ثقافه وفكر حر

ما اجمل لغتنا العربية بلا اخطاء شائعة

فاطمة ابوواصل اغبارية

لا تقُل: الكتب الغير مفيدة – الصفات الغير طيبة – الرجال الغير ملتزمين – الطرق الغير ممهَّدة – إلخ.
قُل: الكتب غير المفيدة – الصفات غير الطيبة – الرجال غير الملتزمين – الطرق غير الممهَّدة – إلخ.

في اللغة العربية نضيف النكرة إلى المعرفة لتعريف النكرة، فنقول: كتابُ النحوِ – طريقُ الفلاحِ – سبيل الرشاد – بدايةُ الأزمة – نهاية المشكلة – إلخ.
فكلمات “كتاب – طريق – سبيل – بداية – نهاية” كانت نكِرات، قبل إضافتها إلى المعارف التي بعدها: النحو – الفلاح – الرشاد – الأزمة – المشكلة – إلخ، وبعد الإضافة أصبحت معارف (ومن أنواع المعارف السبعة في اللغة العربية “المعرَّف بإضافته إلى معرفة”).
والإضافة إما حقيقية المضاف فيها منتسب إلى المضاف إليه أو يخصّه أو يتبعه أو مِلْكه، كما في “كتابُ النحوِ – طريقُ الفلاحِ – سبيل الرشاد – بدايةُ الأزمة – نهاية المشكلة – إلخ”، وإما غير حقيقية فليس فيها هذا المعنى، كما في “طويل القامة – مبتسم الوجه – شديد السعادة – إلخ”، وهي إضافة منقلبة عن تمييز، فأصلها: طويلٌ قامةً – مبتسمٌ وجهًا – شديدٌ سعادةً.
فإذا كانت الإضافة غير حقيقية جاز أن نضيف المعرفة إلى معرفة، فنقول مثًلا: الرجلُ الطويلُ القامةِ (بإضافة الطويل إلى القامة) – الشابُّ المبتسمُ الوجهِ (بإضافة المبتسم إلى الوجه) – الطفلُ الشديدُ السعادةِ (بإضافة الشديد إلى السعادة).
أما أن نضيف المعرفة إلى النكرة فهذا ما ليس له وجه، لا في الإضافة الحقيقية ولا في الإضافة غير الحقيقية، فلا يمكن أن نقول “الطويلُ قامةٍ – العظيمُ عملٍ – الناصعُ بياضٍ – إلخ”، وبنفس هذا المنطق لا يمكننا أن نضيف “الغير” إلى ما بعدها فنقول: “الغير مفيدة – الصفات الغير طيبة – الرجال الغير ملتزمين – الطرق الغير ممهَّدة – إلخ”.
بل الصواب أن تكون “غير” نكرةً، ثم نعرِّفها بإضافتها إلى المعرفة بعدها فنقول: “الكتب غير المفيدة – الصفات غير الطيبة – الرجال غير الملتزمين – الطرق غير الممهَّدة – إلخ”.
ومن ذلك قول الله تعالى في سورة الفاتحة: “غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ”، ولم يقل: “الْغَيْرِ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق