ايتها الام ,ايها الاب , أهلنا الكرام ,عاملوا اولادكم بالحسنى , ربوا اولادكم بأجواء إيجابية في بيوتكم وامتنعوا عن التوتر والمشاحنات والعنف الاسري لما له من اثار سلبية على نفسية اولادكم , امتنعوا من توجيه الانتقادات اللاذعة واللوم المستمر لهم , وخاصة المراهقين منهم بسبب سلوكهم وهفواتهم , وأصلحوا اعوجاج سلوكهم بالتي هي أحسن والكلمة الهادفة , لان من شأن الأسلوب القاسي ان يخلق التنافر والحواجز والابتعاد بينكم وبينهم , لا تكونوا سيوفا مسلطة على رقابهم , بدلوا الانتقاد بالإرشاد الصحيح والأسلوب التربوي المفيد, اجلسوا معهم , اسمعوهم وفهموهم أين الخطأ , شجعوهم على التعبير عن آرائهم , شاركوهم في اتخاذ القرارات , كونوا لهم قدوة حسنة وأصدقاء , فكما قال المثل :” ان كبر ابنك خاويه ” تقربوا منهم لكي تتعرفوا على مشاكلهم , وماذا يضايقهم , وما هي ميولهم واهتماماتهم , ادعموهم وكونوا لهم سندا واعطوهم الشعور بالأمن والأمان , عاملوهم باللطف والمحبة والحنان وبالحسنى , ولا تضعوا الحواجز بينكم وبينهم , علموهم العلم النافع وهيئوهم للحياة , نموا مواهبهم, واغرسوا فيهم القيم والثقة والطموح والإبداع والقدرة على اتخاذ القرار السليم , وعلى قول الصدق وحفظ الأمانة والابتعاد عن الغش والكذب , علموا أبناؤكم السباحة والرماية وركوب الخيل , لأنهم سيكونون العمود الفقري وبناة مجتمعهم , ربوهم على الانتماء الى مجتمعهم وعلى نبذ العصبية العائلية والطائفية , وعلى نبذ العنف , علموهم اتباع أسلوب الحوار واتباع الحل السلمي في حل مشاكلهم وخاصة مع أبناء بلدهم , فالإهمال والتقصير في تربيتهم له عواقب جسيمة على مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم , ولنتذكر قول المولى عز وجل: “يوصيكم الله في أولادكم “, وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” .
فان صلح الاهل صلح الأولاد , فأولادكم فلذات أكبادكم حافظوا عليهم حفاظكم على بؤبؤ عيونكم , فان التربية السليمة والصحيحة في الصغر كالنقش في الحجر وهي الضمان لمستقبل ناجح لأولادكم ولمجتمعكم .
الدكتور صالح نجيدات