أدب الأطفال الناجح :
يُتوقّع من أديب الأطفال الناجح أن يحقّقَ التوازنَ بينَ العمليّة الإبداعيّة/الفنيّة وبين العمليّة التربويّة/النفسيّة؛ فهو يراعي المعايير الفنيّة الأدبيّة للون الأدبيّ الذي يُكتب فيه، ويراعي كذلك ميول المتلقّين الأطفال والفتيان (من سنّ 2 – 15 سنة)، وقدراتِهم العقليّةَ والعاطفيّة واللغويّة، ويحرص على أنْ تكون لأدبه للأطفال رسالة، لأنّ هذا الأدب يُسهم في عمليّة تنشئة الأطفال، ويكسبهمالمعارف والقيم، ويشبع حاجاتهم النفسيّة المتنوّعة مثل:
الحاجة إلى الأمان؛ الأمان الماديّ والأمان النفسيّ، الحاجة إلى الحبّ والانتماء، الحاجة إلى التقدير، الحاجة إلى تحقيق الذات، والحاجة إلى المعرفة والفهم. (كوهن، 1977. كوهن، 1980).
والجدير بالذكر أنّ الأطفال يتّصفون بحساسيّة مفرطة، ولديهم حبّ استطلاع كبير لارتياد عوالم وآفاق جديدة، ويمتلكون قدرة كبيرة على الانبهار والدهشة، وهذه الصفات قد يفتقدها الكبار البالغون الذين أرهقتهم أعباء الحياة، فتبلّدت حواسّهم، ووهنت ردود فعلهم!
لكن على أديب الأطفال أن يبتعد عن الوعظ والتلقين ونقل قيمنا وعاداتناومفاهيمنا – نحن الكبار البالغين – للأطفال، لأنّهم مخلوقون لزمانٍ غير زماننا، وبهذا السياق كتب جبران خليل جبران عن الأولاد/الأبناء في كتابه“النبيّ”:
”أولادُكم ليسوا أولادًا لكم
أولادُكم أبناءُ الحياةِ المشتاقةِ إلى نفسِها:
بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم.
ومع أنّهم يعيشون معكم، فهم ليسوا مُلكًا لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبّتَكم، ولكنّكم لا تقدرون أنْ تغرسوا فيهم بذورَ أفكارِكم، لأنَّ لهم أفكارًا خاصةً بهم.
وفي طاقتِكم أن تصنعوا المساكنَ لأجسادِهم،
ولكنَّ نفوسَهم لا تقطنُ في مساكنِكم.
فهي تقطنُ في مسكنِ الغد، الذي لا تستطيعون أنْ تزوروه حتّى ولا في أحلامِكم.
وإنّ لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلَهم،
ولكنّكم عبثًا تحاولون أن تجعلوهم مثلَكم.
لأنَّ الحياة لا ترجعُ إلى الوراء، ولا تلذّ لها الإقامةُ في منزلِ الأمس”(جبران، 1934)
ظهور أدب الأطفال في العالم العربيّ:
تأخر ظهور أدب الأطفال في العالم العربيّ~ مقارنة بأدب الأطفال العالميّ. وكانت بدايات هذا الأدب الترجمة والاقتباس. من أوائل من ترجم أدبًا للأطفال للغة العربيّة رفاعة رافع الطهطاوي (1801-1873) في مصر؛ فقد ترجم “حكايات الأطفال“ و“عقلة الاصبع“؛ وقد فعل ذلك متأثّرا بأدب الأطفال في فرنسا، حيث اطّلع عليه أثناء مكوثه هناك كرئيس لبعثة طلبة مصريين، أرسلهم محمد علي باشا للدراسة هناك.
في أواخر القرن التاسع عشر نظم الشاعر أحمد شوقي “الشوقيّات الصغيرة“ التي شملت حكايات وقصصا وأناشيد موجّهة للأطفال/ الأحداث متأثّرا بالشاعر الفرنسيّ لافونتين (1621-1695) ثمّ ظهر كامل كيلاني (1897-1959) الذي يعتبر الرائد الحقيقيّ، بل الأب الشرعيّ لأدب الأطفال العربيّ؛ فمنذ عام 1927 وحتّى وفاته نشر الكيلاني حوالي 200 كتاب مستمدًّا معظم موضوعاته من التراث العربيّ والعالميّ، والقليل منها مستمدٌّ من الواقع المعيش. ويمكن اعتبار تجربة الكيلاني في الكتابة للأطفال “نموذجا“تأثّر به الكثير من الأدباء العرب الذين كتبوا للأطفال.
أما أبرز ما يميز “نموذج” الكيلاني من خصائص، فهي:
أ. اعتبار الكيلاني الكتابة للأطفال وسيلة للتثقيف والتعليم، لا غاية في حدّذاتها؛ فأدب الأطفال عنده: “ينطوي على تربية قوميّة وتقويم خلقيّ وتوجيه اجتماعيّ إلى جانب توسيع المدارك بالمعارف والتعليم“.
ب. حرص الكيلاني على استخدام لغة أرقى من مستوى الأطفال اللغويّ، ليستفيدوا بمحاكاة تلك اللغة الراقية ويحسّنوا لغتهم وأسلوبهم ويتعوّدوا على اللغة الجيّدة والأسلوب المتين، مما يمهّد السبيل أمامهم للوصول إلى روائع الأدب العربيّ وأمّهات الكتب القديمة، فيُقبلون على قراءتها بشغف ومحبة.
ج. العودة إلى التراث العربيّ والاسلاميّ كمصدر أساسيّ لإنتاجه للأطفال إلى جانب الاقتباس والترجمة من التراث والأدب العالميّ، ولم يحظ الواقع المعيش والبيئة المحليّة الا بصورة محدودة من هذا الإنتاج. (أبو فنه، 2001: 28 – 32)
ظهور أدب الأطفال المحلّيّ:
تأخّر ظهور أدب الأطفال المحلّيّ مقارنةً بأدب الأطفال في العالم العربيّ لعدّة أسباب نذكر منها:
ولا شكّ أنّ الرواد الأوائل من أدباء الأطفال في العالم مثل شارل بيرو (1628 – 1703)، وكامل الكيلاني في العالم العربيّ قد أسهموا في إضعاف “وهم الترفّع” عن الكتابة للأطفال. لكن التحوّل التامّ في هذا المجال لم يتحقّق طفرةً واحدة، بل احتاج إلى المزيد من الوقت والجهد والإنتاج.
المراحل الرئيسيّة في أدبنا المحليّ للأطفال:
مع التحسّن التدريجيّ في الأوضاع الاقتصاديّة والثقافيّة للمجتمع العربيّ في البلاد، ومع زيادة عدد المدارس والطلاب في أعقاب سنّ قانون التعليم الابتدائيّ الإلزاميّ وتطبيقه عام 194 (אלחאג’,תשנ”ו:48) وبسبب القطيعة بين إسرائيل والدول العربيّة المجاورة حتّى عام 1967، تلك القطيعة التي حالت دون وصول كتب الأطفال الصادرة في تلك الدول للمجتمع العربيّ في البلاد بصورة واسعة، كلّ ذلك أدّى إلى ظهور الحاجة الملحّة لتوفير كتب للمطالعة والقراءة للأطفال في البلاد.
ويمكن أن نتحدّث عن ثلاث مراحل رئيسيّة في مسيرة أدب الأطفال المحليّوتطوّره، ورغم هذا التقسيم إلّا أنّ هناك تداخلًا بين المراحل الثلاث، فقد نجدأكثر من أديب كتب في أكثر من مرحلة منها.
المراحل الرئيسيّة في أدبنا المحليّ للأطفال:
المرحلة الأولى: تمتدّ هذه المرحلة حتّى منتصف الستينيّات – من القرن الماضي- تقريبًا، وتمتاز بقلّة ما أُلّف للأطفال، فحتّى عام 1967 لم يتجاوز عدد الأعمال الأدبيّة للأطفال التي صدرت باللغة العربيّة ثمانين كتابا. (موريه+ وعبّاسي، 1977) صدر الكتاب الأوّل للأطفال في البلاد عام 1954 وكان مسرحية “ظلام ونور“ لميشيل حداد وجمال قعوار، ثم تلا ذلك المجموعة الشعريّة “ألحان الطالب“ لجورج نجيب خليل عام 1956.
في عام 1960 حظي أدب الأطفال المحليّ بدفعة قويّة، تمثّلت في توجّه الأديبين محمود عباسي وجمال قعوار إلى الكتابة للأطفال، وكان حصيلة عملهما المشترك إصدار خمسة عشر كتابًا/كتيّبًا للأطفال، وقد ذكر الأديب محمود عباسي أن الحافز الرئيسيّ لكتابتهما للأطفال كان التأثّر بما وجداه في المجتمع اليهوديّ في البلاد من عناية واهتمام بالغين بالأطفال والاحتفال بهم وتأليف الكتب الملائمة وتقديمها هدايا لهم، بينما المجتمع العربيّ المحليّكان يفتقر لمثل تلك الأمور.
يلاحظ أنّ الأديبين عباسي وقعوار قد تأثّرا في كتابتهما للأطفال بـ “نموذج “الكيلاني التي ذكرتُها.
أمّا أهمّ الخصائص والملامح لإنتاجهما المشترك فهي:
– العودة إلى التراث العربيّ والإسلاميّ القديم وإلى الحكايات والأساطير المقتبسة والمعرّبة كمصدر أساسيّ للكتابة للأطفال وعدم الالتفات إلى الواقع المعيش وإلى البيئة المحليّة إلّا بصورة محدودة جدًّا.
– تبنّي اللغة الفصحى في الكتابة للأطفال والسعي للارتقاء باللغة والأسلوب تمشّيًا مع الغاية التعليميّة الوعظيّة وأحيانا كثيرة على حساب الجوانب الفنيّة الأدبيّة التي تعمل على جذب القراء الصغار وتشويقهم.
المرحلة الثانية: تبدأ هذه المرحلة من النصف الثاني من الستينيّات، وبصورة خاصّة بعد حرب عام 1967، وتمتدّ حتّى نهاية الثمانينيّات.
إن “الهبّة ” التي تمثّلت في إنتاج الأديبين عباسي وقعوار وبعض المؤلفات الأخرى المترجمة التي صدرت قبل عام 1967 قد اعتراها بعض الفتور بعد حرب 1967. وقد تكون الكتب الصادرة للأطفال في العالم العربيّ قد سدّت بعض الفراغ في هذا المجال، خاصّة بعد اتّباع سياسة الجسور المفتوحة مع الأردن، حيث بدأت المئات، بل الآلاف من كتب الأطفال العربيّة تصل الى القارئ الصغير في البلاد.
ولكن تدريجيًّا بدأت تُسمع أصوات، تدعو الى كتابة أدب أطفال محليّ، يتناول قضايا الواقع المحليّ ويعالج مشاكل مستمدّة من البيئة والظروف المحليّة المتميّزة والخاصّة للمجتمع العربيّ في اسرائيل؛ فالكتب القصصيّة وغير القصصيّة الواردة من العالم العربيّ حسب رأي سالم جبران: “ليست بديلا لقصص محليّة مستوحاة من آلامنا وأحلامنا، وتحاول أن تعرّف أطفالنا في سنٍّ مبكرة على قضايانا وهمومنا“. (انظر: المقدّمة التي كتبها سالم جبران لكتاب: قشرة البرتقالة الطائشة. تأليف: عبد اللطيف ناصر، 1984)
كذلك جميع الكتب الوافدة على أطفالنا من العالم العربيّ “بعيدة كلّ البعد عن واقع المواطن العربيّ في اسرائيل بسبب كونه أقليّة قوميّة في هذه البلاد، له مشاكله ومعاناته ومتطلباته الخاصّة“. (ناصر، 1987)
من كتابنا المحليين، الذين كتبوا للأطفال في هذه المرحلة، نذكر سليم خوري ومصطفى مرار اللذين عرفا بكتابتهما للكبار أيضًا.
كذلك نجد أدباء آخرين كتبوا للأطفال، مثل: سامي الطيبي، عبد الله عيشان، فاطمة ذياب وعبد اللطيف ناصر.
في هذه المرحلة استمرّ أدب الأطفال المحليّ يستقي من عالم الحكايات والأساطير والتراث، كما نجد في إنتاج عبد الله عيشان وسامي الطيبي وفاطمة ذياب، لكننا بدأنا نلمس تحوّلا واضحًا نحو التوجّه للكتابة الواقعيّة ومعالجة قضايا ومشاكل مستمدّة من أجواء بيئتنا المحليّة، كما انعكس في انتاج مصطفى مرار وسليم خوري وعبد اللطيف ناصر. وتمثّلت الواقعيّة كذلك في محاولة “تطعيم” اللغة والأسلوب، خاصّة في الحوار، بالنكهة المحليّة في الألفاظ والتعابير والجمل. وقد برز ذلك بصورة خاصة في قصص المجموعة القصصيّة: “قلوب بيضاء” لسليم خوري. كذلك تبرز الغاية التربويّة التعليميّة في هذا الإنتاج بشكل ملحوظ خاصّة في إنتاج الأديبين سليم خوري ومصطفى مرار؛ فهناك تأكيد على القيم الشخصيّة والاجتماعيّة والانسانيّة لديهما، بينما تحظى القيم القوميّة بتمثيل قليل. (أبو فنّه، 2001: 125- 161. أبو فنه، 2019: 11- 23)
من الجدير بالذكر أن الكاتب عبد اللطيف ناصر (1944- 1990) عالج في قصصه الواقعيّة موضوعات مستمدّة من الحياة الواقعيّة والظروف المعيشيّة للمجتمع العربيّ في البلاد، وحاول تمرير قيم قوميّة ووطنيّة في إنتاجه، وأحيانًا باللجوء إلى شخصيّات من عالم الحيوان التي اتخذها رموزًا تعبّر عن الواقع القوميّ السياسيّ كما فعل في كتابه “صوص فادي” الصادر عام 1981. (مجلّي، 1991: 91- 95)
المرحلة الثالثة: تبدأ هذه المرحلة مع بداية التسعينيّات وتستمرّ حتّى يومنا. ما يميّز هذه المرحلة صدور الكثير من كتب الأطفال المحليّة الأصليّةوالمترجمة، كما نلمس ظهور بعض الصحف المحليّة للأطفال؛ فبالإضافة الى مجلّتي “السندباد“ و“مجلّتي“ الصادرتين عن دار النشر العربيّ التابعة للهستدروت – مع الأسف توقّفت هاتان المجلّتان عن الصدور– أخذت تصدر مجلة “الحياة للأطفال“ ومجلة “أفكار” – وقد توقّفت الأخيرة عن الصدور – الى جانب تخصيص الصفحات او الزوايا الخاصّة للأطفال في صحف ومجلات الكبار.
وقد واكب هذه الزيادة في الإنتاج للأطفال زيادة في الوعي بأهميّة أدب الأطفال ودوره في تنشئة الأطفال وبلورة شخصيّاتهم وإشباع حاجاتهم المختلفة. كما اتّسع الاهتمام بأدب الأطفال المحليّ جماهيريًّا وأكاديميًّا. وقد ساهم مركز أدب الأطفال العربيّ في البلاد الذي تأسس عام 1995 في هذا الانتعاش.
وهناك حاجة ماسّة لدراسات جادّة وشاملة لأدبنا المحليّ للأطفال في هذه المرحلة، تتناول جميع أبعاده: الأدبيّة الفنيّة، التربويّة والنفسيّة، وناحية الاخراج المتمثّلة في الطباعة والرسوم والألوان وغيرها. وحتّى تتمّمثل تلك الدراسات سأورد فيما يلي بعض الملامح والخصائص لأدب الأطفال في هذه المرحلة.
3. التوجّه لمراحل الطفولة المبكّرة والمتوسّطة: الكثير من الكتب الصادرة للأطفال موجّه للمراحل العمريّة المبكرة وتشمل مرحلة ما قبل المدرسة. وهذا بدوره قد يسهم في تنمية براعم التنوّر اللغويّ لدى الصغار ويقوّي ميلهم وحبّهم للأدب، اضافة الى اشباع حاجاتهم النفسيّة المختلفة.
4. تخفيف حدّة الوعظ والتعليم: في الكتب الصادرة، سواء الموضوعة أو المترجمة، نجد محاولة للتعبير عن أحاسيس الأطفال ومشاعرهم ومعاناتهم. وفي بعض الكتب تظهر شخصيّات الأطفال شخصيّات مبدعة، فعّالة، مبادرة ولا تقف مكتوفة الأيدي تنتظر الحلول الجاهزة من الغير أو من القوى الغيبيّة الخارقة. ويتمّ في مثل هذه الكتب تمرير القيم والمواقف والاتجاهات بصورة غير مباشرة.
5. محاولة لمراعاة المستوى اللغويّ للأطفال: هناك محاولة جادّة لمراعاة المستويات اللغويّة للأطفال حسب المراحل العمريّة؛ فمثلا في الكتب الموجّهة للطفولة المبكرة نجد الكثير من الألفاظ المستمدّة من القاموس المشترك بين الفصحى والعاميّة. ونجد تقديم المسند اليه (الاسم) على المسند (الفعل) واستخدام الجمل القصيرة السهلة وإدخال الحوار لإضفاء الحيويّة على النصّوالابتعاد عن الرموز والصور المجازيّة المعقّدة.
6. ظهور أدب الأطفال الواقعيّ: في قسم من الكتب الصادرة حديثا يبرز الاتّجاه إلى التعامل مع الواقع المحليّ والبيئة المحليّة في بلادنا.
7. زيادة حظّ الشعر للأطفال: من بين مئات الكتب التي صدرت في هذه المرحلة نجد العديد من الدواوين الشعرية للأطفال من تأليف كلّ من: فاضل جمال علي، حنّا أبو حنا، جمال قعوار، سليمان جبران، شكيب جهشان، نعيم عرايدي، فاروق مواسي، محمود مرعي، سلمان فراج، لميس كناعنة، عايدة خطيب، نبيهة جبارين، آمال كريّني، أحمد عطاونة وغيرهم…. ولا شك أن هذه الكتب تلبي ميل الأطفال الفطريّ للإيقاع وللكلمة الموسيقيّة.
8. زيادة تمثيل المرأة في الكتابة للأطفال: عند تأمل قائمة الكتب التي صدرت في العقود الثلاثة الأخيرة للأطفال نجد زيادة ملحوظة في عدد النساء الكاتبات للأطفال مقارنة بعدد الرجال؛ فمن بين الأسماء المحليّة نذكر: جهاد غوشه عراقي، آمال كريني، إلهام دويري تابري، علياء أبو شميس، نبيهة جبارين، حياة بلحة أبو شميس، ميسون الأسديّ، ميساء فقيه، نادية صالح، لميس كناعنة، عبيدة بلحة، حنان جبيلي عابد، ميسون إلياس حنّا، فاطمة ذياب، نزهة أبو غوش، مينا عليان، نيفين عثامنة، عايدة خطيب، سعاد دنيال بولس، إيرينا كركبي، علياء وهبة، روزلاند دعيم، نادرة يونس، نبيلة سمارة، نوال نفّاع، نبيلة زعبي، أديم مصاروة، القاهرة عبد الحي، شيخة حليوى، هالة إسبانيولي، كرام أبو عطا، سلوى سعيد ضعيف، عبير سبيت مرجية، أسماء طنوس، آمال حرب، رحاب زريق، وغيرهن. ..
ب. مآخذ على أدبنا المحلّيّ للأطفال:
1.” التهافُت والتضخّم“– الكم في إصدار أدب الأطفال على حساب الجودة (في اللغة والأسلوب والرسومات والنواحي الفنيّة الأخرى..)
2. لم يتحرّر أدبنا المحلّي للأطفال بصورة مُرضِية من “عباءة التربية” والوعظ والتعليم. (أبو فنه، 1992: 24)
3. ضآلة الأعمال الأدبيّة التي تتعامل مع القضايا الوطنيّة والقوميّة والسياسيّة(الانتماء القوميّ، التعامل مع الأماكن…) (أبو فنه، 2016: 10 – 21)
4. قلّة الأعمال التي تتطرّق لموضوعات حسّاسة مثل: الطلاق، ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو تمثيل الفتاة/المرأة بصورة متوازنة.
5. عدم تمثيل كافٍ لجميع الألوان الأدبيّة (مثل: التهاليل وأغاني المهد، المسرحيّة، الرواية، أدب الخيال العلميّ، صحافة الأطفال).
6. عدم التوجّه بصورة كافية لجميع الشرائح العُمريّة (الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة، الأحداث المراهقين…)
7. الكتابة باللهجة المحكيّة العاميّة في الأناشيد وفي غيرها!
8. عدم التخطيط الكافي لحركة الترجمة، والتركيز على الترجمة من اللغة العبريّة، وأحيانًا ما يُترجم لا يلائم أطفالنا في مضامينه وقيمه ورسوماته.
9. عمليّة النشر والإصدارات لا تخضع للمعايير المنشودة؛ فلا توجد لجان من المختصّين تراجع وتفحص وتحرّر لتجنّب الأخطاء اللغويّة في النحو والصرف والإملاء.
10. عدم وجود حركة نقديّة كافية أو دراسات وبحوث جادّة لأدب الأطفالالمحلّيّ.
11. وأخيرًا: لم يتمكّن أدب الأطفال المحلّي من التغلّب – بصورة مُرضية ومُقنعة – على ظاهرة العزوف عن القراءة، فأمّة “اقرأ” لم تتجذّر لديها عادة القراءة والمطالعة الذاتيّة الحرّة!
المراجع:
1. أبو فنه، محمود (1992). أدب الأطفال باللغة العربية في اسرائيل، خصائص وملامح عامّة. (باللغة العبرية). مجلة “ספרות ילדים ונוער“. القدس، سبتمبر1992: وزارة المعارف.