ثقافه وفكر حر

الشك هو الخطوة الأولى على طريق الفلسفة بقلم:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

 

علمتني الفلسفة أن أفعل دون أوامر ما يفعله الآخرون خوفا من القانون (أرسطو )
من تنقصهم الشجاعة يجدون دائما الفلسفة يفسرون بها ذلك ( البير كامو )

إن تطور الحياة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان العامل الأبرز في ظهور الفلسفة المعاصرة، كما كانت مشكلة الفلسفة في العصور القديمة التي افتقرت إلى المعرفة العلمية تنحصر في الإنسان وما وراء الطبيعة، ثم العلاقة بين الأفكار والدين في العصور الوسطى الأوروبية التي عانت من بطش الكنيسة الكاثوليكية، فإن النهضة الصناعية في أوروبا الغربية والاكتشافات العلمية أدت إلى تطور الأفكار الفلسفية، لتسود النزعات العقلانية والتجريبية.

تاريخ الفلسفة المعاصرة:

جاء أصل لفظة فلسفة من اللغة اليونانية القديمة فيلوسوفيا وهي مقطعين:

• الأول: فيلوس: (صديق أو محب).
• الثاني: سوفيا: (حكمة)، فيكون معناها (محب الحكمة).

وكان يقصد بها الحكمة نفسها، فالرجل إذا وصف بأنه فيلسوف فكأنما وصف بأنه رجل حكيم.

اما في وقتنا الحالي أصبحت تدل على كل الأفكار التي نتجت من خلال إعمال العقل واستخدام المنطق في إيجاد علل وأسباب لكل ما هو موجود، كما يقصد بها أيضا دراسة أساس الوجود، سواء الوجود المادي مثل كل ما يوجد في الطبيعة من حولنا، أو الوجود غير الملموس أو غير المادي مثل اللغة والأفكار والأخلاق وغيرها.
وتعتبر الفلسفة من أقدم العلوم المعروفة، ومنها تفرعت علوم أخرى على مدى السنين مثل الفيزياء والرياضيات والفلك والأحياء وغيرها، وذلك لأن الفلسفة هي عبارة عن بحث وتحليل لحقيقة الأشياء، ومع ذلك يصعب الجزم لعدم وجود توثيق مكتوب لتلك العلوم القديمة، حيث يعتقد البعض بأن أول العلوم كان علم الفلك ومن ثم جاءت بعده الفلسفة ومن ثم انبثقت منها العلوم الأخرى.
الفلسفة المعاصرة:
هي عبارة عن نقد ودراسة للمعرفة العلمية ضمن إطار ما يطلق عليه الدراسة النقدية للعلم أو دراسات الأبستمولوجية، والتي يتوجه اهتمامها مرة أخرى إلى دراسة معنى (الوجود الإنساني) ومعالجة قضاياه الاجتماعية والسياسية.
تجدر الإشارة إلى اهتمام عدد كبير من الفلاسفة في العصر الحديث لنقد العديد من المفاهيم والأفكار الفلسفية الكلاسيكية، وذلك في محاولة منهم لإعادة الاعتبار للجوانب والأمور غير المفكر فيها والمهمشة بطبيعة الحال، متجاوزين بهذا الفلسفة الميتافيزيقية، بالإضافة لهذا فإن عددا كبيرا لا يفرق بين الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة، فالفلسفة الحديثة هي فلسفة القرن الحادي والعشرين، والتي تعتبر من أهم إنجازات القرن الذي سبقه.

أما بخصوص الفلسفة المعاصرة فهي عبارة عن مفاهيم الزمن أو الوقت التي يتم التحدث عنها، على سبيل المثال الفلسفة المعاصرة وهي الفلسفة التي توصلنا لها حتى يومنا هذا.

المذاهب الفلسفية:

ففي القرن العشرين اتسعت آفاق المعرفة بشكل كبير بسبب وسائل الاتصال الحديثة، الأمر الذي أدى إلى نشأة العديد من المذاهب الفلسفية التي تبحث في كيفية تطور الإنسان، واكتشاف ذاته في البيئة التي يعيش فيها أهمها:

• الفلسفة البراغماتية:

وهي مفادها أن صحة الفكرة من خطئها تعتمد على مدى المنفعة التي تؤدي إليها، أو بمعنى آخر أن الأفكار التي تسبب الضرر للإنسان هي أفكار فاسدة يجب تركها. ومن رواد تلك المدرسة وليم جيمس، وجون ديوي.

• الفلسفة الوجودية:
تدور أسئلة تلك الفلسفة وأفكارها حول الإنسان وموقعه من هذا العالم، وقد ظهرت في مرحلة ما بعد الحربين العالميتين اللتين راح ضحيتهما ملايين الأشخاص، في مقابل الصراعات على الأراضي والنفوذ، ومن أهم رواد الفلسفة الوجودية:
جان بول سارتر: الذي رأى أن وجود الإنسان يعتمد على حريته، وأن تلك الحرية تعني اختياره لكل أفعاله دون قيد أو شرط من أي مؤثرات خارجية كالمجتمع، أو الأسرة، أو غيرهما.

أما مارتن هايدغر: كان يرى أن قيمة الوجود تنبع من خلال وجود أشخاص آخرين في الحياة.

• الفلسفة البنيوية:

وتقول الفلسفة البنائية إن الظاهرة الكلية أو الفكرة تتكون من طبقات متعددة من البناءات أو الظواهر التي تتصل كل منها بالأخرى، ومن خلال تحليل تلك البناءات يمكن الوصول إلى الحقيقة، فالمجتمع يمكن دراسته من خلال دارسة البناءات التي تكونه، وكذلك النصوص الأدبية واللغوية.
وتعتبر الفلسفلة البنيوية أو البنائية أحدث المدارس التي ظهرت في أوروبا في القرن العشرين، وكان روادها الأوائل هم: ليفي شتروس، وفرديناند دي سوسير، وجان لاكان، وقد اهتم كل منهم بتطبيق المنهج البنائي على إحدى فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

إغلاق