
عاد إلى حكايات ” قنا ” في الصعيد ، في حلكة ليل لا يضيئه سوى الخيال الحر . يستذكر طفولة شقيّة نبتت على ضفاف النهر العظيم . ويكبر في الزحام ويكتب قصائد رقدت في المشاعر وهزّت وتراً في الخيال ، وتألقت كزمردة .
عاد من حيث أتى حاملاً بقايا أغنيات من ذاكرة عميقة يُشعلها في البال قمرٌ حائر . لا أحد يشيعه في الطريق سوى نجمة تهبط على خَطوه . عاد إلى نهايته في المكان المأهول بأصوات الذين يحبونه .
كم من قلب يحمله في قلبه ؟
كم من سرّ يناجي صمته !
عاد ، والعَوْد الى الأصل أصل .
وَضَعَ قِدْر القصيدة بهدوء لينضج تحت حرارة شمعة .
هكذا يشطح خياله في البعيد ، ويرى أغنيته تصدح واضحة بلا مساحيق رفقة ” يولاّ ” و ” بشّار “وكأن عطر الليمون يمتد بعيداً الى خارج المكان . .
” طاب اللَّمون عَالشَّجر
يَا مين يهِزّ الشجر
لمّا رواه المطر
عَبيّ بحجرو
محلاك يا ليل القمر
لمّا حبيبي ظهر
يا مين يهزّ القمر
وعينيه ضيا بَدروا
زهر اللّمون عَالشَّجر
هزّ القلوب الحجر
نُوَّارو لما بدر
شَميت هوا عِطروا ”
” سلوى ” الصديقة الجميلة نعزّيها في حزنها وهي تمتد من آرض إلى أرض . تحمل القصيدة وتنحدر إلى الوادي في الافق المسيّج بالحنين إلى اول التكوين .
يا سمير ، سنغني ونلوّن الافق المقفل بأزرق يفتحه على اللا نهائي لحكاياتك ، لجذرك ، لمدك ، لحنينك . لعشقك ، لصيفك ، لدمعك ، لأنهارك ، لخريفك ، لهمسك ، لسكونك ، لحبك ، لجنونك .
نرمقك من بعيد البعيد في حنين يسكن النفس في “سورة ” الحب
سمير سعدي شكراً لك