شعر وشعراء

إمامُ الدعوة.. وسَنا الطريق / بقلم: د. محمد طلال بدران (ابو صُهيب)

في الذكرى الثامنة لوفاة الشيخ المؤسس عبد الله نمر درويش، رحمه الله تعالى

سِرْتَ الكبارَ طريقًا فيهِ مذهَبُهُمُ

فازَ الذين سلكوا نهجًا وأدّبُوا
أسّستَ فكرًا على التقوى دعائِمُهُ
فاستبشرَ الناسُ، وانجابَتْ بهم كُرَبُ
قُمتَ المعلِّمَ للأجيالِ إن نهضوا
فكانَ فيكَ سَناهم حينَ يضطربُوا
يا مَن زرعتَ بحبِّ اللهِ دعوتَنا
تُسقى المبادئُ إن جَدّوا وإن نَدَبُوا
عبدَ اللهِ، يا نِمرَ الخطى ألقًا
يا مَن بَنَيتَ لنا مجدًا بهِ الأدبُ
في كَفْرِ قاسمَ نورُ الفجرِ قد بزغَتْ
دعوتُكَ الغرّاءُ تشدو، ساطعٌ لَهَبُ
منها انطلقتَ تُنادي الحقَّ في ثقةٍ
حتى استجابتْ لك الأرواحُ والعُصَبُ
مذْ كنتَ صوتًا على المنبرْ، سَمِعْنَا بِهِ
وكنتَ قُدوةَ ميدانٍ لمنْ طَلَبُوا
كمْ مِحنةٍ جِئتَها، والصبرُ عُدّتُها
تُدمي القلوبَ، وفيكَ العزمُ يضطربُ
في السجنِ كنتَ منارًا ضاءَ مَوْقِفُهُ
يُروى الثباتُ على ذكراكَ والنُّدُبُ
ما لانَ منك لَظى البلوى ولا انحسرتْ
عزائمٌ، لو رأتْها الريحُ تنقلبُ
يا مَن صبرتَ على الباغينَ مُحْتَسِبًا
فاستنطقَ الصخرَ، والإيمانُ يُكْتَبُ
خضتَ الجهادَ بلا سيفٍ ولا وَصَبٍ
لكنْ بعلمٍ، ونُصحٍ فيهما الغَلَبُ
يا مَن رفعتَ لواءَ الحقِّ مُتَّقِدًا
ما ضَلَّ مَن سَلَكُوا دربًا بهِ شُهُبُ
ما مِتَّ، بلْ أنتَ في الأرواحِ ذاكرةٌ
وفي العقولِ التي بالعلمِ تكتسبُ
نَمْ في ثراكَ، فقد عمَّ الهدى أثَرًا
ما ماتَ مَن زرَعوا خيرًا وما وهبُوا
ويا فَقيدَ الحِمَى، إنّا لنفتقِدُ الـ
ـصوتَ الحكيمَ إذا ما ضجّتِ الحُقُبُ
ما زالتِ الحركةُ الغرّاءُ تسألُنا:
“أينَ الدليلُ؟” وإلى ذكراكَ ننتسبُ.

بقلم: د. محمد طلال بدران (ابو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق