الندوات ذات طابع اجتماعي هي نمط لا بُدَ من مناقشة تعدد المواضيع وفي طليعتها ثقافة الاندماج الاجتماعي والانخراط بصورة واسعة وتقبل اثار الازمة سواء كانت سلبية او ايجابية .
فعلينا هنا الإصغاء الى محاور يراها البعض مبسطة وسطحية بلا قيمة تُذكر لمعاودة تكرارها الاف المرات .
لكن مع مطلع العام الحالى لبينا النداء لقراءة مشروع مستقبل الجاليات التي تنغمس في تربية الاجيال على حسب رأى الاعتبارات الدينية والعرقية وعواقب وخيمة تتسم بصبغة دائمة محورها عنصرية الدولة اتجاه ابناء الشعوب الوافدة . وتقصير الاهالي في عدم فهم القوانين والانظمة المعمول بها في مقر اقاماتنا التي تبدو طويلة جداً .
اوقات الزمن تُداهمنا اذا ما قررنا ان نعطي ما نملك من قدرات واوقات الفراغ ونتصرف عبرها اذا ما استطعنا سبيلا هناك موازين تجعلنا اقرب من التصرف الفوضوي والمقاييس تبقينا متسمرين وقد يتوقف هنا الزمن من حيثُ لا ندرى . هناك فلسفة قديمة سار عليها من سبقنا سواءً كان متعثرًا او كان الهروب من تحقيق التقدم ما هو يستحق منحنا قيمة البقاء اوفياء الى مجتمعاتنا لأننا فعلاً نحنُ هنا في الاغتراب والمهاجر النائية التي تُزيدنا الماً و وجعاً وحسرة وشوق فياض للوطن ، نُعاني بصورة دائمة المزيج ما بين شخصنة التقبل الآثر في البقاء خارج اوطاننا التي ولدنا على اراضيها .لا نملك قيمة الوقت بل الدورات المتتاليه لصراعنا مع التعايش مع فكرة المجتمعات الاخرى وقد نقولها بصوتٍ عالٍ بلا احراج ان صيغة احتراف النضوج والتحكم في ملاحقة كل ما هو حديث وجديد بعد الانفتاح المُباح الذي يربطنا ويتحكم بكل شاردة و واردة حتى التدخل المباشر في علاقتنا الاجتماعية كأُسر وعائلات اتخذت من الدول المقيمة على اراضيها ولها برامج مختلفة كُلياً في مجالات متعددة بعد ما يصل الامر الى قرارت ألدولة التي تهتم في صيغة الاندماج والتعايش والذهاب الى المدارس وتربي الاجيال وتوقع ما لا يخطر على بال ان المجتمعات تختلف في نسبة ما بعد العقلنة او الإرغام اذا ما كان موضوع الاندماج يُشكل خطرًا على بعض العائلات من الجاليات الاسلامية و العربية ، هنا في عاصمة الاندماج الخارج عن المألوف .
حضرنا ندوة واسعة كان الاختصاص في سياق التلاقى مع بعض افراد الجاليات العربية هنا في اوسلو وكان الحضور قد اتسم بمشاركة المرأة بصورة خاصة من العراق والمغرب والبرازيل وكردستان والسودان والنرويج – وكانت محاضرة الدكتور علي موسى الموسوي تتسم بركائز الحوار بعدما قدم عرضاً وشرحاً مفصلاً عن مسيرة عقد ونيف من الزمن كان قد زار العشرات من القادة المهتمين في دعم اواصر وتمتين العلاقة بين الشعوب ، ومن اهم اللقاءات التي تحدث عنها بعد زيارته الى بابا الفاتيكان فرنسيس واهداه عباءة العرب عربوناً عن قدسية التبادل واحترام الاديان والثقافات والحث على الاندماج بشكل فعال لتجاوز المحن ،هنا في اوسلو ونسج مزيداً من العلاقات ما بين الجاليات العربية والاسلامية الى جانب عدداً كبيراً لزيارات قام بها الى مجلس الكنائس النرويجي اضافة الى عدداً من مساجد ومعابد مختلفة ،و شق عوارض الجسور امام الحوار المفتوح وما يخص الاندماج والتعايش في ظل ظروف جداً تحتاج الى دراسة وعناية منعاً لتوسع مسالة العنصرية المقيتة التي يتذرع بها معظم العائلات التي فقدت السيطرة على بقاء ابناؤها لديها لأسباب غير واضحة وهذا ما سبب ضجيجاً عن الاتهامات المتبادلة ما بين ادارة تلقى الشكاوى و التأهيل والرعاية المُستحدثة للضرورة القصوى ، والاهالي ، وتم نقلهم الى مراكز اعادة التأهيل . نمط و رعاية بناء جديدة خارجة عن سلطة الاهالي .المجلس الدولي للحوار الديني والإنساني نظم في إوسلو ندوة فكرية تتحدث عنّ التعددية الثقافيّة بين الاندماج والتعايش وكانت شفافة بكل معنى الكلمة واسعة ومتعددة في الحوار والمعاني عن عقد جديد وربما لم يتوقعه حتى الذين ساروا طويلاً في الانجازات التي تحتاج مزيداً من الصبر والتأني . للحديث عن التعددية الثقافية بين الاندماج والتعايش نقاشاً قد يتحول الى صِدام ، اذا ما لم يكن هنآك فهمًا جذريا عن مقاصد التدخل والاندماج الذي عاموده وجوهره الاساسي التوافق المبدئي عن ضرورة تقبل الاخر مهما كان الدين واللون والعرق !؟. وحتى الدرجات التعليمية لدى شريحة كبرى من الجيل الثاني والثالث لأبناء الجاليات التي لا مناص لها سوى تقديم فرصة التعاون على أسس احترام الراى والراى الاخر .والتعبير عن التعاون مهما كانت عواقب ادارية قد لا يتوقعها البعض .
كان النقاش جميلاً ومنفتحاً يدلُ عن حاجة الحضور الكرام الى إبداء الاراء التي ربما تُثيرُ بعضاً من الغوغائية عن مستقبل ومصير الاجيال اللاحقة.
عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في ٣ كانون الثاني- يناير / ٢٠٢٥ / ..