فلسطين تراث وحضاره

صفد في عهد الانتداب البريطاني بقلم المرحوم ابو احمد شاهين / د. مصطفى العباسي

موقع hamsaat .co 🇩🇰 🇩🇰

صدر الكتاب عن: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، مواطن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الدمقراطية ومؤسسات الدراسات المقدسية، طبعة اولى، بيروت حزيران 2005، وذلك ضمن سلسلة المدن الفلسطينية التي صدر منها حتى الآن:
1- حيفا العربية 1918-1939
2- اللد في عهد الانتداب والاحتلال.
3- اعادة اكتشاف فلسطين: اهالي جبل نابلس 1700-1900
4- لواء عكا في عهد التنظيمات العثمانية.
وهذا الكتاب الخامس في هذه السلسلة الهامة التي تسلط الكثير من الاضواء الكشافة، على فلسطين الوطن، التاريخ والحضارة.
عدد الصفحات 400، الفصول احد عشر فصلا. غلاف بسيط غير مقوّى تزينه صورة هذه المدينة المنكوبة بكل ما تعني هذه الكلمة من المعاني. والغلاف الاخير هو صورة مصغرة لاحد شوارع صفد التي كان لسان حالها دائما وابدا شادية مؤهلة ومسهلة:
هلا باللي شرّفوا لِعِنا خزينا الشيطان وابليس لَعَنا
لو بعلَم بقدومكم لعِنا لأفرش الارض فلّ وياسمين
وثمة لازمة اخرى كانت تردد على ألسنة السكان المحليين:
صفد يا عالية وراء تلّة واللي يبغضك تصيبو مية علّة

* كاتب وكتاب:
قبل ان نطوف بين دفتي هذه الدراسة الضافية، عن هذه المدينة المنكوبة هي وجوارها كمّا وكيفا، لا بدّ لنا من الاشارة الى بعض المحطات في حياة المؤلف الجاد مصطفى العباسي:
– هو من مواليد قرية الجش 1962 من اسرة صفدية الاصل.
– عمل في مجال التربية والتعليم في عدة قرى ومدن منها: دالية الكرمل، حرفيش والجش
– حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة حيفا عام 2000، تاريخ فلسطين الاجتماعي والسياسي.
– يعمل محاضرا في كلية تل حاي (طلحة) الاكاديمية في الجليل
– قرينته “فدوى” مربية ولهما ولدان وابنتان.
– صدر للمؤلف من قبل: 1- تاريخ آل طوقان في جبل نابلس.
2- الجش سنديانة الديار الصفدية.
3- قرى قضاء صفد في عهد الانتداب.
هذا عدا عن الدراسات الابحاث والمقالات العلمية في الدوريات المحلية والخارجية.

اما الكتاب الذي نحن بصدده فهو عبارة عن مرجع هام لكل من يعشق هذا الوطن وهذا القضاء من الناطقين بالضاد في الداخل والخارج، سواء كان رازحا، نازحا، مقيما او مهجرا رغما عنه، انه عبارة عن وضع النقاط على الحروف في هذه الحقبة المصيرية من تاريخ الشعب الفلسطيني، وهذا القضاء الذي تعرض لحملات عسكرية مشددة لارغام سكانه بشتى الطرق وحملهم على الهجرة وعدم البقاء داخل حدود هذه الديار، تماما كما حدث في مختلف الاقضية التي كانت وما زالت عامرة بمن بقي بين ظهرانيها، حاضرا ام غائبا طبقا للقانون الاسرائيلي الجائر.

يهدي المؤلف دراسته الى استاذه البروفيسور بطرس أبو منّة.
* جولة ميدانية:
حدّثنا د. مصطفى العباسي في دراسته السابقة: “قرى قضاء صفد” عن 88 قرية ومضرب عشيرة عربية/بدوية في هذا القضاء حتى عام 1948 لم يبق منها سوى: طوبا، الريحانية، عكبرة، الجش وحرفيش.
وفي هذه الدراسة اكمل ملامح هذه الصورة عن هذا القضاء المنكوب، من بين المواضيع التي تطرق اليها المؤلف نذكر حسب الفصول:
– صفد في اواخر العهد العثماني 1840-1918
– الاستمرارية والتغيير في الجهاز الاداري والمؤسسات المحلية في عهد الانتداب.
– المبنى الاجتماعي في مدينة صفد.
– تحولات في اقتصاد صفد في عهد الانتداب.
– الحياة الدينية في صفد.
– صفد والمنطقة القروية- علاقات وتوترات.
– النشاط السياسي في العقد الاول من الانتداب 1918-1928
– احداث حائط البراق سنة 1929 في صفد- الحركة الوطنية في الفترة 1930-1939
– صفد ابان الحرب العالمية الثانية، حالة الضعف العربي ازاء تصاعد قوة اليهود.
– معركة صفد وسقوط المدينة.


هذا اضافة الى العديد من المراجع والملاحق المختلفة منها:
اسماء بعض القائمقامين، اعضاء مجلس ادارة قضاء صفد، اعضاء المحكمة النظامية، اعضاء دائرة المعارف، اعضاء المجلس البلدي، صور ووثائق، وفهرس عام لكافة المحتويات.
الكتاب هو دراسة علمية ميدانية، وضع المؤلف نصب عينيه تسجيل وتوثيق كل ما يتعلق بهذه المدينة وقضائها، لذا زار الاردن وانكلترا وتركيا للبحث في الارشيفات المختلفة محليا وعالميا للوصول الى الحقيقة العلمية، بعيدا عن الغوغائية وصفّ الكلام او الشعارات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن احدا.
* ألحقيقة فقط:
كمؤرخ جاد، رغم انتمائه الوطني، الاقليمي واللوائي لهذا القضاء ظلّ د. مصطفى حياديا جادا، منطقيا، عقلانيا، بعيدا عن الانجرار خلف العواطف، الميول والنزعات الشخصية، يصوّر لنا المدينة وقضاءها تصويرًا واضح المعالم بالابيض والاسود بعيدا عن الرتوش، المنيكور والبديكور او تزيين الصورة وطمس المعالم الناطقة لهذا الجزء من الوطن الذبيح من الوريد الى الوريد.
يحدثنا عن العلاقات الخاصة بين اليهود والعرب وبين الاحياء العربية واليهودية، العلاقات الاجتماعية التجارية وغيرها وما اليها من مد وجزر طبقا للظروف السياسية، التي كانت تتغير من فترة واخرى، ثم عن التقاسم الوظيفي في جهاز البلدية والحد الادنى من التعاون، الى جانب الاحداث الدامية التي كانت تعصف بالسكان وتقودهم الى مواقع العداء، الدفاع والانطواء على النفس.
ولم ينس لحين وجود اقلية عربية مسيحية في هذه المدينة وعن نسيج العلاقات الوطيدة الخاصة بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء. ثم يعرّج على العائلات من: اشراف، اعيان، علماء، ملاكين، تجار، مزارعين وعمال، مشيرا الى الاشخاص الذين برزوا وتفوقوا او تبوأوا المناصب الادارية في المدينة والقضاء.
لم ينس الناحية الروحية الدينية فاشار الى كافة المقدسات العربية، الجوامع، الزوايا، الكنيسة، الاوقاف، الاملاك، العيون، مصادر المعيشة، التنظيمات الادارية، المنظمات الشعبية والعمالية، الى جانب العائلات والشخصيات الوطنية التي لعبت دورا في هذه البقعة من هذا الوطن.
* عيّنات ناطقة
عن المآسي، التخاذل، التواني في ارسال النجدات وطلبات الاستغاثة المستعجلة، وعدم التنسيق بين الفئات الفلسطينية- حدّث ولا حرج، وهنالك مثل شعبي في الجليل يرمز الى الانهزامية وعدم الدفاع عن الحق. فيقولون فلان سلّم القضية، كما سلّم ساري الفيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق