تابع السلسلة العنبرية في المعاني الذهبية
(4)الكرم والمعروف (الجود والسخاءوالإيثار) ومضاداتها (البخل والشح والتقتير)
فى الحديث النبوى :” من فتح عليه باب من الخير فلينتهزه فانه لا يدري متي يغلق عليه ”
حكي أن هشام بن عبد الملك لما احتضر رأى أهله يبكون عليه فقال لهم جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم له بالبكاء وترك ما كسب وتركتم عليه ما اكتسب يا سوء حال هشام ان لم يغفر الله له .
وقيل : تمتع بمالك قبل الممات والا فلا مال ان أنت متا
شقيت به ثم خلفته لغيرك سحقا وبعدا ومقتا
وقيل : إنما مالك لك أو لحاجة أو للورثة فلا تكن أعجز الثلاثة
وقيل : اذا المرء لم يعتق من المال نفسه تملكه المال الذى هو مالكه
ألا إنما المال الذى أنا منفق وليس لي المال الذى أنا تاركه
أعطى النبي محمد صلي الله عليه وسلم لاعرابي غنم مابين جبلين فانطلق الى قومه قائلا أسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر .
قيل : من أراد الجمال والفقه والسخاء فليأت دار ابن عباس فالجمال للفضل والفقه لعبد الله والسخاء لعبيد الله .
مراتب العطاء ثلاثة : السخاء والجود والإيثار
السخاء :إعطاء الأقل وإمساك الأكثر
الجود : إعطاء الأكثر وإمساك الأقل
الإيثار : إعطاء الكل من غير إمساك لشىء
ولكل وجهته في الثلاثة فمن الصحابة من كان سخيا وهنا معظمهم , والأقل منهم كان جوادا والأقل الأقل كان مؤثرا .
فمن الصحابة أصحاب الجود :عبد الرحمن بن عوف وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
والجود ليس لدفع الأعداء أو إصابة الجزاء
وقال عبدالله بن جعفر : أمطر معروفك فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا , وإن أصاب اللئام كنت له أهلا قال تعالى ” وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خيرالرازقين ”
وقيل : جود الرجل يحببه الى أضاده , وبخله يبغضه الى أولاده
وكان عمر بن الخطاب اذا أعجبه شيء يملكه أنفق منه وكان يتصدق بالسكر لأنه كان يحبه وقال فى ذلك لما سئل قوله تعالي :” لن تنالوا البر حت تنفقوا مما تحبون ”
واشترى عثمان بن عفان بئر رومية ووهبها للمسلمين وجهز جيش العسرة
وأصحاب الإيثار كأبي بكر الصديق والأنصار فى المدينة عندما هاجر اليهم مهاجرى مكة فآثروهم على أنفسهم فى المال والديار وحتى التنازل عن بعض الزوجات إن أراد المهاجرين . قال تعالى ” ويؤثرةن على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة , ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ”
واذا الكريم مضي وولي عمره كفل الثناء له بعمر ثان
قال الحجاج الثقفي فى بعض خطبه : لا يملن أحدكم المعروف فإن صاحبه يعوض خيرا منه إما شكرا فى الدنيا وإما ثوابا فى الآخرة
وقيل : المعروف كنز لا تأكله النار , وثوب لا يدنسه العار
وأحسن شيء فى الوري وجه محسن وأيمن كف فيهم كف منعم
وقيل : أحسن الناس عيشا من حسن عيش غيره فى عيشه .
ومن المعروف والكرم بسط الوجه وبذل القري للأضياف .
أضاحك ضيفي قبل انزال رحله ويخصب عندى والزمان جديب
وما الخصب للأضياف أن تكثر القري ولكنما وجه الكريم خصيب
أقول للأهل والقربي وقد حضروا قفوا قليلا فان الضيف قد قدما
قال علي بن أبي طالب : إن للنعمة أجنحة فان أمسكت بالإحسان قرت وإلا فرت
قال مأمون لأن أخطيء معطيا أحسن لى من أن أصيب مانعا .
الشاعر وحيد راغب