مقالات

الثقافة والإقتصاد ودورهما التنموي للمساهمة في بناء الإنسان والتطلع إلى مستقبل مشرق””

بقلم : مضاوي العتيبي / جدة

في ظل اقتصاديات المعرفة، والتي تعتبر من أهم مظاهر التنمية الإقتصادية الحديثة، أصبحت الإمكانات القائمة على المعرفة هي مفتاح تحقيق الميزة التنافسية؛ وعلى المستوى المؤسسي، فإن المعرفة تجعل من الموارد البشرية وما تمتلكها من معرفة وقدرات إبتكارية هي المحور الرئيسي للإمكانات الإستراتيجية لأي إقتصاد حديث؛ وبالتالي، فإن الإقتصادات التي تتمكن من إجتذاب، وإدارة، والحفاظ على الموارد البشرية التي تتمتع بالمعرفة هي الأكثر قدرة على تحقيق المزايا التنافسية والنتائج الإيجابية.

وترجع أهمية البعد الثقافي للأمم في كونها تساعد الفرد علىمعرفة حقوقه وواجباته وكيفية الإلتزام بها وتطبيقها بما يتماشى مع المجتمع الذي يعيش فيه ومن خلالها يكون الشخص الشخصية والعقلية المناسبة لتحقيق أهدافه والدفاع عن إنسانيته ويرجع السبب في فشل وتخلف أغلب دول العالم الثالث هو عدم الإهتمام بزيادة المعرفة والثقافة والإتجاه نحو تقليد المجتمعات الغربية والتي تؤثر سلباً على حياته ومجتمعه لإختلاف الظروف البيئية والحياتية لكلاًمن المجتمعين.

فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على تنمية الإنسان كمورد من موارد التنمية المجتمعية، ولعل أهمها العوامل الجينية، والعوامل الثقافية، والأعراف الإجتماعية، والثقافة، والمؤسسات الموجودة في المجتمع (مثل المؤسسات القانونية)، والدين؛ وتؤدي جميع هذه العوامل إلى إحداث النمو الإقتصادي وتنمية الإنسان؛ لذلك، فإنه من الضروري الإهتمام بدور هذه العوامل في سبيل تحقيق التنمية المنشودة في العنصر البشري في المجتمع.

ولا يمكن إغفال دور الثقافة في تحقيق النمو الإقتصادي في المجتمع؛ وتشبه العلاقة بين الثقافة والتنمية الإقتصادية العلاقة بين جذر شجرة وأكبر فروعها؛ ووفقاً لنظرية النمط الثقافي، فإن من أهم مكونات الثقافة الأعراف والمعايير السلوكية، وذلك إلى جانب الفكر الذي يبرر الامتثال لهذه الأعراف والمعايير السلوكية؛ وبالتالي، فإن ذلك يعني بأن الأنماط السلوكية تكون معممة في المجتمع؛ ويؤدي هذا التعميم إلى التأثير على جميع الأنشطة الفردية والمؤسسية في المجتمع، بما في ذلك أنشطة التنمية الإقتصادية.

وبالتالي، فإن الإقتصاد والثقافة يلعبان دوراً هاماً في إحداث التنمية الشاملة في المجتمع؛ ولعل أهم مكونات المجتمع وأكثرها تأثراً تنموياً بهذين العاملين هو الإنسان، حيث أنهما يؤثران على سلوكياته في مختلف نواحي حياته، مما يساهم في بناء إنسان فعال ومنتج ويجعله مؤهلاً للتطلع إلى مستقبل مشرق. وتؤثر الثقافة والإقتصاد في تنمية الإنسان من خلال تداخل العديد من العلاقات، من أهمها العلاقة بين الثقافة والتنمية الإقتصادية، والعلاقة بين التنمية الإقتصادية ونشر المعرفة، مما يجعل من الثقافة والإقتصاد من أهم العوامل تأثيراً في نمو المجتمعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق