مقالات

من المقالات المهمة جدًا أنصح بقراءتها حتى النهاية قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (60)

بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
نمضي مع مقدمة فصل: “القرآن والعلم الحديث” حيث يضيف الكاتب الباحث الناقد القول بأن العلاقات بين الأديان والعلوم متماثلة في كل الأماكن، وعبر مختلف الأزمنة، والأمر الذي لا جدال فيه هو أنه ليست هناك أية إدانة للعلم في أي كتابٍ مقدس من كتب أديان التوحيد، ولكن علميًا علينا أن نعترف بأن العلماء قد لاقوا مصاعب كثيرة من السلطات الدينية لبعض الأديان، ففي الوسط المسيحي وعبر قرون كثيرة بادرت السلطات المسؤولة ودون الاعتماد على نصوصٍ حقيقية للكتب المقدسة بمعارضة تطور العلوم، واتخذت هذه السلطات ضد العلماء الذين كانوا يحاولون تطوير العلوم إجراءات تعسفية فظيعة تلك التي دفعت بعض العلماء الى المنفى والانتقال للعيش في دولة الخلافة الإسلامية تفاديًا للموت حرقًا أو صلبًا أو بطُرقٍ أفظع وأبشع من هذه، أو إلى طلب المغفرة بتعديل مواقفهم العلمية بناءً على توجهات السلطات الدينية المسؤولة وطلب العفو، وفي هذا الشأن تُذكر قضية العالم (جاليلو) الذي حوكم لأنه استأنف مكتشفات قوبرنيق الخاصة بدوران الأرض؛ – قوبرنيق (نيكولاس كوبرنيكوس) هو عالم فلك ورياضيات بولندي عاش في القرن السادس عشر. ولد في 19 فبراير 1473 وتوفي في 24 مايو 1543. يشتهر كوبرنيكوس بنظريته التي تقترح أن الشمس هي مركز الكون وليس الأرض، وهو ما يعرف بنموذج مركزية الشمس (الهيليوسنتري). هذه النظرية كانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ العلم وأدت إلى الثورة العلمية- وبسبب تفسير خاطئ للتوراة تمت أدانة جاليلو لأنه ليس هناك نصّ مقدس يمكن الاستشهاد به بشكلٍ له قيمة ضد جاليلو.
– اما في الإسلام فعمومًا كان الموقف إزاء العلم مختلفًا، إذ ليس هناك أوضح من ذلك الحديث الشهير للنبي محمد ﷺ الذي يقول فيه: ” أطلبوا العلم ولو في الصين” ملاحظة: هذا الحديث الذي استشهد به موريس بوكاي هو حديث ضعيف حتى لا أصل له. والحديث الآخر الذي يقول فيه: ” طلب العلم فريضة على كل مسلم وكل مسلمة” ملاحظة: هكذا روى الحديث موريس بوكاي، والحديث موجود في صحيح الألباني بنصٍ مشابهٍ جدًا. ويضيف بوكاي القول: هناك أمر رئيسي في القرآن، كما سنرى فيما بعد في هذا الجزء من الكتاب، إلى جانب أنه يدعو إلى المواظبة على الاشتغال بالعلم، فإنه يحتوي أيضًا على تأملاتٍ عديدةٍ خاصةٍ بالظواهر الطبيعية، وبتفاصيل توضيحية تتفق تمامًا مع معطيات العلم الحديث، وليس هناك ما يعادل ذلك في التوراة والإنجيل.
– نمضي قدُمًا في مقالة الغد مع المقدّمة المهمة للكتاب بحول الله تعالى وعونه فكونوا على موعدنا المتجدد بارك الله فيكم.
– مقالة رقم: (1652)
28. ذو الحجة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق