دكتوراة” أم “دكتوراه”؟
==============
الكلمة مؤنثة: والتاء علامة التأنيث ولا يمنع أصلها الأعجمي من استشعار التأنيث فيها، ووضع علامة له.
ثتنتهي بحرف التاء في الأعجمية “Doctorat”، فلم نحولها إلى الهاء؟
اختيار الهاء خشية اللبس بـ “دكتورات” جمع “دكتورة”، بعيد، لأن قرينة السياق والوقف بالهاء وشكل التاء في الكتابة تمنع اللبس.
الاحتجاج بمثل “سيبويه ونفطويه” غير سديد لأنها أعلام، ولأنها غير مؤنثة ولأنها ليست بالتاء في لغتها الأصلية، ولأن بناءها مختلف.
خلاصة القول.
اكتب: دكتوراة،✅
❌ولا تكتب: دكتوراه
الصاحب والصديق
============
حددت اللغة العربية معنى مختلفاً لكل من الصديق والصاحب، وهما كلمتان شائعتان بين الناس لوصف ذات الشخص في حياتهم، وعلى الرغم من كون معناهما غير عصي على الفهم لمن يفكر قليلاً في المضمون الذي تحملانه بداخلهما، إلا أن البعض يخلط بينهما، ولا يعلم أن هناك فرقاً واضحاً في المعنى والدلالة، فيصف الشخص الفلاني الذي يكون معه في نفس المكان والزمان بالصديق، وقد تجده يعرف عنه أمام الآخرين بالصاحب أيضاً، وذلك دون مراعاة لمدى طبيعة وحدود العلاقة بينهما، وسنشرح في هذا المقال الفرق بين هاتين الكلمتين، مع تدعيم الشرح بالأمثلة من اللغة العربية، والقرآن الكريم.
الصاحِب
=======
جمع أصْحاب، وصَحابة، وصِحاب، وصَحْب، وصُحْبَة، مؤنثه صاحبة، والجمع المؤنث السالم له صاحِبات، وصَواحِب، وهم اسم فاعل من صحب، فيقال أصحاب الكهف عن الفتية الذين آمنوا بالله واختبؤوا في الكهف، والصاحب بالجنب أي الرفيق، وهو لقب يطلق على الزوجة، وعلى الرفيق في التعلم أو الصنعة أو السفر. الأمور التي تقتضيها الصحبة قد يكون الصاحب صديقاً، وقد لا يكون، فلا تظهر حقيقة مشاعره تجاهك بشكل واضح، ولكنه في كلتا الحالتين مصاحبٌ لك في ذات المكان والزمان.
الصحبة المؤقتة:
==========
وهي الصحبة التي تنتهي بانتهاء الطريق الذي يجمع الشخصين، أو الفريقين، وأعطى القرآن الكريم عدة أمثلة على هذه الصحبة، مثل: علاقة العبد الصالح مع موسى عليه السلام: (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي) [الكهف:76]،
وكما حصل في قصة الرجلين،في قصة الحديقة أو الجنة:
(فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف: 34] فيرد عليه صاحبه
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) [الكهف: 37]،:
وايضاً في سورة يوسف
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف:39].
الصحبة الدائمة:
================
وهي الصحبة المستمرة، وغير المشروطة، ولا تنتهي بانتهاء وقت معين، أو بتغير المكان، مثل: صحبة الوالدين، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) [لقمان: 15]، كما يصف الله تعالى الزوجة الدائمة بالصاحبة،
(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) [عبس:34-36]،
وأيضاً، العلاقة بالجار، والذي له عليك حق، فقال الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ) [النساء:36].
. مفهوم الصديق
==============
عند البحث عن معنى كلمة صديق في معجم الوسيط، نجد أنّ معناه الصاحب صادق الود، وجمعه هو أصدقاء، أو صُدَقاء، وقد يستعمل لفظ الصديق لوصف الواحد، والجمع، والمؤنث فهو صديق، وهي صديق، وهم صديق، وهنّ صديق. الأمور التي تقتضيها الصداقة الصديق هو من تتوفر فيه صفات الصدق، والمصداقية، والتصديق، فهو من يصدقك قولاً وفعلاً. الصديق من لا تثنيه الظروف مهما كانت عن الوقوف بجانبك وقت الشدة. الصديق يكنُّ لك مشاعر صادقة، ولا ينتظر منك المقابل، ولا مصلحة في علاقته بك. قد يكون للشخص صاحب واحد، أو فرقة من الأصحاب، ولكن الصديق غالباً ما ينحصر بشخص واحد، أو قلة من الأشخاص، ولعل أبرز مثال على ذلك وهو العدد الكبير لصحابة الرسول الكريم، ولكن صديقه الأوحد كان أبا بكر الصديق رضي الله عنه. ذكر القرآن الكريم كلمة الصديق في موضعين اثنين، أولهما عندما أراد سبحانه وتعالى الحديث عن تشريع جواز الأكل من بيت الصديق، واعتباره مقرباً مثل صلة القرابة: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ) [النور:61]، وهنا تضرب الآية مثلاً أنّ بيت الصديق مثل البيت الذي تملك مفاتيحه، وهذا من أجمل الأمثلة على الصداقة. في الموضع الآخر يصف الله تعالى حال المشركين وهم يصرخون في نار جهنم: (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [الشعراء:101]، أي أنّ الصديق هو الشخص الذي تجده وقت الضيق، وهو المعين على الابتلاء في الدنيا،
خلاصة القول عليك ان تختار عندما تقول صاحبي او صديقي بحسب ما بيناه
الاخوات والاخوة طيب الله اوقاتكم بالخير