الرئيسيةمقالات

شهر واحد للقيادات الفلسطينية وإلا فالخراب ..!

كتب الكاتب والمحلل السياسي رامي الشاعر في صحيقة “زافترا” مقالا تناول فيه الوضع في الشرق الأوسط على خلفية التطورات الأخيرة من إعلان لصفقة القرن وما تبعها من ردود فعل.

وجاء في المقال :”لقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط بحق، سواء اعترف بذلك القادة العرب أم لا، منطقة اضطرابات عنيفة تجري على ساحاتها أحداث لا تجلب الأضرار فحسب، وإنما تدمر شعوباً بأكملها. يعزو البعض ذلك إلى ردود أفعال الشعوب العربية على إعلان الخطة الأمريكية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي أطلق عليها “صفقة القرن”، وكذلك رد فعل الأغلبية العظمى من الفلسطينيين على ما تضمنته هذه الخطة من مقترحات.

لكن واقع الأمر، أن “صفقة القرن” ما هي إلا نتيجة منطقية للاستراتيجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، التي أطلق عليها “خدعة القرن”، والتي بدأت منذ حقبة الحرب العالمية الأولى، بينما استمرت الولايات المتحدة الأمريكية، ثم حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي أسسته، في خداع وتضليل الشعوب العربية، والقيام بخطوات لا أخلاقية، دون أدنى وازع من ضمير، تجاه تلك الشعوب. أتساءل، هل يستطيع أي محلل سياسي عربي أن يجزم بكل ثقة واطمئنان، بأن مجمل سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة اتسمت بالصدق أو العدل، أو أنها كانت تخدم مصالح الشعوب العربية؟

إن من بين خصائص سياسة دول الناتو اللامبالاة تجاه معاناة وموت البسطاء في العالم العربي، فكل ما يهم تلك الدول: أن تمضي سياسات بعض الدول العربية في نفس مساراتها السابقة من التقهقر والغياب والإذعان للغرب. فتوفر النفط الرخيص في الغرب، يعني بنزيناً رخيصاً، في وقت تزداد فيه أعداد السيارات في أوروبا والولايات المتحدة باستمرار. والأيدي العاملة الرخيصة في الدول العربية، بما في ذلك بين الأطفال والقصر، تعني بضائع رخيصة على أرفف المحال التجارية في الغرب. لقد قام الغرب، منذ زمن بعيد، بتقسيم العرب إلى فئتين: فئة توفر الربح لرجال الأعمال الغربيين، وفئة ثانية توفر سبل العيش الرغيد للفئة الأولى، لتكون المحصلة خدمة احتياجات المواطن الغربي العادي.

وكان خلق هذا الوضع من بين “إنجازات” الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو وضع لم ينشأ في يوم أو شهر أو حتى سنة، وإنما كان إغراق معظم بلدان العالم العربي في هذا المستنقع الآسن من فقدان السيادة حلماً عزيزاَ بالنسبة للغرب منذ أمد بعيد. حيث توصل السياسيون الغربيون إلى أن التلاعب بالاقتصاد والضغط بالقوة، ناهيك عن شراء “ذمم وموافقات بعض الأفراد”، سوف يتيح لهم لفترة طويلة، إن لم يكن للأبد، من السيطرة على الدول الأكثر أهمية، حتى ولو لم يتمكنوا من السيطرة على جميع الدول في الشرق الأوسط. ولو أن تلك الاستراتيجية قد مرت ببعض التغييرات.

لا زال الجيل الأكبر سناً يتذكر الأوقات التي كانت فيها الإمبريالية العالمية تستغل البلدان التي حولتها إلى مستعمرات. كانت الإمبريالية الغربية، من خلال آليات خبيثة، تمتص دماء وعرق وموارد ومستقبل سكان البلدان التي كانت تغزوها وتستعمرها. ولا تزال بعض تلك المستعمرات السابقة، حتى بعد تحررها من سلاسل العبودية، عاجزة عن النهوض والتعافي من كبوة الاستعمار، ولا تتمكن من الحياة كما تعيش الدول المتقدمة في أوروبا، لأن الدول الغربية لا تزال تستغل مستعمراتها القديمة، وتخضع اقتصاداتها لها بالكامل، باستخدام عمالتها الرخيصة، ومواردها المعدنية.

أما الناتو، فهو نظام مختلف تماماً. وإذا كانت الإمبريالية التقليدية مصاصة دماء، فإن الناتو هو آكل للحوم البشر، يلتهم البلدان ويدمرها أولاً، ثم يلتهم مواردها، ومواهبها، وكنوزها الثقافية. ولتنفيذ هذه الاستراتيجية، التي يمكن أن يحسده عليها آكلوا لحوم البشر من كواكب أخرى، يمتلك النظام الجديد عدة طرق. أولها هو تقويض الوعي بالهوية الوطنية، ثم تغذية النعرات والقوى الأكثر ضرراً في المجتمع، ثم خداع جزء كبير من الشعب بوعود وهمية أسطورية حول الرخاء والرفاهية والمستقبل المشرق.

دعونا نأخذ يوغوسلافيا مثالاً. لقد حدث كل ما حدث بفعل الناتو، بما في ذلك الدعم العسكري للانفصاليين والإرهابيين، لتدمير دولة مزدهرة. قصفت مقاتلات الناتو مدينة بلغراد، وفجرت الجسور ومحطات الطاقة الكهربائية. ولم يكن ذلك إرهاب على مستوى أفراد أو عصابات أو جماعات إرهابية، وإنما كان إرهاباً على مستوى الدول، تدعمه تصريحات رسمية: “سوف تعيدكم القنابل إلى العصر الحجري!” فما هو الوضع الآن؟ لقد تحدثت مع العشرات من مواطني البلدان التي نشأت على أنقاض يوغوسلافيا المدمّرة، وكلهم يقولون نفس الشيء: إننا نعيش الآن أسوأ مما كنا نعيش في بلدنا الكبير. في المقابل أصبحت جميع الدول، التي نشأت بمساعدة أسلحة الناتو، تقريباً، أعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو، أي أن جميع تلك الدول أصبحت تحت سيطرة نظام آكلي لحوم البشر، النظام الإمبريالي في جوهره، والذي يقع تحت السيطرة التامة للولايات المتحدة الأمريكية.

لكن، أليس ذلك هو ما يحدث في منطقتنا أيضا؟! مع فارق أنهم، وإحقاقاً للحق، يستخدمون معنا نهجاً آخر: تهجير الشعوب والبلدان، والدعاية، التي تستهدف إشعال الحروب بين الأديان والابتزاز السياسي وبالطبع الاستفزازات بشتى أنواعها. إن “الخوذات البيضاء” لا زالت مستمرة في عملها حتى الآن، لا زال هناك من يدفع لهم الكثير من الأموال مقابل مشاهدهم المصطنعة، وهناك كثيرون ممن لا زالوا يصدقونهم! لا أستطيع أن أفهم، لم يظل العرب ساذجين هكذا، حتى بعد خداعهم عشرات المرات، وبعد أن اعترفوا بذلك: “نعم لقد كنا سذجاً كالأطفال، وتمكنوا من خداعنا!” ألم يحن الوقت كي نكبر بعد؟! ألم يحن الوقت كي نواجه الحقيقة، وندرك إلى أين ذهب بنا الإيمان بعالم القطب الواحد، وبالهيمنة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية على العالم بأسره؟

من وجهة نظري، أرى أن ما آلت إليه القيادة الفلسطينية، وما دفع بها إلى الوضع الراهن، بما في ذلك “صفقة القرن”، هو الإيمان بعالم القطب الواحد، وبالقدرات الفائقة للولايات المتحدة الأمريكية إذا شئت. فمنذ “اتفاقية أوسلو” والقيادة الفلسطينية كانت تأمل في أن تلتزم إسرائيل بتعهداتها بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، أو بالأصح كانت تأمل في أن يسهم الضغط الأمريكي على إسرائيل في تسوية المشكلات في علاقتها مع الفلسطينيين، وأن يتحول الحكم الذاتي الفلسطيني، بمعجزة إلهية، إلى دولة فلسطينية ذات سيادة. الآن، لا يساورني شك أن الفلسطينيين يندمون على ثقتهم في الغرب.

لقد أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أنه يعتزم قطع كافة العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، رداً على الخطة الأمريكية. لكن تنفيذ ذلك التصريح ليس بسهولة النطق به: فما يربط السلطة الفلسطينية بإسرائيل التزامات بشأن قضايا الأمن، والسيطرة على الحدود، وتوفير المياه، وتوفير المواصلات وغيرها. لقد وضعت اتفاقية أوسلو على نحو خبيث، يحرم الفلسطينيين بالكامل من أي معابر برية أو بحرية، وما يقترحه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في جوهره الآن هو تعزيز لهذا الوضع القائم. علاوة على ذلك، فإن الانقسام الفلسطيني القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك ضم إسرائيل المتوقع لغور الأردن، والذي يراه الكنيست منذ فترة طويلة أمراً لا مفر منه، سيحرم الفلسطينيين من الوصول لأي بلدان أخرى أو إلى البحر.

دعونا نلاحظ هنا، أن كل ما تتضمنه الخطة الأمريكية مبني على بعض الفوائد الاقتصادية للفلسطينيين على المدى البعيد، أما إذا تحدثنا عن أي اعتبارات سياسية، فليس أمام الفلسطينيين سوى الخسارة. فسوف تتقلص مساحة الأراضي في الضفة الغربية، وحتى الأراضي التي سوف يحصلون عليها في المقابل، وهي قطعة من صحراء النقب الجرداء، فهي، بحسب بعض الخبراء، تحتوي على مستويات إشعاع أعلى من المعتاد (حيث يوجد هناك المركز النووي الإسرائيلي في تلك الصحراء). أما غور الأردن، وكذلك أجزاء الأراضي الفلسطينية، التي تضم مستوطنات يهودية غير شرعية، فسوف تضم إلى إسرائيل بالطبع. لن تكون للفلسطينيين أي حدود مع العالم الخارجي، وحتى الحدود الجنوبية مع مصر، فسوف تكون معزولة بالإسرائيليين. كذلك سوف تكون الحدود مع الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية. إنها المرة الأولى في تاريخ البشرية، التي تقترح فيها الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية على طرفين، لا يحصل أحدهما على أي شيء، بينما يحصل الطرف الآخر على كل ما يرغب فيه.

أعتقد أن إبرام مثل هذه الاتفاقية لن يكون مهيناً للفلسطينيين فحسب، وإنما سيكون وصمة عار على جميع الشعوب العربية. لكن ما يثير الدهشة أن بعض الدول العربية قد أعربت عن دعمها للخطة الأمريكية التي تهدف إلى ما يسمونه “حل سلمي وعادل وتسوية شاملة للقضية الفلسطينية، بهدف استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. فأين فرصة نراها في “صفقة القرن” لتأمين مثل هذه الحقوق؟ دعونا نأمل، في أن تعدل تلك الأطراف عن موقفها بعد أن تتطلع على تفاصيل هذه الصفقة. لقد وقفت تركيا وروسيا ضد الصفقة دفاعاً عن المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، وانتقدت الدولتان خطة التسوية المطروحة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، ولا يمكن تنفيذها تحت أي ظرف من الظروف.

لعل هذه النقطة تحديدا، وكما يبدو، كانت أقل ما تم أخذه في الاعتبار، عندما قام صهر ترامب، غاريد كوشنر، وفريقه بنحت “صفقة القرن”. لقد صرح كوشنر، في مقابلة مع قناة “إم بي سي مصر”، إما لهواً أو سذاجةً، بما يلي: “إذا لم يرق للفلسطينيين مكان الخط المقترح، فليأتوا إلينا ويخبروننا أين يجب أن يمر الخط من وجهة نظرهم”. لكم لطيفة تلك السذاجة، إلا أنها خدعة لا تنطلي على أحد: ففي نفس البرنامج الذي ظهر فيه كوشنر، يعترف أن إدارة الرئيس ترامب تعتزم الاعتراف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وهو دليل إضافي على الرغبة الدفينة في خداع الفلسطينيين.

إلا أنني على أية حال ممتن للإعلان عن “صفقة القرن” الآن، وليس لاحقاً. فهي، بمعنىً ما، تمثّل “لحظة الحقيقة”. فهي خيار الشعب الفلسطيني بين تقرير المصير والتخلي عن الهوية الوطنية، وبالنسبة للقادة الفلسطينيين هي خيار بين الحفاظ على الأمة وخيانتها، وبالنسبة للدول العربية هي خيار بين التضامن والمصالح التجارية. إنه الخيار الذي يجب أن يتّخذ الآن وهنا، الخيار بين الماضي والمستقبل، والذي سيتحدد على أساسه ما إذا كانت الدول العربية ستضع نفسها في خدمة الأسياد، أم ستتذكر كبريائها القومي، وتمسك بزمام أمورها وسيادتها. يأمل ملايين العرب اليوم أن تمتنع الدول العربية، بما في ذلك مهد الإسلام، عن الغناء وراء قادة الجوقة فيما وراء المحيط، وأن يعلو صوت تلك الدول دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، الذي يرزح تحت نير الاضطهاد لأكثر من 70 عاماً.

كذلك فأنا ممتن لـ “صفقة القرن” بشكلها الحالي، الفج، الواضح، والوقح. فلو كانت مغلّفة بشكل آخر، لئيم ربما، لأتاحت الفرصة لإغراءات محاولات الإقناع بآفاق الحلول المستقبلية لشعبنا المسكين، ولأثارت جدلاً بين مؤيد ومعارض، وربما طرحت أملاً جديداً لمزيد من الوقت. أمّا وقد جاءت على هذا النحو، الذي وضعه كوشنر ومساعديه، فهي ليست سوى صفقة تجارية، يحاول فيها تاجر ماكر بفجاجة استغلال وضع مشترٍ يائس، وإرغامه على الرضوخ لكافة شروطه. لكنني واثق من شجاعة الشعب الفلسطيني، ولو أنه من المحزن ألا تصطف جميع الدول العربية إلى جانبه.

السؤال الذي يطرح نفسه: ما العمل في هذه الحالة؟ وأي مخرج يمكن البحث عنه؟

أولاً: يتعيّن شكر الغرب على الدرس الجديد، الذي منح العرب فرصة جديدة لإدراك أننا لا يجب أن ننتظر من دول الناتو أي شيء يسهم في حل مشكلاتنا. ثانياً: يجب أن نكون أكثر فاعلية في مناقشة مشكلاتنا وجذب دول العالم الأخرى لمساعدتنا في حلها. على سبيل المثال، سيكون من المفيد للعالم العربي، ولكافة الشعوب إجمالاً، إذا تمكنت جامعة الدول العربية، وسط موجة النقاش حول الاضطرابات في العالم العربي، من عرض مناقشة القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية على دول لا تنتمي لتحالفات مثل: الصين وروسيا والهند وباكستان. لعل تلك الدول تطرح مبادرات، جنباً إلى جنب مع الدول العربية، فيما يتعلق بجهود حفظ السلام، مثل نشر قوات في أجزاء مختلفة من العالم، كطريق لتحقيق سلام دائم في المناطق المختلفة وحل النزاعات. ومن بين السياسيين والعلماء في هذه الدول، لا شك أن هناك مفكرين بارزين، متخصصون في إدارة الأزمات، ويدرسون الصراعات الإقليمية المختلفة، سواء التاريخية أو الحديثة.

نهاية، فإني أرى أنه قد حان الوقت للدول العربية للتقدم بدعم قوي لدور الأمم المتحدة، وإعادة التأكيد على التزامها بالقانون الدولي. وإذا كان ذلك قد تم في وقت سابق، فلم تكن “صفقة القرن” لتولد على الإطلاق. يقول كوشنر، كما أسلفنا: “إذا لم يرق للفلسطينيين مكان الخط المقترح، فليأتوا إلينا ويخبروننا أين يجب أن يمر الخط من وجهة نظرهم”. إن ذلك ليس سوى إعلان عن الاستهانة الصارخة بقرارات الشرعية الدولية. فقرارات الأمم المتحدة صدرت منذ زمن بعيد بشأن الحدود بين الدولتين اليهودية والفلسطينية، ومراجعتها هي مراجعة لقرارات الأمم المتحدة، وترقى لأن تكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.

يحدث كل ذلك بعد أن قامت دول الناتو بتدمير كل من ليبيا والعراق وأفغانستان والصومال، وبعد أن قام الأمريكيون، بشكل غير قانوني، بمساعدة الإرهابيين في سوريا على الاستيلاء على حقول النفط في البلاد، وبعد أن رفضوا خروج القوات الأمريكية من العراق، خلافا لمطالب الشعب العراقي، وبعد محاولاتهم خنق لبنان وعدد من الدول العربية الأخرى اقتصادياً. فما هي الحجج الأخرى التي تحتاجها الدول العربية، وخاصة دول الخليج، لفهم من يتعاملون معه، ويدعمون ويباركون “مبادراته للشرق الأوسط”؟

فما الذي يتعين علينا عمله لإفشال “صفقة القرن”؟ يعتمد ذلك بدايةً على الفلسطينيين، الذين يتعيّن عليهم إنهاء الانقسام الراهن بين فتح وحماس فوراً. وإذا لم يحدث ذلك في غضون شهر، فسيكون على كلا الطرفين تحمل تبعات ذلك أمام الشعب الفلسطيني لإسهامهما بذلك في إعاقة الجهود الرامية إلى مواجهة صفقة القرن، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. كذلك فمن المهم للغاية إنهاء كافة الخلافات العربية، وخاصة الخليجية، وإحياء التنسيق والتضامن العربي، وتفعيل دور جامعة الدول العربية وإطلاق مبادرة فورية لإقامة علاقات جيدة مع إيران وتركيا.

إنشاء صندوق دعم عربي مع وضع جدول زمني لمدة 5 سنوات لتأمين 1 تريليون يورو توجه على مدار هذه السنوات إلى عملية الانتقال السياسي في سوريا، والتي تتطلب إلى جانب إعادة الإعمار تأمين ظروف عودة اللاجئين إلى ديارهم، وإنهاء الوضع المأساوي للشعب السوري. مساعدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس والشتات على استمرار نضاله دفاعا عن قضيته، ولمواجهة “صفقة القرن”. دعم الاقتصاد اللبناني ومساعدة لبنان في تجاوز الأزمة الاقتصادية والحفاظ على سيادته.

أقول ختاماً إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تزويد سلاح البحرية الأمريكية بصواريخ W76-2، ذات الرؤوس النووية، بعد أسبوع واحد من الإعلان عن “صفقة القرن”، لم يأت من قبيل الصدفة، وإنما يهدف إلى استعراض القوة أمام دول الشرق الأوسط، والتهديد المباشر لها، ولسان الحال يقول أنه لا يوجد خيار أمام تلك الدول سوى الإذعان لما تمليه عليها واشنطن، وتقرره لها وفقاً لـ “صفقة القرن”، التي لا تبدو من منظور أوسع مجرد طرح لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وإنما هي صفقة لتعزيز إنتزاع القدس، والهيمنة على سيادة الدول العربية، وهو أمر سيحدث لا محالة، إذا لم يتحرك الحكام العرب على الفور لمواجهة هذه الصفقة..”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق