
العفو عن الناس هو قمة التسامح , ومن امتلك شجاعة الاعتذار عند ارتكاب الخطأ للمعتدى عليه والتراجع عن الخطأ يعتبر ذلك من حسن الخلق , ومن اجتمعت في شخصه صفات العفو والتسامح وشجاعة الاعتذار وحسن الخلق يقترب من الانسان المثالي ومن الكمال بالرغم من أن الكمال لله وملائكته وأنبيائه , فالإنسان قد يخطئ ويصيب , وقد يقع في الخطأ عن قصد او عن جهالة , ويرتكب أحيانا الحماقات نتيجة تهوره واندفاعه ، ولكن عند وقوع الخطأ بحق الغير من الضروري أن يعتذر له ، وعلى الانسان الذي ارتكب خطأ أن يكون عنده الشجاعة لتقديم الاعتذار للمعتدى عليه والتراجع عن الخطأ , فالاعتذار يمحو ما سببه مِن ضرر ، وربما لا يصلح ويزيل كل الضرر الذي سببه الخَطأ بشكل كامل ، ولكنّه يخفف من الضرر ويترك وقعا ايجابيا على المعتدى عليه وشعورا طيبا ، ويجلب له الهدوء النفسي ، ويعيد له اعتباره ويحفظ كرامته . قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [ سوة فصلت: 34].