مكتبة الأدب العربي و العالمي

ما هو تابوت العهد؟ ومن طالوت وجالوت؟ وما اسم والمعركةالتي دارت بينهم؟ وكيف اصبح سيدنا (داوود) نبياً؟

بدأت القصة مع سيدنا (صموئيل) -عليه السلام-، في الوقت الذي كان به  بنو  إسـ* ـرائيل كانوا فيه عبيد ومذلولين.

مر عليهم زمن كان من أصعب الأزمنة ، حيث  ضاع منهم تابوت العهد.  تعرضوا للاضطهاد. للظلم كرب شديد نزل عليهم من عند الله.
حدث هذا  بعد موت سيدنا (موسى) -عليه السلام- بسنوات قليلة ،  حيث مر على بني إسـ* ـرائيل مُلك عظيم ورخاء غير معهود، ولكنهم كانوا  جبابرة.
اجتمع كهنة اليهــود  وحرقوا  التوراة،
وكل ما ارسل الله  لهم نبياً  قتلوه .


فحكمهم  مجموعة من الملوك الجبابرة بدل الأنبياء.  وحكمهم ملك اسمه (جالوت).
و(جالوت) كان أكتر ملكاً جباراً  ، عذبهم وفي النهاية طردهم من أرضهم. تشردوا بعدها  فبعث الله  نبياً اسمه (صموئيل) -عليه السلام- يرشدهم.
دخلوا  عليه ذات يوم وقالوا  له:
– ألسنا مظلومين؟
فأجاب  – نعم.
قالوا: – ألسنا مشردين؟
قال: – نعم.
قالوا:- ابعث لنا ملكًا يجمعنا تحت رايته كي نقاتـ* ـل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.

رد عليهم سيدنا (صموئيل) وكان أعلم بيهم وبنفوسهم:
– هل أنتم واثقون من القتــال لو كُتب عليكم؟
فردوا عليه:
– ولماذا لا نقاتــل في سبيل الله وقد طُردنا من ديارنا وتشرد أبناؤنا وساءت أحوالنا؟
فقال لهم:
– إن الله اختار لكم طالوت ملكًا عليكم.
– كيف يكون ملكًا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهــوذا- كما أنه ليس غنيًا وفينا من هو أغنى منه.
فرد عليهم:
– إن الله اختاره وفضله عليكم من علمه وقوة جسده.
فقالوا:
– ما هي آية ملكه؟
رد سيدنا (صموئيل):


– يسترجع لكم التابوت تحمله الملائكة.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248)) سورة البقرة.

التابوت  الذي  بقي من التوراة الصحيحة،  يستمدوا منه قوتهم بإذن الله، وكانوا كل ما دخلوا معركة ينتصروا بسبب بركة الله التي حلت عليهم بسبب التابوت،
لحد ما بيجي لهم سيدنا (صموئيل) -عليه السلام- علشان يخلصهم من الذل اللي همَ فيه.

وحدثت المعجزة، ورجع لهم  طالوت التابوت مرة تانية بعد ما بقى (طالوت) حاكم عليهم،وجهز جيشه واتجه  نحو (جالوت)  ليحاربه.

وفي الطريق،  احس الجيش بالعطش،

فقال  (طالوت) لجنوده:
– سنصادف نهرًا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش.

وعندما وصلوا النهر شرب معظم الجنود وخرجوا من الجيش.

ويُقال إنه كان اختبار حكيم من (طالوت)
بقي عدد الجيش  313  جندياً، لكنهم كانوا أقوياء جدًا.

عدد أفراد جيش (طالوت) كان قليل مقارنة بجيش (جالوت) الجبار.
بدأوا يحسوا إنهم قليلين وأضعف من جيش (جالوت)، وبدأ الكلام بينهم يتردد:
– كيف نهزم هذا الجيش الجبار؟

رد عليهم المؤمنين وقالوا:
– النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله. كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله. (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)) سورة البقرة.

وبرز (جالوت) في دروعه الحديدية وسلاحه وبدأ يستعرض ضخامته وقال مين يقدر يبارزني، فخاف منه جنود (طالوت) كلهم، (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)) سورة البقرة.
وهنا برز من جيش (طالوت) راعي غنم شاب صغير اسمه (داوود)، شاب مؤمن بالله،  ألهمه القوة والثبات والحكمة وغلف قلبه بالإيمان  وتوجه نحو  (جالوت) رغم فرق الحجم المهول، ورغم إنه شاب صغير لا يملك  أي قوة إلا الإيمان بالله.

الملك  طالوت قال:
– من يقتل جالوت سيصبح قائدًا على الجيش ويتزوج ابنتي.

سيدنا (داوود)  لم يهتم بالعرض انما كان بيفكر كيف  يقتل (جالوت) وسمح (طالوت) لـ(داوود) أنه يبارز (جالوت).

وتقدم  سيدنا (داوود) بعصا كانت معه  و5 أحجار ومقلاع

تقدم (جالوت) بأسلحته المرعبة ودروعه وهيئته المفزعة، وسخر من سيدنا (داوود) .
وقبل ان  يتحرك (جالوت) ناحية سيدنا (داوود) -عليه السلام-.
رفع  سيدنا (داوود) المقلاعة ووضع بها حجراً  واطلقها نحو جالوت .وقتله ساد  ساحة الوغى صمت. هدوء.ترقب.خوف. تعجب.

وتحلى المؤمنين بالقوة والإيمان بالله، وبتبدأ معركة مهولة بتنتهي بانتصار جيش (طالوت) على جيش (جالوت) بأمر الله. (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)) سورة البقرة.

وبعد فترة  نزلت النبوة على سيدنا (داوود) -عليه السلام-،وتزوج  ابنة  (طالوت)، واصبح  حاكماً  وقاضيا ونبياً على بني إســرائيل.
فجمع الله -سبحانه وتعالى- على إيديه النبوة والملك،
عندما مات  سيدنا (داوود)، خلفه سيدنا (سليمان) -عليه السلام-،

 

المصدر :

أسرار التاريخ
المصادر:
القرآن الكريم.
ابن كثير.
الطبري.
القرطبي.
الميسر. #اسرارالتاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق