فلسطين تراث وحضاره
من هم البهائيون في فلسطين ؟ (أ.د. حنا عيسى)
(البهائية كلمة مستمدة من لفظ البهاء بالعربية ، و تعني “ المجد “ أو “ الروعة“)
(البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية والتي تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية للجنس البشري، وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكل أساس تعاليم هذه الديانة: وحدانية الله، حدة الدين ووحدة الإنسانية)
(الدين البهائي، هو دين عالمي مستقل ينسبه البعض للإسلام رغم إصرار أتباعه على أنه دين سماوي مستقل له رسوله ومبادئه وأحكامه و هيئاته الإدارية المستقلة استقلالا تاما عن الإسلام أسسه الميرزا حسين علي النوري الملقب بهاء الله في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. والدين البهائي معترف به رسميا في العديد من دول العالم وينتشر في أكثر من 235 بلد ودولة، وله تمثيل غير حكومي في منظمة الأمم المتحدة منذ بداية نشأتها وكذلك في الأوساط العلمية والدينية والاقتصادية في العالم)
البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية، أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر، ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر، واليوم يوجد حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للبهائية، يتوزعون في معظم دول العالم بنسب متفاوتة، وهي حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.ويرتبط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844
1260 هـ، ويؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات الكبرى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها الإسلام والزردشتيةواليهودية والمسيحية، ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لهداية البشر أينما كانوا عبر العصور.
يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة “بهاء الله”سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه، وكان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م. وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية “بهاء الله”، دفنت رفاة “حضرة الباب” الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرملفي مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين.
ويعتبر البهائيون مدينة عكا المركز الروحي لهم، حيث تم تأسيس بيت العدل في إسرائيل تذهب إليه أموالهم.
شرائع وأفكار البهائية:
الصلاة ثلاث مرات : صبحا وظهرا ومساء ، في كل مرة ثلاث ركعات ، وأبطل الصلاة في جماعة إلا في الصلاة على الميت.
قصر الوضوء على غسل الوجه واليدين وتلاوة دعاءين قصيرين.
حدد شهر الصوم بتسعة عشر يوما من كل عام الذي هو عنده تسعة عشر شهرا. ويكون الصوم في شهر “العلاء” (21:2 مارس) وهذا الشهر هو آخر الشهور البهائية.
جعل الحج إلى مقامه في “عكا” وهو واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمن معين أو كيفية محددة لأدائه.
البهائية لا يؤمنون بالجنة ولا بالنار.
كما غيّر في أحكام الزواج والمواريث وبدل في أحكام العقوبات، وفرض نوعا من الضرائب على أتباعه لتنظيم شئونهم تقدر بنسبة (19%) من رأس المال وتدفع مرة واحدة فقط.
كان من تعاليم “البهاء” إسقاط تشريع الجهاد وتحريم الحرب تحريما تاما، ومصادرة الحريات إلا حرية الاستماع إلى تعاليم البهاء، وإلغاء فكرة الأوطان تحت دعوى فكرة الوطن العام، والدعوة إلى وحدة اللغة التي لم تكن إلا وسيلة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية حتى تنقطع عن كتابها وتاريخها.
ترك البهاء عدة كتب منها “الإيقان” و”مجموعة اللوائح المباركة” و”الأقدس” وهو أخطر كتب البهاء حيث ادعى أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن.
يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء.
يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوما.
يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول .
يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم.
ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار.
يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال .
يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام .
أماكن الأنتشار
تقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي، وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960 م، وكما إن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989 م، وجوها نسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفلى الملى بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب، وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس انجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية، ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو ولهم ممثل في مقر المم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكوسكو وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة وفي اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية.