مقالات

ثلاث محاور قد توصلنا الى الاستقلال . بقلم : الكاتبة تمارا حداد

صحيح ان الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي وكل موارده تحت سيطرته ، ولكن بإمكان الشعب الفلسطيني ان يتحرر اذا اتبع ثلاث محاور توصله من مرحلة العاطفة والشعار الى مرحلة التطبيق الفعلي والتحرر الحقيقي . اولى تلك المحاور هو محور الاقتصاد ، ففي الآونة الاخيرة يشهد الاقتصاد الفلسطيني تراجعا ملحوظا نتيجة وجود الاحتلال الاسرائيلي ، وافتقار الشعب الفلسطيني الى موارد يستغلها لصالحه الانتاجي . يستطيع الشعب الفلسطيني ان يحول اقتصاده الهش الى اقتصاد قوي وذلك باستغلال المورد الوحيد الذي بين يديه ألا وهو المورد البشري ، فاستغلال هذا المورد بإستراتيجية بحيث تكون بمثابة الاطار العام للأفكار والمبادرات التي من شانها ستقوم على تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق التوازن بين قطاعاته . فتطوير العقول البشرية هي العملية العالمية لاقتصاديات قوية والسبيل الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة . فوجود خبرات وطاقات بشرية تدعمها الارادة والتصميم سيدفع الاقتصاد الفلسطيني نحو الاستدامة والاهم من ذلك دعمها برؤية وقيادة حكيمة تستغل تلك المهارات وعقول ابناء الشعب الفلسطيني . فتوحيد السياسات الاقتصادية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ووضع خطط تقوم على اشراك كافة الامكانات والطاقات الاقتصادية والبشرية . والذي سيخفف من الجهل والفقر وسيضمن استدامة التوازن بين القطاعات الى الاجيال المقبلة . فاستغلال المورد البشري وبالذات نحن في ظل شح في الموارد الطبيعية يستطيع من خلاله ارساء قواعد اقتصاد قوي ومن ثم يتبعها استثمارات قوية وإنتاج ذاتي يرسي قواعد للدولة الفلسطينية . اما المحور الثاني للتحرر هو العلم بالعلم تنهض الامم وتواجه العقبات والعلم احد اعمدة بناء المجتمعات ويساعد على النهوض في الامم المتأخرة وتقضي على التخلف والرجعية والفقر والجهل والأمية وهو مقوم اساسي للحياة . ولكن صفة العلم الذي يحرر البلاد هو العلم الحديث فالتحول من مرحلة العلم التلقيني الى مرحلة العلم البحثي هنا ستتغير الموازين . وترك العلم التاريخي الذي يتداوله الاجيال الى علم قائم على الابحاث العلمية وخلق روح الابداع والحرية الفكرية واستخدام برامج تشجع العلم الذي يواكب العصر الحديث وان يكون غرض العلم البحثي التحكم بعناصر الطبيعة واستغلالها لصالح الانسان الفلسطيني والاهتمام بالطلاب وإخراج كوارد قادرة على التطور الذي يواكب الامم المتقدمة . اما المحور الثالث للتحرر هو الاهتمام بالمرأة ودرء كافة اشكال التمييز في كافة المجالات ودعم المرأة كونها شريكة الرجل في كل مكان . فحماية المرأة تحتاج الى منظومة جذرية لتطويرها وترجمة ذلك قانونيا وعمليا وعلميا لتثبيت الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة وتعزيز دورها الطليعي وتمكينها بما يلائم من اجل تحقيق حق تقرير المصير وترتيب البيت الفلسطيني . يقولون من فرعنك يا فرعون ان الاحتلال الاسرائيلي تفوق علينا في كافة المجالات بالعلم والاقتصاد والمرأة ، فالكيان الصهيوني عنده حسن التدبير والإبداع الفكري والثقافي . والذي فرعن الكيان الصهيوني هو الشرخ القائم بين فصائل المجتمع الفلسطيني والذي يمثل شرخا فكريا وايدولوجيا وسياسيا وبرنامجيا وهذا ما دمر المجتمع الفلسطيني وابتعد عن التحرر الحقيقي لاستكمال المشروع الوطني . فإيجاد هوية سياسية فلسطينية موحدة لكافة الاطياف والالتفاف حول استراتيجيات لتعزيز موازين القوى على الصعيد الوطني والعربي والدولي . فالهوية الموحدة تحافظ على العمق التاريخي للقضية الفلسطينية وتقف ضد الهجمة الصهيونية التي تسرق الارض والعرض . فتفعيل المؤسسات الفلسطينية بدءا من منظمة التحرير الى اصغر مؤسسة فلسطينية وإصلاحها ودرء الفساد عنها ، وتطوير المناهج والتركيز على البحثية والإبداعية وإتباع منهج موحد مقاوم بدءا من التراث الى الاقتصاد الى المناهج والإبقاء على النجاحات الجماعية حينها ستتحرر البلاد ، والابتعاد عن النجاحات الفردية فهي ليست مقوم حقيقي للنجاح والتحرر الفعلي .
إنهاء الدردشة

مقالات ذات صلة

إغلاق