الرئيسيةمقالات

لماذا شهر رمضان غير ثابت في السنة؟.

إعداد: محمد علي سعيد ـــ طمره- عكا ... (آمل المشاركة للإفادة، وليس إلا ).

سؤال وصلني وهذا جوابي.

بداية، يجب أن نميز بين التقويم الشمسي والتقويم الميلادي ، رغم أنهما يعتمدان النظام الشمسي؛
فالتقويم الشمسي وهو الأول في العالم اخترعه المصريون القدماء .. والسَّنة فيه 365 يوما وربع يوم.
إنه ظاهرة فلكية تستغرق المدة الزمنية لدوران الأرض حول الشمس، وهذه الدورة ثابتة ودقيقة. وقد بدأت مع بدء الخليقة وستبقى كذلك إلى أن تقوم الساعة. وهي تتمشى مع دورة الفصول/ المناخ.
وعليه فهو التقويم الأكثر ثباتا وانتظاما من غيره… وخاصة التقويم الميلادي القديم والهجري /القمري.

وأما التقويم الميلادي فقد بدأ قمريا في عهد الرومان ثم استبدل بالنظام الشمسي تقريبا. ولكن الفرق بين السنة الشمسية بحسب هذا التقويم والسنة الشمسية الحقيقية بقي خمسة أيام و..
زاد يوليوس قيصر عدد الأيام في بعض الأشهر ، لكن التقويم بقي غير دقيق، إلى أن جاء البابا
غريغوري ال 13عام 1582 وأدخل العديد من التصحيحات بحيث لاءمت التقويم الشمسي إلى حد بعيد جدا.
وأصبح يعرف هذا التقويم الغريغوري بالتقويم الميلادي.وهو المعمول به اليوم ، على المستوى العالمي.
وعدد أيام السنة فيه هو 365 وربع اليوم.
وعليه، فإن انتظام وثبات تعاقب الفصول وتغيير المناخ وبالتالي وقوع المواسم والمناسبات على اختلافها في أوقاتها؛ جاء بسبب كون التقويم الميلادي نفسه مأخوذا عن التقويم الشمسي بنسبة كبيرة.

وأما التقويم الهجري فإنه يعتمد نظام القمر في حسابه. والسنة القمرية تقل عن السنة الشمسية الفعلية بأحد عشر يوما تقريبا. هذا الفرق هو سبب وقوع جميع المواسم والمناسبات مثل شهر رمضان والحج { لدى الشعوب التي تعتمد هذا التقويم}في مواعيد متغيرة ومناخات مختلفة. ولكنها متوزعة بصورة ثابتة على جميع الفصول بمعدل مرة كل 33.333 سنة قمرية.

وأخيرا وليس آخرا..
إن القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية هما السبب الأساس ( بالتصريح أو بالتلميح ) وراء اعتماد المسلمين التقويم بحسب النظام القمري .. والمحافظة على ترتيب الأشهر وأسمائها وعدد أيامها.. فقد جاء في الحديث الشريف : {صوموا لرؤيته { أي هلال شهر رمضان} وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين}.
فقد كانت السنة العربية القديمة القمرية أو الشمسية تتكون من 12 شهرا.. ولكنهم كانوا يعدلونها بالنسيء أو الكبس { لاحظ: مصطلح السنة الكبيسة في التقويم الميلادي }كي يبقى توالي الفصول وتغيّر المناخ ووقوع المناسبات والمواسم وغيرها ثابتا ومنتظما ومتمشيا مع دورة السنة الشمسية الفعلية.
وعندما جاء الإسلام منع وحرّم النسيء لأسباب عديدة.. فقد جاء في القرآن الكريم :
{ إنما النسيء زيادة في الكفر…} سورة التوبة/ براءة آية 37.

لقد أشار القرآن الكريم إلى التقويمين، لقوله تعالى { والشمس والقمر بحسبان}
واليكم الإعجاز القرآني في قصة أهل الكهف وعلاقته بالفرق الزمني بين التقويمين المتمثل في الأحد عشر يوما.
قال سبحانه عزّ وجلّ في القرآن الكريم { ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} سورة الكهف آية
التوضيح: إن الأحد عشر يوما تتراكم لتصبح ثلاث سنين كل مائة سنة.. وتصبح تسع سنين كل 300 سنة.
الآن، لاحظ كيفية إخبارنا بعدد السنين: 300 سنة وتسع سنين .
وهذا يعني أن أهل الكهف لبثوا في نومهم 300 سنة بحسب التقويم الشمسي/ الميلادي.. و309 سنة بحسب التقويم الهجري/ القمري. لقد حدثت قصة أهل الكهف قبل ظهور الإسلام بوقت طويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق