بارعات العالم العربي

تنتعش الحياة عندما يختفي البشر / اسماء الياس

خرجت الجموع بكل أنحاء العالم إلى الشوارع والميادين مطالبين وقف الحروب، التي دمرت الكون، قضت على البيئة وطبقة الأوزون.
انبثقت لجان من مجموعة شباب وكانت مهمة تلك اللجان المكونة مني أنا شخصياً، غالب وصديقيّ عادل ورفيق ومعنا السيدة مها. التي أصدرت كتاباً يحكي كيفية معالجة الانحباس الحراري. تلك السيدة التي فاقت شهرتها الآفاق فقد ترجم كتابها لعدة لغات بالعالم. وكان له صدى عالمي مما أثار ردود فعل كبيرة على مستوى الدول الكبيرة، مما جعلهم يفتكرون لماذا لا نوقف سباق التسلح ونعتني بالبيئة والحفاظ عليها.
لكن من جهة أخرى واجهتهم مشكلة وتلك المشكلة لا حل لها. وهي من يصنعون أسلحة الدمار الشامل، سوف يتوقف عملهم، ولن يعود بمقدورهم صنع تلك الأسلحة والطائرات الحربية النفاثة التي تدر عليهم أموالاً طائلة.
لكن لا شيء مستحيل أمام إرادة الإنسان عندما يصمم على الدفاع عن نفسه وعن حياته. حتى لو أدى ذلك أن يقدم الكثير من التنازلات. والوقوف بوجه كل من أراد تدمير البيئة والقضاء على الحياة بكل أشكالها.
لذلك كان من الأجدر أن يُلقى على عاتق تلك اللجان ليس فقط اصلاح ما دمره الانسان، كانت عليهم مهمات أخرى الوقوف بوجه من أرادوا تدمير البيئة.
لذلك كانت مهمة اللجان الدفاع عن كوكب الأرض من الانحباس الحراري التي تشهده عدة مناطق بعدة دول في العالم. لذلك كان قراراً جماعياً بالسفر لعدة دول في العالم حتى نكتشف ما هي العوامل التي تسببت بجفاف الأنهر
ومنها بحيرات شهيرة كانت بالنسبة لشعوبها شريانها الحيوي.
لكن بعد ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل الذي لم تعهده بعض الدول الأوروبية، ومنها الدول الاسكندنافية، والتي أدت إلى وفاة بعض الماشية. وتشقق التربة، مما أدى بعد ذلك إلى تقنين مياه الشرب لدى المواطنين. لذلك قررت جمعيات حقوقية أن تقدم دعوة قضائية ضد الدول التي تشن حروباً دون وازع من ضمير.
الشيء الجميل في الموضوع بأن تلك الجمعيات كانت من مختلف الجنسيات والقوميات اتحدت سويا حتى تنهي شيء اسمه حرب. لذلك بعد أن اجتمعنا سوياً قررنا إقامة منتدى يستطيع من خلاله أي إنسان من أي مكان بالعالم أن ينضم إليه، بشرط أن يكون من دعاة السلام، وان يكون مؤمن بهذه القضية العادلة، التي تشغل بال الكثيرين من دعاة السلام.

بدأت رحلتنا بإحدى الدول الأوروبية وهي بريطانيا “المملكة المتحدة” سافرنا سويا وعملنا على إعادة الحياة لتلك الأنهر التي جفت جراء العوامل المناخية التي اثرت بشكل سلبي على الأنهار والبحيرات التي جفت وأصبحت مثل شبح مخيف.
المساعدة التي قدمتها مجموعة من الشباب ومنهم السيدة مها التي عملت مع الرفاق على إعادة الحياة لتلك الأنهار التي كادت أن تختفي، عندما قاموا بالحفر والبحث عن أبار “ارتوازية” ” تلك الآبار تتكون خلال تسرب مياه الأمطار إلى باطن الأرض حيث تتجمع بشكل مضغوط في طبقات الأرض وحين يقوم الأنسان بثقب أي جهة من جهات تلك الطبقة وتصادف أن الماء متجمع تحتها ينفجر منها النبع إلى فوق إلى بعد عدة أمتار محدودة بقدر سطح البحيرة التي نشأ منها.
بدأت الحياة تدب في تلك البحيرات التي جفت، والفضل يعود لمجموعة من الشباب المحبين للحياة..
لم أكن أعلم بأن محبي البيئة والمدافعين عنها كثر، فقد كنت أعتقد بأن أغلبية البشر لاهية بحالها وبمشاكلها الحياتية، لكن عندما نشرت عن عزمي للسفر والبحث عن حل لمشكلة الانبعاث الحراري الذي أدى لارتفاع درجة حرارة الأرض.
وجدت تكاثف غريب لأول مرة اشعر بهذا الكم الهائل من الحب للحياة والدفاع عنها.
تسربت أخبارهم بكل أنحاء العالم وأصبحوا نجوم الساعة. فقد دعتهم الكثير من المؤسسات والجمعيات التي تعالج مشاكل الانحباس الحراري.
ومنذ ذلك الوقت الذي جعل من تلك المجموعة المساعد الأول لحل مشكلة المناخ، أصبحت الحياة أفضل بتعاون مع الدول الكبرى التي وجدت بأن عليها أن تتعاون وإلا سوف تصبح بعيون الدول الأخرى دول شاذة.
وقبل أن أنهي قصتي أدعو العالم بالالتفاف حول قضية المناخ قبل فوات الأوان.
هذه القصة من خيال كاتب أتمنى ان تتحقق يوماً من الأيام وتصبح حقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق