مقالات

حرات الأولاد والبنات الجزء الثاني بقلم صديق بن صالح فارسي

حركات الأولاد والبنات/ الجزء الثاني. ٠٩/ ١٠
( من العشرة للعشرينات ).
إخواني وأبنائي imageأهل محبتي.
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
١٨ / ٠٦ / ١٤٣٧ هـ.

أبناءنا – والخُشُب المسنّدة –

إنها من أنكب النكبات وأشد البلايا والمصائب التي أبتليت به الأمة وعانت منها العوائل والبيوت.

فهل هي خصلة فطرية تولد مع الإنسان.
أم أنها نتيجة التربية الخاطئة.
أوالظروف السيئة التي قد تعترض حياة الناس.

س.
من وماالذي يصنع الخُشُب المسنّدة ؟
ج.
يقول الله تعالى : في وصفهم.
– وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم.
– وإن يقولوا تسمع لقولهم.
– كأنهم خُشُب مسنّدة.
– يحسبون كل صيحةٍ عليهم.
– هم العدوُّ فأحذرهم.
– قاتلهم الله أنّٓا يؤفكون.

القلب هو السبب في أن يجعل الإنسان لاسمح الله تعالى من المنافقين أو من عباد الله الصالحين.
ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا هي القلب ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا تظهر لنا أهمية ( التربية القلبية ).
وأن نتعلم كيف نربي القلوب قبل الأجساد.
وذلك من مسؤولياتنا تجاه من إسترعانا الله تعالى إياهم وولانا أمرهم من أبناء وبنات وذريةً وأحفاد وأهل وأصحاب.
بل وكل من له صلة بِنَا ولنا تواصل معه ويتحتم الواجب مع الأقرب فالأقرب.

كم هي كثيرة المواعظ والقصص والمواقف والأحداث التي لاتكاد تخفى على ذي لُب.

من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وغيرها مما ملئت بها الكتب وتناقلتها الأسماع عن أخبار القلوب ومدى تأثيرها سلباً وإيجاباً في حياة الناس فإما سعادةً وإما شقاءً وإما فلاحاً وإما وبال.

لذلك لا أجدني ميالاً لتكرار ذلك مما أفاض به أهل العلم والمعرفة المتخصصون وعلينا أن نسعى لمعرفة المزيد من تلك العلوم والمعارف من مختلف المصادر.
وديننا يحضنا على ذلك للرقي بأنفسنا روحاً ومعنى وليس أجساداً فقط.

إنما وجهت بحثي عن القلوب ومضمونها وكيف يمكننا تربيتها وتدريبها لتكون كما أحبها الله تعالى ( إلا من أتى الله بقلب سليم ).

فالقلب السليم لايمكن شراءه بالمال ولا الحصول عليه بالقوة والسلاح ولا نجده مرمياً على قارعة الطريق ولا يستطيع حبيب ولا صديق ولا قريب ولا بعيد أن يهدينا إياه أو يتنازل لنا عنه.

القلب السليم هو المفتاح الذي يوصلك إلى التعرض لنفحات رحمة الله تعالى الذي منه القوة الحقيقية ومنه السعادة الصادقة ومنه الحياة الطيبة ومنه تعالى الأرزاق ومنه كل شيء من أمور الدنيا والآخرة.

فمن حرم القلب السليم فقد حرم الخير كله.
ومن حرم القلب السليم فقد تعرض إلى أمراض ومشاكل وإبتلاءات لاحصر لها ولا نهاية.

ومنها النفاق الذي يرمي بصاحبه في الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله تعالى.

فالخُشُب المسندةُ ماهي إلا علامة ظاهرة تخفي وراءها الكثير من الويلات والمعضلات وعظائم الأمور ومختلف الشرور.

ولا نجاة منها إلا بفضل الله تعالى ثم القلب السليم.
فكيف نحصل على القلب السليم.
نسأل الله تعالى أن يفتح علينا بما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه هو العليم الحكيم.

نحن أمام نظرية جديدة في التربية القلبية.
وهي نظرية ( الميامين ) للقلب السليم.
—————————–
والميمون هو ذو اليمن والبركة وهكذا أحببت تسميتها تيمناً للإرتقاء بقلوبنا لتكون سليمة توصلنا إلى رضوان الله تعالى.
ولتكون منهجاً لتربية الأبناء لضبط حركاتهم التي تتمحور حولها شخصيتهم وبالتالي مستقبلهم وسعادتهم في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

وتتمحور النظرية حول أربعة محاور رئيسية تمثل زوايا مربع الميامين للقلب السليم.

١- أن تكون مالكاً لقلبك .
٢- أن تكون كبيراً في نفسك .
٣- أن تتجنب الإضرار بالناس.
( خصلتان لا تقربهما الشرك بالله والإضرار بالناس ).
٤- أن تكون راضياً عن ربك تبارك تعالى.

# ١- أن تكون مالكاً لقلبك.
لقد وهبك الله تعالى قلباً على الفطرة وملكك إياه وجعله خاضعاً لك تملأه بما شئت وتحيطه بما شئت ولا يستطيع إنساناً كائناً من كان أن يصل إلى قلبك.
ولم يجعل الله تعالى لأحد سلطان على قلبك بأن يتحكم فيه ويعبث به حسب رغبته أو هوى نفسه.

ولا رئيس ولا شريف ولا كبير ولا عظيم ولا أية قوة قاهرة تستطيع الوصول إلى قلبك والتحكم به.

بل حتى والديك أمك وأبيك ورغم عظيم حقهما بعد حق الله تعالى عليك فإنه ليس لهم سلطان على قلبك وليس لهم الطريق إلى قلبك بأي حال من الأحوال.

فقلبك هو ملك لك وبيد الله وحده يقلبه كيف يشاء.
قلبك ملكك وهو بيد الله وحده ولا ثالث بينكما.
فلا تجعله عبداً لأحد أو أسيراً لعادة أو مسجوناً في سجون العادات والتقاليد والعصبية والمذهبية وأمور ماأنزل الله بها من سلطان.

البعض قد ملّك قلبه لسيارة معينة والبعض قد ملّك قلبه لعمارة والبعض لوظيفة والآخر لمنصب والثالث لزوجة أو حبيب أو صديق أو أم أو أب بحجة طلب الرضى والبر بمفهوم خاطيء عن الرضى والبر الذي أمر الله تعالى به.

وقد يظلم أو يعتدي أو يأثم بنالايرضي الله تعالى بتمليك قلبه لهوى أو مزاج شخص آخر.
فيضيع منه قلبه ويختل فيه مربع الميامين فيكون عرضةً لضياع القلب السليم فيكون عرضة للأمراض.

بحيث لايرى نعمة على أحد إلا حسده عليها.
ولا سعادة على إنسان إلا ضاق عليه بها صدره.
ولا توافق بين إثنين إلا حقد عليهم بها.
ولا منظراً جميلاً إلا أراد أن يستأثر به لنفسه.
ولا عملاً موفقاً إلا عاب فيه وأستنقصه.

وإن لم يتمكن من شيء من ذلك فإنه يتظاهر بالسعادة والقبول ويضمر الكره والرفض والنفور عندها يدخل في إطار المنافقين أجارنا الله وإياكم منهم ومن شرورهم.

عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. ?
صديق بن صالح فارسي.

مقالات ذات صلة

إغلاق