الفاصلة المنقوطة أو الشَّوْلَة أو الفارزة هي إحدى علامات الترقيم تُكتب هكذا «،» وتٌستخدم في اللغة العربية للفصل بين الجُمَل القصيرة، وللدلالة على أن الكلام مستمر بعدها، بخلاف النقطة التي تدل على نهاية الفقرة
وتفصل بين جملتين مستقلّتين، إحداهما سبب
والأخرى نتيجة، وتكون الفاصلة المنقوطة هي دليل السببية، فإذا ورد دليل لفظي آخر فلا معنى ولا فائدة من استعمال الفاصلة المنقوطة.
مثلًا إذا قلنا: “نجح الطالب لأنه كان يذاكر بجد” فلا مجال هنا لاستعمال الفاصلة المنقوطة، لأن اللام في “لأنه” عبّرت عن السببية
تُؤسّسُ الفاصلة المنقوطة اتصالًا وثيقًا بين جملتين. كأن تكون الجُملة الأولى سببًا للثَّانية، أو العكس. يُمكن استبدالها بحرف العطف (و) أو (لكن). الفاصلة المنقوطة أقوى من الفاصلة العاديَّة، فأنت تقف عليها مُدّةً أطول قليلًا من الفاصلة العاديَّة؛ لذلك توضعُ بين الجُملِ الطَّويلة لالتقاطِ النَّفس
كذلك حين نقول: “كرَّمت الدولة علماءها، فقد كانوا خير
سند لها وقت الأزمة”، فلا معنى لاستعمال الفاصلة المنقوطة، لأن الفاء في “فقد” دلّت على السببية.
ويصحّ استعمال الفاصلة المنقوطة بين جملتين مستقلّتين ليس بينهما رابط لغوي كعطف أو توكيد أو نحو ذلك، ومن ذلك أن نقول: “كرّمت الدولة علماءَها؛ كانوا خير سند لها وقت الأزمة”.
أو نقول: “نجح الطالب؛ كان يذاكر بجد”.
ومن ذلك قوله تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله؛ إن الله يغفر الذنوب جميعًا؛ إنه هو الغفور الرحيم”.
وقد استُخدمت هنا مرتين في موضعين تليها فيهما عبارة سببية
الفرق بين استعمال الفاصلة والفاصلة المنقوطة فهو:
1 – الفاصلة (،)
توضَع الفاصلة:
– بين الجمل المتعلقة بمعنى واحد، مثل: تعدّ اللغة العربية من أهمّ اللغات؛ فهي لغة رسمية لأكثر من 420 مليون عربي، ولغة عبادة لأكثر من 1.5 مليار مسلم.
– بين الأجزاء المتفرّعة عن أصل واحد، مثل: أقسام الكلام في العربية هي: الاسم، والفعل، والحرف.
الفاصلة المنقوطة (؛)
توضَع الفاصلة المنقوطة بعد الجملة التي تعدّ سببًا لما بعدها أو نتيجة له، مثل: كان هذا الطالب مجتهدًا طوال العام؛ ولذلك نجح متفوّقًا.
ويكثر استعمال هذه الفاصلة قبل الأدوات والكلمات الدالة على التعليل والترابط السببيّ مثل: لذلك، لأن، إذ إنّ، ومن ثَمَّ…