مقالات

شناشيل / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

( مع الثقافة الإسلامية )

نتوقف في تأملات سريعة حول مدلول الثقافة الإسلامية التي تمخضت أثناء الدعوة الإسلامية في بلاد العرب منذ ظهور الإسلام في الجزيرة العربية حيث كان المجتمع العربي في العصر الجاهلي قائمة على البداوة و الرعي و التنقل في ظل العصبية القبيلة و النعرة الجاهلية أضف إلى الرحلات التجارية إلى الشام صيفاً و إلى اليمن شتاءً ٠٠
و الحروب و الصراعات و الكر و الفر و لا توجد مظاهر ثقافية اللهم إلا أسواق الشعر و الخُطب النثرية التي تسود هذه النزعة هكذا ٠٠
و عندما ظهر الإسلام و توغل و تمدد من خلال الفتوحات و التوسع التجاري و التعاملات و دخول أمم جديدة في الإسلام أو الوفود و مواسم الحج و غير ذلك تأثرت البلاد بحالة الحضارة و الاستقرار و نهج المدنية و الاحتكاك الثقافي مع الأمم الأخرى مثل الفرس و الروم و قوميات أخرى شكلت ضمير ووجدان المجتمع الوليد في ظل الإسلام و تم إنشاء الدواوين و الجيش النظامي و التشكيل الحديث للدولة المدنية بعد التكتلات القبيلية و التحالفات دون قواعد و أصول تحكم النظام الرسمي للأمة الإسلامية المنبثقة من النواة العربية و الأجناس المضافة دخولا في الإسلام فانصهر الجميع في بوتقة الإسلام و أخذت بأساليب الحداثة في شتى مظاهر الحياة في علاقات و قواسم مشتركة ٠٠
و لذا نشأت (الثقافة الإسلامية ) في خريطة لها دورها الريادي في شتى المجالات التي لا تختلف عن الأمم الأخرى بل أضاف الإسلام قيم جمالية أخلاقية وآداب الى العلوم و الاقتصاد و الاجتماع من منظور فلسفي إسلامي له نتائجه الإيجابية التي اعترف بها الإسلام في تفاعل و مشاركة حقيقية ٠
و هذا النمط بلا شك بدأ تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضِرها ومستقبلها، أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية، فإن الثقافة الإسلامية قد أثَّرت وتأثَّرت بغيرها من الثقافات والحضارات الكبرى و من ثم زاحمتها الثقافة الإسلامية بمعاييرها و مقاييسها الشخصية بخصائصها و سيماتها في نظرة شمولية من تربية و معرفة متوازية مع التعاليم الدينية لتشكيل معالم مدنية تحترم العقل الإنساني ٠
كل هذا يؤرخ لماضي و مستقبل الثقافة الآن، الذي يلتزم بمنهج الإسلام ٠
و مدى حرص الثقافة الإسلامية على التقدم مع علوم العصر الحديث ، في توازن لاستخدام لمصادر الثقافة المتعددة شكلا و مضمونا و كيفا و كما و معنويا و ماديا ٠٠

وتجلت جماليات و فلسفة الثقافة الإسلامية
و التي ظهرت مداخلها في قوالب لها أبعاد من آثار و تراث إسلامي تميزت بها بعض العواصم التي نختارها عواصم ثقافية لها صبغة أصيلة في تلك المعالم الإسلامية مساهمة لإبراز القيم الأخلاقية في الشريعة الغراء التي توضح لنا الأهداف العامة من جذور تلك المصادر ٠
و على أية حال قد تبلورت فكرة الثقافة الإسلامية في إطار حجم المعرفة المكتسب بطُرق لها أهدافها المقتبسة في ضبط السلوكيات من منطلق القرآن الكريم و السنة النبوية و الفقه الإسلامي و العقائد الإسلامية و الأحداث التاريخية و السير و التراجم و العلوم و الآداب و الفنون و التي لا تتعارض مع مقاصد و مباديء و أحكام الشرع ٠
و الهدف من وراء كل هذا تغير الأنماط إلى انضباط و تعايش سلمي يجلب الخير للفرد و المجتمع دائما ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق