مقالات
طرق تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
بقلم : بروفيسور ناجي عباس مختص في اساليب ومناهج التعليم الحديث
طرق تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
للمؤسسات التربوية دور في تعزيز ثقافة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الميدان التعليمي، وذلك عن طريق إعطاء المعلمون والطلاب الدافع لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ إن تشجيع استخدام الطلاب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وبرامجه، يساعد على تخريج طلاب لديهم ثقافة كافية بتكنولوجيا نظم المعلومات والاتصال الحديثة التي تؤهلهم للحياة الجامعية والمهنية؛ على سبيل المثال استخدام الطلاب تقنية الواقع الافتراضي تمكنهم من تطوير مهارة اتخاذ القرارات من خلال تحمل مسؤولية التعلم الذاتي، كما أن الواقع الافتراضي كجزء من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يوفر للطلبة كل ما يحتاجون إليه من معرفة عن طريق المواقع التعليمية والتدريبية في فضاء التقنية الشاسع في عالم تكنولوجيا المعلومات المتطور، وحتى يدخل الطلاب عالم الذكاء الاصطناعي، يتطلب الأمر تدريبهم عليه ليتمكنوا من استخدامه الاستخدام الأمثل (الجيوسي، 2023).
ويرى المتخصصون بأن الإدارة التربوية يمكن أن تكون من خلال نظم إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في اتخاذ القرارات الإدارية الصحيحة، وتوزيع المقررات والحصص الدراسية على المعلمين وفق قدراتهم واتجاهاتهم، واكتشاف الطلاب الموهوبين وذوي صعوبات التعلم وتعزيزهم، وتوفير برامج خاصة لهم، ومراقبة سير التعلم لكل طالب مع التواصل المباشر مع أولياء أمور الطلبة بشكل متواصل دون مجهود بشري، وتقديم التغذية الراجعة ومساعدتهم في اتخاذالقرارات الدراسية المناسبة (الأنصاري والهرشاني، 2023).
ثانياً الدراسات السابقة
الدراسات العربية
أجرى الحبيب ومدكور (2024) دراسة بعنوان “مستوى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية من وجهة نظر طلبة الماجستير بكلية الشرق العربي للدراسات العليا“، في المملكة العربية السعودية، هدفت هذه الدراسة إلى كشف مستوى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوجه نظر طلبه الماجستير بكلية الشرق العربي للدراسات العليا، اتبعت الدراسة المنهج الوصفي، حيث تم توزيع استبانة على عينة مكونة من (65) من طلبة الماجستير بكلية الشرق العربي، وكشفت نتائج الدراسة أن المتوسط الحسابي العام لاستجابات طلبة الماجستير بكلية الشرق العربي لمستوى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية جاءت بتقدير (مرتفع)، كما أن طلبة الماجستير بكلية الشرق العربي يوافقون إجمالاً بدرجة (مرتفعة) على وجود عدد من المعوقات التي تحد من استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، والتي تتمثل بعدم وجود كادر بشري يمتلك كفايات تقنية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية.
وفي الإمارات العربية المتحدة هدفت دراسة رمضان (2024) إلى التعرف على أثر توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال تدريس القراءة في تنمية بعض مهارات استيعاب المقروء، استخدمت الدراسة المنهج التجريبي، حيث طبقت الدراسة على المجموعة التجريبية من طالبات الحلقة الثالثة والبالغة (30) طالبة، وقد بينت نتائج الدراسة أنه من خلال الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تدريب الطالبات على المهارات، وعن طريق الاحتفاظ بالمادة العلمية والاستعانة بالصور والوسائط المتعددة تمكنت الطالبات من أن تحتفظ بالمعلومات لفترات طويلة، ومكنتهن من التدرب على أساليب القراءة المختلفة، مما زاد من قدرتهم الاستيعابية.
كما سعت دراسة آل مسلم وموكلى (2023) والتي أجريت في مدينة جازان إلى التعرف على اتجاهات معلمات العلوم نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية للمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى الكشف عن أهم التحديات التي تواجه استخدام هذه التطبيقات. وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي الكمي لتحقيق أهداف الدراسة، وطبقت استبانة على عينة مكونة من (92) معلمة، وبينت نتائج الدراسة أن لمعلمات العلوم للمرحلة الابتدائية اتجاه إيجابي نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، كما أن هناك بعض المعوقات التي تحول دون استخدام معلمات العلوم في المرحلة الابتدائية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية من أهمها عدم صرف أجهزة حاسب آلي أو أجهزة لوحية من قبل إدارة التعليم للمعلمات، عدم وجود التدريب الكافي للمعلمات على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضعف البنية التكنولوجية الأساسية في بعض المدارس، وارتفاع أسعار بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وهدفت دراسة العتل وآخرون (2021) إلى التعرف على أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية،والتحديات التي تواجه استخدامها في التعليم من وجهة نظر طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت. وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، حيث تم توزيع استبانة على عينة مكونة من (229) طالباً وطالبة يدرسون مقرر طرق تدريس الحاسوب بكلية التربية الأساسية. وكشفت أظهرت النتائج أن لتقنية الذكاء الاصطناعي أهمية في العملية التعليمية، حيث تتيح التعلم للطلبة في أي وقت وفي أي مكان في العالم، لأنها لا تتقيد بشروط الزمان والمكان، وتوفر مرونة في عرض المادة التعليمية، أمّا التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم فتتمثل في قلة توافر المتخصصين والخبراء بتقنية الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في العملية التعليمية نظراً لحداثة استخدمها في التعليم، وعدم وجود استراتيجية واضحة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم،نظراً لعدم انتشار تطبيق هذه التقنية وعدم تعميم تطبيقها في العملية التعلمية.
الدراسات الأجنبية
لقد أجرى Mureșan(2023) دراسة في رومانيا بعنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم“، بينت هذه الدراسة أنه من الواضح أن الذكاء الاصطناعي له مستقبل في تحويل التعليم. يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تخصيص التعلم، وتمكين المحتوى والوتيرة وأسلوب التدريس من التكيف مع احتياجات الطلاب وتفضيلاتهم الفردية. ومن خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكن إنشاء برامج تعليمية مخصصة تعزز تنمية المهارات الإنسانية الفريدة من خلال التركيز على نقاط القوة والاهتمامات المحددة لكل طالب، بالإضافة إلى تسهيل التواصل والتعاون بين الطلاب وبين الطلاب والمعلمين، وأشارت الدراسة أيضاً أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعزز تطوير المهارات الإنسانية الفريدة، مثل مهارات الاتصال أو التفاوض أو العمل الجماعي، ومنح الطلاب إمكانية الوصول إلى الموارد والأدوات المبتكرة، مثل برامج التصميم أو المساعدين الافتراضيين المبدعين. واستكشافأفكار جديدة، وتطوير مخيلة الطلبة، وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة.
وفي إسبانيا، أجرى Zouhaier (2023) دراسة تطبيقية حول “تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي“، هدفت هذه الدراسة إلى تحليل تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي، والتحقيق في تأثيره على عملية التدريس والتعلم، ودراسة تأثيره على التقييم والدرجات، والتنبؤ بتأثيره على الحياة المهنية المستقبلية للخريجين. ولتحقيق ذلك، استخدمت الدراسة منهجاً نوعياً يعتمد على مسح لجمهور التعليم العالي. تظهر نتائج هذه الدراسة الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في مستقبل التعليم العالي، بالإضافة إلى فعالية وكفاءة الذكاء الاصطناعي في تزويد الخريجين بمهارات جديدة لمسيرتهم المهنية المستقبلية. كشفت الدراسة أيضاً أن مؤسسات التعليم العالي بحاجة إلى دمج الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع في برامجها لإعداد الخريجين لسوق العمل في المستقبل، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في التعليم من خلال تخصيص أساليب التدريس لتناسب احتياجات الطلاب الفردية، وتقديم تعليقات سريعة، وأتمتة المهام الإدارية.
بينما أشارت دراسة Alam & Raza (2022) والتي أعدّت في الهند بعنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم” إلى أن دمج وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية سيجعل التدريس والتعلم فعالاً من خلال دعم المعلمين والمتعلمين في العملية، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الروبوتيةوأجهزة الاستشعار. كما تعمل التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي على تسهيل التعليم الجيد الشامل والمنصف إلى جانب ضمان الوصول الشامل إلى التعلم مدى الحياة للجميع في جميع أنحاء العالم. وأشارت الدراسة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحالية في التعليم متقدمة ومتطورة بحيث يمكنها التعرف على إيماءات الطلاب وفهم مزاجهم وسهولة أثناء المحاضرة حتى أنها يمكن أن تقرأ تعابير الوجه ووضعية الطلاب لفهم الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في المحاضرة وتوصي تغيير الدرس. يمكن استخدام نظام التقييم القائم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقييم معرفة الطلاب وفهمهم ومهاراتهم مثل التعاون والمثابرة وخصائصهم مثل الثقة والتحفيز وما إلى ذلك.
أمّا Seo et al. (2021) فقد أعدّوا دراسة هدفت إلى الكشف عن تأثير الذكاء الاصطناعي على التفاعل بين المتعلم والمعلم في التعلم عبر الإنترنت واتجاهات المعلمين نحوها. وبينت الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) توفر دعماً فعالاً للتعلم والتدريس عبر الإنترنت، بما في ذلك تخصيص التعلم للطلاب، وأتمتة المهام الروتينية للمدرسين، وتعزيز التقييمات التكيفية. كما أكدت الدراسة أن اتجاهات المعلمين نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي كبيرة جداً، إذ أن اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يتيح التفاعل الشخصي بين المتعلم والمدرس على نطاق واسع ولكن مع خطر انتهاك الحدود الاجتماعية. على الرغم من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تم الاعتراف بها بشكل إيجابي لتحسين كمية ونوعية الاتصالات، وتوفير الدعم الشخصي في الوقت المناسب للإعدادات واسعة النطاق، وتحسين الشعور بالاتصال، إلا أنه كانت هناك مخاوف بشأن مشاكل المسؤولية والوكالة والمراقبة.
يتبع
الفصل الثالث “الطريقة والإجراءات”