مقالات

د.عيسى: لا يمكن احداث تحول ديمقراطي في مجتمعنا في ظل غياب فكر سياسي إيجابي

قال الدكتور حنا عيسى، الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدسوالمقدسات، “إن هناك معوقات تحول دون التحول الديمقراطي في فلسطين،أهمها عشائرية المجتمع الفلسطيني، وعدم وجود مشروع وطني حقيقي يمكنأن يمهد لنواة مجتمع مدني، وصعود التيار الديني على حساب تراجع اليسار،وعدم حصول أي تحول في بنية الأسرة، وخاصة في مسائل متعلقة بالمرأةوالطفل والحقوق والواجبات، علاوة على دور الاحتلال بهدم البنية الاجتماعية“.

وأكد أنه لا يمكن إحداث تحول ديمقراطي أو تنمية سياسية في ظل غياب فكرسياسي إيجابي قادر على بناء نظام ديمقراطي، بحيث أن الفكر السياسي يقوم على قيم واتجاهات وقناعات طويلة الأمد بخصوص الظواهر السياسية التي تحدد الإطار الذي يحدث التصرف السياسي في نطاقه.

وأوضح، “المجتمع الفلسطيني يتغلله أحزاب شعبوية ودينية لا تقوم علىمنهج فكري، بل منهج سلطوي، والتي تعتبر المجتمع المدني أشد أعدائها، وكلهذه الاحزاب هي رجعية واقطاعية، وبحاجة لحركة تحرر منها قبل الوصولللتحرر من الاحتلال“.

ولفت، “بعد توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993م، بدأ المجتمع الفلسطينيتوجهاً للانفتاح على العالم بعد حالة من الانغلاق دامت أكثر من أربعين عاماً،بفعل ظروف الاحتلال القاهرة للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس“.

ونوه عيسى، “مع توقيع الاتفاق السلمي تم إنشاء العديد من المؤسساتالاقتصادية والاجتماعية والثقافية كبنية تحتية لهذا المجتمع إلى جانب المؤسسةالسياسية الكبرى المتمثلة بالسلطة الفلسطينية، إلى جانب العديد منالمؤسسات والجمعيات والأندية التي قامت بناء على دعم أوروبي وأمريكي، ومندول أخرى مثل اليابان والصين وغيرها، مما فتح الجدل الواسع حول إمكانيةتحول المجتمع الفلسطيني من حالة الانغلاق التام إلى (تحول ديمقراطي) نحوالمجتمع المدني“.

وأشار، “المراحل الرئيسة للفكر السياسي تتمثل بعدة مراحل، هي المرحلة الأولىوالتي تعد مرحلة الفكر السياسي القديم الذي قدمته لنا الحضارة اليونانيةوالحضارة الرومانية وكذلك الحضارة الصينية القديمة، بحيث تركز الفكر فيهذه المرحلة على تحديد طبيعة العلاقات بين المواطنين والدولة، وضرورة وجودقيم وأخلاقيات للحكم في المجتمعات.

وتابع، “المرحلة الثانية هي مرحلة العصور الوسطى التي ساد فيها الفكرالسياسي المسيحي والإسلامي، وركزت على البحث في العلاقة بين الدينوالدولة، وكيفية تنظيمها، أما المرحلة الثالثة هي مرحلة عصر النهضة فيأوروبا، والتي تبدأ من العام 1453، وشهدت المرحلة نفسها قيام الثورة الصناعية،وظهور الدول القومية، وركز الفكر السياسي في هذه المرحلة على كيفية البحثفي الشكل الأفضل والأنسب للحكم“.

واستطرد، “المرحلة الممتدة من مطلع القرن العشرين وحتى يومنا المعاصر تعتبر المرحلة الرابعة، وما ميزها ظهور الثورة العلمية والتكنولوجية والاتصالية فيالعالم بالشكل الذي نعرفه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق