
وبودي ان الفت انتباه الأهالي الأعزاء ان هنالك خطر يداهم أبناءنا، ألا وهي المشاهد الإباحية من خلال موقع اليوتيوب الموجودة بالبلفون و التلفاز واليوتيوب في الانترنت وغيرها من وسائل وتقنيات ، فلا يوجد مراهق والا يمتلك البلفون والكمبيوتر وموقع الانترنت , ومشاهدة مثل هذه الأفلام الإباحية لها مضاعفات سلبية على نفسية وتصرفات ابنائنا ، فعلى الاهل حماية ابنائهم ,من هذه المواقع لان الكثير من المراهقين اليوم قد اطلعوا على هذا الموضوع قبل الأوان ، فمنهم أيضا من أدمن على تلك المشاهد مما يقلق الآباء والأمهات .
وسوف احاول التلخيص لكم ما قرأته من أبحاث أجريت في أوروبا وليس في مجتمعنا , والتي تشير ان التأثير الأكثر خطورة يأتي الأبناء الذين هم دون الرابعة عشرة سنة، وذلك لحدوث تغيرات دائمة في دماغ المراهق , بالتالي يؤثر على سلوكه بالانحراف وقناعاته في المستقبل، وقد بينت الدراسات أن ثلث المراهقين الذين شاهدوا المقاطع الإباحية قد طبقوا شيئا منها بعد مشاهدتهم بأيام ، كذلك يؤكد الباحثون أن تلك المشاهد ستطور لدى المراهق سلوكيات شاذة مثل احتمال ارتكاب جريمة الاغتصاب أو الاعتداءات الجنسية أو التحرش الجنسي أو التلصص أو معاكسة الأطفال إلى جانب تدهور الصحة النفسية وتدني المستوى التعليمي، لما انعكس على المراهق من سلبيات أخرى منها تشتت الانتباه وانعدام التركيز، إلى جانب الشعور بالاكتئاب والضجر والملل والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى، إلى جانب الآثار الواقعة على أدمغتهم والتي تجعلهم في حالة إثارة دائمة. تلك هي الانعكاسات للمشاهد الإباحية على المراهقين .
وعلى الاهل التوعية والإرشاد الدائم، وذلك من خلال غرس القيم والسلوكيات الإيجابية والتركيز على غرس الوازع الديني لدى الأبناء الذي هو الحصن المنيع أمام هذه المشاهد ، وكذلك على الاهل المراقبة الشديدة، والتي تأخذ الشكل الإيجابي، بعيدا عن التشكيك وشعور المراهق بعدم الثقة به، وتفادي ضرب المراهق أو الإساءة إليه بشتى أنواع الإساءة، واحتواؤه بالعطف والحنان والتفاهم والحوار الإيجابي، أفضل بكثير من القسوة والعقاب , ووضع قوانين صارمة تحدد استخدام تلك الأجهزة داخل المنزل وخارجه لما له من الانعكاسات تؤثر بدورها على بناء الأسرة السليمة .
الدكتور صالح نجيدات

