ثقافه وفكر حر
انتفض وطني – شعر _ خليل عمرو
ا
انتفض وطني
إِغضَب وَثُر وَطَنِي هَيَّا انتَفِض أَنَفَا // يَكفِيكَ مِن زَمَنٍ قَد خِلتَهُ وَقَفَا
فِي ظِلِّ مَن جَبُنُوا مِن خَصمِنَا رّهَبَا // ذَلُّوا كَرَامَتَنَا رُعباً كَمَا اتَّصَفَا
عَلَّوا جُنُودَهَمُ لاَ مِثلُهُم مَثَلاَ // مَع اَنَّهُم نَقَصُوا بَأساً كَذَا شَرَفَا
فِي جُبنِهِم وُصِفُوا بِالذِّكرِ شِيمَتُهُم // دَوماً تَقَاعُسُهُم لِلحَربِ قَد عَزَفَا
لَكِن عُرُوبَتُنَا نَفَخَت حَمِيَّتَهُم // ظَنُّوهُمُ صَدَقُوا إِذ أَمعَنُوا خَسَفَا
دَأبُ الجَبَانِ طَغَى مَا طَالَ فُرصَتَهُ // يَختَالُ مُنتَفِخاً قَد كَالنَا قَرَفَا
يَعثُونَ مَفسَدَةً فِي حِلِّهِم سَكَنَا // كَالزِّبلِ رَائِحَةٌ شَمّاً وَمُرتَشَفَا
فِي أَيِّ مُجتَمَعٍ حَلُّوا فَقَد نُبِذُوا // مَا طَاقَهُم بَشَرٌ مِن فِعلِهِم شَنَفَا
الكُلُّ يَكرَهُهُم مِن سُوءِ مَا فَعَلُوا // إِلاَّ زَعَامَتُنَا مَاتُوا بِهِم شَغَفَا
هَيَّا انتَفِض غَضَباً زَلزِل لِمَا عَرَشُوا // اللهُ يَنصُرُنَا يَفنِيهُمُ عَصَفَا
لَبُّوا فَصَائِلَنَا لَم أُعفِ مِن أَحَدٍ // أَو أُلغِ أَيَّكُمُ أَن وحِّدُوا الصَّفَفَا
إِنسَوْا خِلاَفَكُمُ لاَ وَقتُ فُرقَتِنَا // اللهُ وَحَّدَنَا مَا شَاءَ مُختَلَفَا
وَامضُوا مَعاً قُدُماً إِخوَانَ نِيَّتُكُم // للهِ غَايَتُكُم لاَ تُشرِكُوا هَدَفا
حُرَّاتُكُم دَأِبَا قَارَعنَ خَصمَكُمُ // أَرعَبنَ نُخبَتَهُ فَارتَدَّ مُنكَسِفَا
أَعلَينَ زَلزَلَةً تَكبِير خَالِقِنَا // رَدَّت حِجَارَتُهُ التَّكبِيرَ مَا وُصِفَا
عَانَينَ مِن نَصَبٍ إِبعَادَهُنَّ عَثاً // وَالَّلطمَ يَتبَعَهُ ظُلماً بِهِ جَحَفَا
مَا اسطَاعَ يُرهِبُهَا أَو كَسرَ شَوكَتِهَا // أَنَّى تَحَمُّلُهَا مَا جَدَّ مُقتَرِفَا
دَاسَت كَرَامَتَهُ شَلَّت إِرَادَتَهُ // مَا عَادَ مِن أَمَلٍ بِالعَجزِ مُعتَرِفَا
قَومِي سَأَلتُكُمُ لَبُّوا جِهَادَكُمُ // فَالخَصمُ مُرتَعِدٌ بِالرُّعبِ مُتَّصِفَا
إِصرَارُكُم رَهَبٌ مَا كَانَ مُحتَمِلاً // وَالوَقتُ يَقتُلُهُ مَا طَالَ لَن يَقِفَا
لَن يَصبِرُوا قَسَماً مَا عِندَهُم نَفَسُ // تَخبُو عَزِيمَتُهُم مِن رُعبِهِ انتَكَفَا
تَارِيخُهُم أَبَداً لِلفَرِّ قَد دَرَجُوا // مِن نَعتِهِم ” قَعَدُوا ” والكَرُّ مَا عُرِفَا
مَرحَى تَلاَحُمَكُم العَينُ تَحرُسُكُم // شُلُّوا تَشَامُخَهُ إِيَّاهُ كَم صَلَفَا
يَا رَبُّ دَعوَتُنَا وَحِّد إِرَادَتَنَا // وَاجمَع تَفَرُّقَنَا حَقِّق لَنَا الهَدَفَا
سَدِّد لِرَميَتِنَا وَالرَّأيُ مُتَّسِقٌ // وَالكُلُّ مُتَّفِقٌ لاَ تُبقِ مُنحَرِفَا
شعر / خليل عمرو
الخليل فلسطين
10/10/2015