مقالات

عدالة عمر الخطاب ومحمد نوح بقلم : عائشة الخواجا الرازم

وبالنسبة لموضوع عدالة القانون ( في بلدنا ) وكأن الذي كتبه عمر بن الخطاب شخصيا وأملى بمضمونه للحكومة ‏.
فالدكتور محمد نوح يعزي سبب شرخ العدالة في القانون هو بسبب خلل في التطبيق وليس في التشريع …
أما وبالنسبة لذكر أنموذج عمر بن الخطاب وحجم العدالة في القانون ، فإني أرى ‎‎الكلام فيه شيء وفير من المبالغة في المثل ، يضاف للوفير هذا أن فيه سقطة ونسميها للتخفيف (زلة ) نطق بها نتيجة فورة الإعجاب الجارفة ورضا الناس بالقوانين العادلة في البلاد …
وفي الأول والآخر كان كلام الدكتور محمد نوح عفويا متسرعا وهو مصطهج ولم يستدرك بعد أن اندهش المذيع الأستاذ عامر الرجوب ، فحبذا لو استيقظ على السقطة وتدارك الأمر كأن ( يضحك مثلا ويصلح مبالغته بعبارة : معاذ الله أن يذكر عمر بن الخطاب في هذا السياق يا عامر… لكن لزوم الشهادة لصالح القانون العادل العظيم فرضت نفسها ويعيد الضحك .
أين الغلط ؟ وخاصة حين ينطق به وبأصرار رجل دين وداعية وممثل شعب وابن الدكتور نوح ؟
إن قانون البلاد لا يستند للشرع بكل ما ورد فيه ، فقانون البلاد اعتمد الوضع ( الوضعي ) في جوانب متعددة كما إنه اعتمد الشرع في جوانب كثيرة ..
ولذلك نقول للدكتور محمد نوح :
لقد تسرعت يا دكتور محمد … ولشدة إعجابك بالقانون العادل استشهدت بأقوى مثال (عادل ) ونقول للدكتور ولا نسب ونشتم ونحلل ونحرم ونلعب بالدكتور على هوانا :
يا دكتور … القانون في بلادنا يحتاج لقراءة ببصيرة قلب وعقل ومراجعة …كما الدستور فيما يمس حياة وحاجات وحقوق وعدالة الناس قبل الجماد والمنقول من المال وغير المنقول .
فالقانون فيه الكثير من جوانب الظلم القاتل والتسرع بتشريعه ومحاباة ديوان التشريع للحكومة بإبقاء الظلم ضد الناس ، وبما أن في القانون ما هو موضوع بأمزجة بشرية تم التوافق عليها وضعيا ، إذن علينا وعليك أن نفعل المستحيل لدرء خطر عيوب وأخطاء القانون بمعالجتها وذكرها علنا وهذا من واجب الكبار مثلك .. وليس تمليس وتزييت الوضعي وإجلاسه بنفس وزن الشرعي ، وأنت تعرف أن القانون عليه صراخ واعتراض من صناع الرأي وأصوات حقوق الناس ، ومن أقلام نون والقلم وما يسطرون وأنا شخصيا منهم …
إذن القانون الذي وازنته كأنه من مسطرة وسطور عدالة عمر بن الخطاب ، بعيد جدا عن مثال العدالة الخطابية ، وبما ان عدالة عمر بن الخطاب كلها استندت بحكم وحقوق الناس على الشرع بشكل كامل وطبق القانون على جميع مناحي الحياة ، وعدالته هنا لا تقبل الظلم ولا الخطأ ولا تجاوز الوضعيين الوضاعين عن مطالب الناس ، فإن كلامك يا صديقي استخفاف بعقول الناس وأيضا عقول الراضين عن زلات وسقطات مواقفك ، والسعداء بتسحيج رجل مثلك … خفف يا صديقي وسحج ريقه ريقه …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق