ثقافه وفكر حرمنظمة همسة سماء

الاعلام العربي ( محاضرتي التي القيتها امام إتحاد الأكاديميين والمثقفين الموريتاني )

الدكتورة فاطمة ابوواصل اغبارية

الإعلام هو السلطة الرابعة، وهو منبر القوي والضعيف، وصوت من لا صوت له، وأداة حرب وسلم في وقت واحد، وهو سلاح نصرة الشعوب،وسلاح هلاكها، أحياناً يعلي الحق وأخرى بوق الظلم والذل، ومن أهمية الاعلام تعددت أنواعه وتنوعت أساليبه.

إنَّ الإعلام العربي استخدم موقعه بشكل أساسي على الصعيد الإيديولوجي بامتياز في مضمار أبعد ما يكون عن الواعز التنموي لدى الفردوالمشاهد العربي، بل كانت نتيجة كل محاولته مزيداً من الدمار والاختلاف وزيادة المهاجرين وإشعال الشارع القومي العربي والأحزابالطائفية.

إن الإعلام العربي عندما يثير قضايا عفى عليها الدهر، وأكل عليها الزمان وشرب، يفتح أفقاً لجماعات عربية للأسف، وبتمويل عربي،للخروج إلى المجتمع السياسي والمجتمع العربي، فتعيث فساداً في الأرض وتنهب وتقتل وتزيد من تخلف الشعب العربي وانطماس آثارهويته، بثوب الإرهاب مثلاً، أو الجماعات التكفيرية، أو العنف بين القوميات وسيطرة المذاهب والطائفية وتصديرها كأساس، بينما هناك ما هوأهم في واقع الشارع العربي الذي يعاني نقصاً في الوعي وانعدام حقوق الديموقراطية المسلوبة من السلطة العربية والفقر والجهل والمشاكلالاجتماعية والتربوية والبطالة وغيرها من مشاكل.

كان أولى بالإعلام العربي تسليط الضّوء عليها وحلها وتنشئة جيل مثقف يحارب دواعي هذه الأمور في المجتمع، كما كان من الأولى للإعلامالعربي تحسين جودة الإعلام نفسه، والمساهمة في تهذيب الخط السياسي عن طريق مساهمته في الإيديولوجيات الجديدة، فالأجدر والأصحأن تترك ممارسة الإيديولوجيا العربية لكل مجتمع بحسب خصائصه، فلا يصح القالب الليبرالي على مجتمعات شرقية إسلامية مثلاً، فهذاليس مشروعاً

#الاعلام العربي والمنظار الاجتماعي

إنَّ المجتمع الإعلامي بما له من خصائص تأثيرية وجماهيرية تواصلية جعل مهنة الإعلام من المهن التأثيرية في الرأي العام بالمستوى الأول،فبرزت الالتزامات الأساسيّة التي يجب أن يتحلى بها كل ممارس للإعلام، واتخذت شكل الامتثال لبعض مصاديق الأخلاق والأفكار وتهذيبالممارسة الإعلاميّة من العيوب والمصادر التي تؤثر سلباً في وعي الجمهور والمتابعين والمجتمع، فتولدت علاقة وثيقة بين الخبر والإعلام، وكانلزاماً على كل وسيلة إعلامية تخدم الرأي العام أن تلتزم بأخلاقياتها ودورها للصالح العام أولاً، وحفظ السلوكيات العامة والخاصة ثانياً، فكلوسيلة إعلاميةلديها حقوق تجاه جمهورها وتجاه النقطة الجغرافية التي تتمركز فيها. ولنكون أكثر وضوحاً، فلوسائل الإعلامية حق تجاهالأرض وسيادتها كحق عام، وحق تجاه جمهورها المتمثل بالشعب والمواطنين كحق خاص.

ومن الأخلاقيات الأساسية في قيم كل فرد ومجتمع، وخصوصاً للمتصدر للدور الإعلامي، أن يكون لديه منظومة خاصة به تحدد أفكارهوأسلوب سير عمله الإعلامي، وتتوسع هذه الأسس لتشمل كل وسيلة إعلامية، لكونها تتمثل بقراءة الرأي العام، وتأخذ على عاتقها نشر الوعيوتثقيف المجتمع العربي، لكونها تنتمي إلى هذا المجتمع.

وهنا تمحورت الإيديولوجيا حول أنها، إضافة إلى القيمة الأخلاقية والمنحنى الثقافي، تعنى بواجب تجاه الفكر الجمعي، وتلقي إليه الصالحوالمفيد الذي ينمي حس الانتماء إلى المجتمع الذي تمثله الوسيلة الإعلامية، إيماناً تاماً منا بدور الإعلام الفعال في هذا المضمار

#تأثير وسائل الإعلام على المجتمع

———————————————

يلعب الإعلام في المجتمع دوراً مهماً داخل كل مجتمع، حيث تعدّ وسائل الإعلام مصدراً مهمّاً من مصادر التوعية وبناء الفكر المجتمعي، وهيذات تأثير كبير في عمليّة تكوين الرأي الجماهيري، إلى جانب التأثير في تكوين اهتماماتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، وتطويرمستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية، ولا بد من التنويه إلى أنّه في الآونة الأخيرة أصبح لوسائل الإعلام سلبيات ومخاطر جمّة تُغطيأحياناً على إيجابياتها المهمّة في الأصعدة كافة. كما أنها تؤدي دوراً مهماً في تنمية وعي الشعوب وتحفيز الشّباب على تنمية المجتمعوالتّعاون لأجل نهضة البلاد ومواجهة كل العوائق.

إن وسائل الإعلام يمكن أن تكون وسيلة لتعلم أشياء جديدة، مثل بناء انسجام بين الثقافات المختلفة، وتعليم أسس التعاون، ويمكن أن يستفيدالأطفال على وجه الخصوص منها لتحسين لغتهم ومعرفة أساسيات العلوم، ولكن من الجدير بالذكر أنه يجب مشاهدة وسائل الإعلام باعتدالحتى لا تؤثر على العملية التعليمية بشكل سلبي.

وسائل الإعلام في العصر الحديث من أكثر القطاعات التي تلعب دوراً مهماً في المجتمعات وتوجيهها؛ حيثُ إنها تستطيع الوصول للنّاسبمختلف اهتماماتهم وخلفياتهم، لتؤثر فيهم بكثيرٍ من الأساليب أكثر من أي قطاعٍ آخر، وهذا ما يُميّزها عن غيرها من خلال ما تثيره منقضايا اقتصادية واجتماعية وتواصلية مع مختلف المؤسسات والمواطنين؛ وبالتالي تعتبر وسائل الإعلام وسيلة لرفع أصوات من لا صوت لهم.

# الإعلام العربي: الواقع، الآمال و التحديات👇👇

——————————————————-

اعلاميون وباحثون عرب يؤكدون على ضرورة ان يبتعد الاعلام العربي عن اداء الادوار المشبوهة اصطفافا وتبعية ، وان يجعل انشغالاتالمواطن العربي في الواجهة . وشددوا  على ضرورة ان يبتعد الاعلام العربي عن اداء الادوار المشبوهة اصطفافا وتبعية ، وان يجعلانشغالات المواطن العربي في الواجهة . وان الاعلام العربي حاد عن دوره الاساسي لحساب خدمة اجندات معينة ، فاصبح وسيلة توظففي الصراعات وليس لمجرد نقل الخبر اذ تحولت الكثير من الفضائيات العربية الى منابر تبادل الشتائم والاتهامات بين الدول العربية للاسفمما جعل المواطن العربي مغيبا ولا يحتكم الى المعلومة الصحيحة امام تدفق هذا السيل الهائل من المادة الاعلامية الموجهة .

من جهة اخرى  أكد الاعلاميون ان الاعلام العربي  يمر بمرحلة خطيرة جدا عبر ضخ امور دخيلة على الوطن العربي من خلال وسائل الاعلاموفي الواجهة للاسف فضائيات تعبر عن حال الانقسام السياسي والخلافات البينية الحاصلة اصلا . ليشددوا على ضرورة ان يعرف القائمبالعملية الاعلامية خصائص الجمهور الذي يتوجه اليه معرفة دقيقة ، فجمهور امس ليس جمهور اليوم ، وامام التطور التكنولوجي الذينشهده الان والذي افرز لنا صحافة المواطن ، وانه لا يجب الاستهانة بخصوصية الجمهور لانه الحلقة الاهم في العملية الاعلامية ، وان ماتبثه الكثير من الفضائيات العربية من ينمي الذوق الهابط في اطار غزو ثقافي غريب يترجم حربا ممنهجة على العالم العربي والاسلامي .

وانه في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة وامام ادارة الكثير من وسائل الاعلام من قبل الدخلاء ،فقد غاب دور الصحفي الاعلامي الذييبحث عن الرسالة الاعلامية التي تهم المواطن ،وهو ما يترجم غياب خطة اعلامية عربية واضحة المعالم . وان اغلب وسائل الاعلام العربيةتتارجح بين التحامل والتغليط في كثير من الاحيان ، غاب فيها دور الصحافة الاستقصائية خصوصا في ما يتعلق برصد السياساتالحكومية ورصدها كسلطة رابعة .  كما خلصوا الى ان استفادة الاعلام العربي من التطور التكتنولوجي لم يكن في الاتجاه الصحيح ،مشيرين  الى غياب سياسة اعلامية عربية مشتركة فعالة وهذا يرجع الى الاختلافات في المصالح .  وهذا  بدوره  اوجد  فجوة بين الاعلامالعربي والشارع العربي

#اشكاليات الاعلام العربي والثقافة 👇👇👇👇

من أهم وأخطر الجهات التى تكون فكر ومشاعر والتزامات الشباب العربى، إيجابا وسلبا، بناء وهدما، هى منظومة الإعلام العربى، بكلأشكالها ومختلف أنواع وسائلها. وبعد أن تخلخلت تركيبة الأسرة العربية وضعفت، وبعد تراجع أدوار وفعالية المؤسسات التعليمية العربية،انتقلت مسئولية رعاية الثقافة العربية، فكرا وممارسة وقيما وسلوكا وتناغما مع كل مكونات التنمية العربية الإنسانية الشاملة.. انتقلت تدريجياوصعودا إلى المنظومة الإعلامية العربية تلك. وشيئا فشيئا ستنتقل إلى حضن المنظومة الإعلامية العولمية أو الأجنبية، الفائقة فى إمكانياتهاالتأثيرية وفى تمويلها المالى الكبير.

وإذن فما عادت مسئولية المنظومة الإعلامية مقتصرة على مسئولياتها السابقة من نقل الخبر والتسلية والتعليقات الآنية العابرة وخدمة نظامالحكم فى كثير من الأحيان، وإنما أصبحت أشمل وأعقد وأكثر فاعلية فى أعماق المجتمع والإنسان. ولأنها كذلك أصبح لزاما دراستها لمعرفةطبيعتها الجديدة المتقلبة ولفهم منهجيات عملها.

والسبب والهدف؟ أنها توعية الشباب بتأثيراتها السلبية الكثيرة من جهة وتوجيههم نحو الاستفادة من إمكانياتها الإيجابية الهائلة من جهةأخرى.

#أسباب غياب القدس في الاعلام العربي:

 

1-    عدم وجود التخطيط الصحيح:

إن تحديد الأهداف خطوة ضرورية في نجاح أي عمل أو مشروع، لذلك يجب وضع أهدف واضحة وخطط ممنهجةومتسلسلة لوسائل الإعلام العربية، الحكومية منها والخاصة، ويجب كذلك، أن تتم متابعة الالتزام بتحقيق هذه الأهدافوالخطط والعمل على تطويرها باستمرار. وكي نتمكن من إنجاز ذلك فعلاً، وكي تكون القدس على رأس أولويات الأنشطةوالبرامج المختلفة، إخبارية وثقافية وحتى ترفيهية، حيث إن القدس مدينة سياحية عالمية، فإن ذلك يقتضي إنشاء بنكللمعومات تحشد فيه كل المعارف المتصلة بالقدس، مما يمكن أن نطلق عليه إسمموسوعة القدسأو بنك معلوماتالقدس، كما نقترح تخصيص جوائز لأبحاث موجهة تدور حول القدس، أومقاعد وبعثات دراسية للغرض نفسه.

2-    الاهتمام بتبعات الأمور:

أصبح العالم العربي بشعوبه وحكوماته يهتم باثار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم نسيان أوتناسي القضية الجوهرية واحتلال الأرض الفلسطينية وتهويد القدس الشريف، حيث أصبح الشغل الشاغل للأنظمةالعربية وشعوبها إرسال القوافل الغذائية والمساعدات الإنسانية وجمع التبرعات لإعادة إعمار المدن والقرى، دون الالتفاتلوضع هدف بتحرير الأرض وإعادة الاجئين إلى بيوتهم ومنازلهم، ومن هذه السياسة المتبعة أصبح الإعلام العربي منمسموع ومرئي ومكتوب بوقاً لنقل ونشر أخبار المساعدات والقوافل بأخبار سريعة لا تتعدى دقائق معدودة.

3-     تأثير الآلة الإعلامية المعادية:

 إن المتابع للنشاط الصهيوني التهويدي في القدس، يلاحظ أنه قبل الإقدام على أي عمل كبير، مثل هدم حي سكني،يعمد العدو إلى القيام بفعل ما، كعملية اقتحام لإحدى المدن مثلا، ليشغل العالم ـ المشغول أصلا ـ عن الجريمة التي يقومبها. وهذا يستدعي أن يكون لمؤسساتنا الإعلامية عيوناً خلف رأسها أيضاً، لترى ما يجري أمامها وخلفها كذلك، وتعطيكل حدث حقه من التغطية دون أن يطغى أحدها على الآخر.

4-    الانقسام الفلسطيني والتعصب الحزبي:

للانقسام الداخلي الفلسطيني، والتعصب الحزبي الذي يعصف مؤخراً بالشعب الفلسطيني، وما يرافقه من مؤتمراتونقاشات وخلافات، وما لها من أثر في كل تفصيل في حياة الفلسطيني، ليصبح الإنقسام وأخباره، وتصريحات قادةحزب هذا وحزب ذاك، وجبات دسمة لوسائل الإعلام، تأخد من حيزها على حساب القضية وأصحاب القضية، وبالتاليتأخذ اخبار الاحزاب من حصة القدس وتهويدها، وهو ما يخدم بالنهاية دولة الاحتلال حيث قدمنا للعالم ما يلهيهمويبعدهم عن القدس وما يجري فيها من تهويد وتهجير واحتلال.

القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية

 هناك العديد من المصطلحات والعبارات التي يتم استخدامها في إعلامنا المحلي والعربي وانعكس على الاعلام العالميأيضاً، ما كان له أثر سلبي على القضية الفلسطينية وقضية القدس، ومنها:

1.   القدس الغربية والقدس الشرقية

عمل الاعلام المحلي والعربي بقصد أو دون قصد على ترسيخ الأداء اليهودي بأحقيتهم في القدس، وذلك من خلالالإنجرار إلى الترجمة الحرفية لإعلام العدو الإسرائيلي، فترى نشرات الأخبار والمقالات والتقارير تعج بالعديد منالمصطلحات الخاطئة، كالقدس الشرقية، والقدس الغربية، وأراضي عرب إسرائيل، فالموافقة على تقسيم القدس إلىشطرين شرقي وغربي نقر ولو بطريقة غير مباشرة بأن لليهود حق في مدينة القدس مثلهم مثل العرب الفلسطينيينأصحاب الأرض على حد سواء، وعند استخدام مصطلحعرب إسرائيلنقر أيضاً أن العرب أقلية في دولة يهوديةوهو ما يعتبر خطئ قاتل يجب على إعلامنا العربي مراعاته وتصحيحه.

 2- فصل القدس عن الضفة الغربية إعلامياً:

من المحاولات الصهيونية لترسيخ وضع خاص بالقدس يختلف عن باقي الأراضي التي احتلت معها في العام 67، ذلكالأسلوب في الحديث عنها، والذي يقوم على الفصل بين القدس والضفة، علماً بأن القدس جزء لا يتجزأ من الضفة، أوالفصل بين القدس والأراضي المحتلة عام 67، رغم أن القدس احتلت معها في العام ذاته. وهذه المصطلحات تنطوي علىتضليل إعلامي ومعرفي خطير. فالضفة لغوياً وجغرافياً تنطوي على القدس، وفصل القدس عنها يصب في فكرة تدويلالقدس وفقاً لبعض قرارات الأمم المتحدة، أو توطئة لتقسيمها وفقاً لرؤية المحتل.

3.  تهويد حارات القدس وأحيائها ومعالمها:

حيث يتم استخدام مصطلححي اليهود، والصحيححي أو حارة الشرف وحي المغاربة، حيث كان أول عمل قام بهاليهود بعد احتلالهم بقية مدينة القدس سنة 1387هـ ( 1967 م) هو الاستيلاء على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة،وتم تسويتها بالأرض بعد أربعة أيام من احتلال القدس، وبذلك دفنت جرافات اليهود تاريخ حارة وقفية إسلامية. وحارةالشرف حي كان يقطنه المسلمون في البلدة القديمة في مدينة القدس، ويقع بجوار حارة المغاربة حيث قام اليهود، بطردأهلها عند احتلالها سنة1967 م، وأسكنوا فيها اليهود، وأدخلوها ضمن ما أسموها حارتهم، حارة اليهود !!

وأيضا استخدام مصطلححائط المبكىوالصحيححائط البراق، وهو الحائط الذي يقع في الجزء الغربي من جدارالمسجد الأقصى المبارك، ويُطْلِقُ عليه اليهود اسمحائط المبكىحيث زعموا أنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم، وتأخذطقوسهم وصلواتهم عنده طابع العويل والنواح على الأمجاد المزعومة. وكان تجمع اليهود حتى عام 1519م قريبا منالسور الشرقي للمسجد الأقصى قرب باب الرحمة، ثم تحولوا إلى السور الغربي، والثابت شرعا وقانونا أنحائطالبراقجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المباركوهناك الكثير من المصطلحات التهويد التي ادخلها كيان الاحتلال الىمدينة القدس العربية لتهويدها واحتلالها.

وبالرجوع الى دراسة حول التغطية الاعلامية الالكترونيةالانترنتلمدينة القدس المحتلة، بعنوانحضور مدينةالقدس في الاعلام على شبكة الانترنتمن اعداد الباحثمحمد خليل الرفاعي، تبين ان عاصمة المملكة العربيةالسعودية  الرياض تأتي في المرتبة الأولى بنسبة 14,53%، تليها الكويت بنسبة 13,82%، ثم عمان بنسبة 9,35%، ثمالجزائر بنسبة 8,48%، ثم القاهرة بنسبة 8,13%، ثم القدس بنسبة 7,26%، من مجموع الحضور الإعلامي لمجملالعواصم العربية، ثم تتالى العواصم العربية الأخرى. وتبين نتائج البحث باللغة الإنكليزية باستخدام محرك البحثنفسه أن العواصم العربية تترتب على النحو الآتي: تحتل الكويت المرتبة الأولى بنسبة 20,13%، ثم تونس بنسبة17,87%، تليها الجزائر بنسبة 16,87%، ثم القدس بنسبة 9,62%، من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصمالعربية. وتترتب العواصم العربية فيما يخصُّ مجموع نتائج البحث باللغتين العربية والإنكليزية على النحو الآتي: تحتل الكويت المرتبة الأولى بنسبة 19,54% تليهما تونس بنسبة 16,77%، تليها الجزائر بنسبة 16,08%، ثم القدسبنسبة 9,40% من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية. فمما سبق نجد أن القدس تحتل المرتبة السادسةفي نتائج البحث باللغة العربية والمرتبة الرابعة في نتائج البحث باللغة الإنكليزية، والمرتبة الرابعة في مجموع نتائجالبحث باللغتين العربية والإنكليزية، من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية، وبالنظر إلى العواصمالتي تتقدم على القدس ولاسيما باللغة الإنكليزية ومجموع نتائج البحث باللغتين نجدها الكويت وتونس والجزائر وهيعواصم تحمل أسماء دولها، وباستبعاد هذه العواصم نجد القدس تحتل المرتبة الرابعة بعد الرياض وعمان والقاهرة فينتائج البحث باللغة العربية، والمرتبة الأولى في نتائج البحث باللغة الإنكليزية، ومجموع نتائج البحث باللغتين العربيةوالإنكليزية.  

وفي النظر للنتائج السابق يتبادر للذهن السؤال التالي،أليس القدس العاصمة العربية المحتلة؟، والقدس مهد الدياناتالسماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية؟، القدس المدينة العربية الوحيدة التي تتعرض كل يوم للهدم والتهجيروالتهويد؟، القدس المدينة العربية الوحيدة التي يهجر سكانها كل يوم ويوطن مكانهم يهود متطرفين  من شتى بقاعالعالم؟، القدس هي مسرى محمد عليه السلام وقيامة عيسى عليه السلام؟ والقدس؟؟؟؟؟؟

وبعد جملة هذه التساؤولات والحقائق نرى القدس بعد غيرها من الدول في الحضور الاعلامي على أبرز وسيلة اعلاميةالا وهيالانترنتعلى الرغم من اهمية ما يجري فيها. ومن هنا نحاول ايجاد جواب لهذه التساؤولات بالنقاط التالية:

1-    تبعية الاعلام العربي للاعلام الغربي.

2-  تبعية الاعلام الغربي للسياسة الاسرائيلية والتي تعمل على تهميش قضية القدس في سباق للزمن لتحقيق اهدافهاعلى ارض الواقع.

3-    عدم وضع القدس كقضية رئيسية وأولوية بالنسبة للنظم العربية والاسلامية والمؤسسات الاعلامية.

4-  عدم ادراك المؤسسات الاعلامية المحلية والعربية لدور الاعلام في القية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكلخاص.

وبسبب القصور الاعلامي في تغطية ما يجري في المدينة المقدسة  طالب مدير المركز الإعلامي الحكومي الفلسطينيغسان الخطيب الدول الاسلامية بإعطاء مساحة أكبر في وسائل الإعلام من أجل متابعة ملف مدينة القدس المحتلة وماتتعرض لها من انتهاكات إسرائيلية. حيث شدد خلال مشاركته في المؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام المنعقد في دورتهالتاسعة في مدينة ليبروفيل بجمهورية الغابون على ضرورة توفير الدعم اللازم لأهل المدينة المقدسة لتمكينهم منالصمود في وجهة الاعتداءات الإسرائيلية. مؤكداًإن إعطاء الدول الإسلامية المزيد من المساحة لتغطية شؤون مدينةالقدس وما تتعرض له من عدوان اسرائيلي في وسائل إعلامها المختلفة، سيؤدي إلى مزيد من التفاعل والتضامن الدوليالذي يخلق ضغطا على حكومة إسرائيل من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد أرض القدس وسكانها المخالفة للقانونالدولي“.

 

ومن أجل ابراز قضية القدس بشكل صحيح في الاعلام العربي نوصي بـ :

 

1-                توحيد المصطلحات الإعلامية وتعميمها. حيث يتم استخدام المصطلحات الصحيحة في اماكنها الصحيحة.

2-                الاعتماد على متخصصين في صياغة المصطلحات أو ترجمتها.

3-                السعي نحو إنتاج الأخبار وتصديرها بدل الاقتصار على استيرادها.

4-                تخصيص زاوية يومية للحديث عن القدس وأخبارها.

5-                وضع خطة إعلامية متحركة تتابع المستجدات على ساحة المدينة المقدسة.

6-                رصد دعم مالي كبير للتعريف بقضية القدس وما يجري فيها من تهويد من خلال انتاج الافلام الوثائقيةوالتقارير المصورة والقصص الانسانية.

7-                اعتماد منهج دراسي حول القدس يدرس في البلاد العربية لخلق جيل واعي بقضيته.

8-              جعل القدس قضية أساسية جوهرية للعالم العربي والإسلامي.

عربي لا يعلم عن القدس إلا اسمها؟.

فلماذا غابت القدس عن الساحة الإعلامية؟ هل كان ذلك بسبب عدم وجود أخبار وأحداث تستحق أن تذكر؟ أم بسبب بعدها الجغرافيواحتجابها بحيث لم يعد أمرها يعنينا كثيراً؟ أم بسبب وجود قضايا أكثر أهمية منها! ولاسيما الإقليمية، وقضايا التنمية المستدامة وأسواقالمال، والمباريات والمسابقات، كأنهم لا يدركون دور القضية الفلسطينية، والقدس جزء منها، في تشكيل الخارطة الوجودية للمنطقة بأسرها منحيث السياسة والاقتصاد والأمن والاستقرار، وغير ذلك مما يخطر ببالهم أو يعزب عنه!. في القدس تجري كل يوم أحداث مهمة كثيرة، ويكفيما يتعرض له سكانها من تهجير وهدم لبيوتهم، حيث أصبح الاحتلال يسلم إخطارات بالهدم لأحياء كاملة بدلاً من أن يهدم بيتاً هنا وآخرهناك. والقدس ليست بعيدة عنا، إلا إذا كان ما قاله إميل حبيبي صحيحاً من أنالقمر أصبح أقرب إلينا من تينتنا القمراء“. ولندن أقربإلينا من القدس. فليس هناك ما هو أهم من العاصمة الدينية والسياسية التي تهود صباح مساء دون أن يحرك العرب ساكناً. إن الجريمةالتي ارتكبت بحق فلسطين وشعبها، وبحق المدينة المقدسة لجديرة بأن تظل فعالة تحرك النظام والمواطن على حد سواء، وتستصرخ الأمةصباح مساء حتى يتم تحريرهما، فإذا بدر ما يسترعي الانتباه ويستوجب الاهتمام أعطي حقه، ولكن ليس على حساب القضية.

أسباب غياب القدس في الاعلام العربي:

1. عدم وجود التخطيط الصحيح

إن تحديد الأهداف خطوة ضرورية في نجاح أي عمل أو مشروع، لذلك يجب وضع أهدف واضحة وخطط ممنهجة ومتسلسلة لوسائل الإعلامالعربية، الحكومية منها والخاصة، ويجب كذلك، أن تتم متابعة الالتزام بتحقيق هذه الأهداف والخطط والعمل على تطويرها باستمرار. وكينتمكن من إنجاز ذلك فعلاً، وكي تكون القدس على رأس أولويات الأنشطة والبرامج المختلفة، إخبارية وثقافية وحتى ترفيهية، حيث إن القدسمدينة سياحية عالمية، فإن ذلك يقتضي إنشاء بنك للمعومات تحشد فيه كل المعارف المتصلة بالقدس، مما يمكن أن نطلق عليه إسمموسوعةالقدسأو بنك معلومات القدس، كما نقترح تخصيص جوائز لأبحاث موجهة تدور حول القدس، أومقاعد وبعثات دراسية للغرض نفسه.

2. الاهتمام بتبعات الأمور

أصبح العالم العربي بشعوبه وحكوماته يهتم باثار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم نسيان أو تناسي القضيةالجوهرية واحتلال الأرض الفلسطينية وتهويد القدس الشريف، حيث أصبح الشغل الشاغل للأنظمة العربية وشعوبها إرسال القوافل الغذائيةوالمساعدات الإنسانية وجمع التبرعات لإعادة إعمار المدن والقرى، دون الالتفات لوضع هدف بتحرير الأرض وإعادة الاجئين إلى بيوتهمومنازلهم، ومن هذه السياسة المتبعة أصبح الإعلام العربي من مسموع ومرئي ومكتوب بوقاً لنقل ونشر أخبار المساعدات والقوافل بأخبارسريعة لا تتعدى دقائق معدودة.

3. تأثير الآلة الإعلامية المعادية

إن المتابع للنشاط الصهيوني التهويدي في القدس، يلاحظ أنه قبل الإقدام على أي عمل كبير، مثل هدم حي سكني، تعمد اسرائيل إلىالقيام بفعل ما، كعملية اقتحام لإحدى المدن مثلا، ليشغل العالم ـ المشغول أصلا ـ عن الجريمة التي يقوم بها. وهذا يستدعي أن يكونلمؤسساتنا الإعلامية عيوناً خلف رأسها أيضاً، لترى ما يجري أمامها وخلفها كذلك، وتعطي كل حدث حقه من التغطية دون أن يطغى أحدهاعلى الآخر.

4. الانقسام الفلسطيني والتعصب الحزبي

للانقسام الداخلي الفلسطيني، والتعصب الحزبي الذي يعصف مؤخراً بالشعب الفلسطيني، وما يرافقه من مؤتمرات ونقاشات وخلافات، ومالها من أثر في كل تفصيل في حياة الفلسطيني، ليصبح الإنقسام وأخباره، وتصريحات قادة حزب هذا وحزب ذاك، وجبات دسمة لوسائلالإعلام، تأخد من حيزها على حساب القضية وأصحاب القضية، وبالتالي تأخذ اخبار الاحزاب من حصة القدس وتهويدها، وهو ما يخدمبالنهاية دولة الاحتلال حيث قدمنا للعالم ما يلهيهم ويبعدهم عن القدس وما يجري فيها من تهويد وتهجير واحتلال.

المصادر مراجع مختلفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق