بريشته
وقال: كان عنترة لا يعرف النحو وقد عرف النحو بعده، لكن لابد لأي نص أن يكون متضمنا الموسيقى، وإن كان لا يهتم بالوزن.

للأستاذة إيمان أبو شعبان مداخلة قالت فيها: شكرا لصالون نون ممثلا بالأستاذة فتحية والدكتورة مي على هذا الجهد الرائع، ثم قالت: لقد قرأت الديوان لأكثر من مرة، لمست فيه عدة أشياء، أهمها أن كوثر نثرت نفسها في هذا الديوان، فعبرت عن ذاتها ومكنوناتها، وعباراتها تنم عنها وعن محيطها وبيئتها.
ثم قالت: تبكي وحدها نص موجه للشجرة، وأثناء الحرب كان كل منا يشعر أنه محتل بذاته، يحدث نفسه بوقائع الحرب
من النصوص التي أحببتها في الديوان، نص (أنا أنا، هو هو)
ثم قالت لديها شيء من الغرابة المحببة، وكلماتها من السهل الممتنع.

انتهى اللقاء، ورفعت الأستاذة فتحية لقاء أضفت الفنانة نور الأمل عليه جوا من البهجة والأمل، ليجتمع للحضور الفائدة والمتعة والطرب
ويبقى صالون نون الأدبي نافذة مشرعة لكل المبدعين

 

صورة ‏أ. فتحية صرصور‏.

صورة ‏أ. فتحية صرصور‏.

صورة ‏أ. فتحية صرصور‏.

صورة ‏أ. فتحية صرصور‏.

مقالات ذات صلة

إغلاق