اقلام حرة

ما هي الديانة المسيحية؟ (أ.د. حنا عيسى)

هي إحدى الديانات الإبراهيمية التوحيدية الجذر اللغوي لكلمة مسيحية تأتي من كلمة مسيح، والتي تعني حرفيًا المختار أو المعين، وكذلك تعني الممسوح (الممسوح بالزيت) نسبة لملوك العهد القديم الذين كان الانبياء يمسحونهم بالزيت المقدس على رؤوسهم للدلالة على الاختيار والبركة والسلطان الالهي الممنوح لهم، وقد جاءت التسمية نسبة إلى يسوع الذي هو بحسب العقيدة المسيحية المسيح، ابن الله، الله المتجسد، المخلص وغيرها من التسميات الأخرى والمسيحية تعتبر أكبر دين معتنق في الأرض، ويبلغ عدد أتباعها أكثر من 2.5 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب من البشر كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في 125 بلدًا من أصل 195 بلدًا مستقلاً في العالم. تؤمن أغلب الطوائف المسيحية أن يسوع هو المسيح والابن أي الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس، وبالتالي فهو إله كامل. وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازية. وخلال حياته الأرضية اجترح العجائب والمعجزات، ثم صلب ومات تكفيرًا عن خطايا البشرية، وقام من الموت في اليوم الثالث وصعد إلى السماء متحدًا مع الله الآب، بيد أنه أرسل الروح القدس ثالث الأقانيم الإلهية، وسيعود في اليوم الأخير لإدانة البشرية ومنح الحياة الأبدية في ملكوت السموات للصالحين والمؤمنين.
يتفرع من المسيحية عدّة مذاهب، أما مذاهبها الرئيسية فهي: الكاثوليكية، الأرثوذكسية، {تقسم بدورها إلى أرثوذكسية غربية مثل كنيسة اليونان، وأرثوذوكسية شرقية أو قديمة (مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذوكسية)، وشتّى طوائف البروتستانتية. ويلي المسيحية في الترتيب استنادا على عدد الأتباع، الإسلام، ويلي الإسلام، الهندوسية.
ينقسم الكتاب المقدس (لدي المسيحيين) الى:
العهد القديم ( التوراة) التي تختلف قليلا عن التوراة لدى اليهود حيث يرفض المسيحيون بعض الأسفار لدى اليهود على اساس انها مضافة ويروا في العهد القديم النبوات التي انبأت عن حياة وقيامة المسيح ورجوع الملك ودينونة العالم العهد الجديد ويتكون من 4 اناجيل هي:
إنجيل متى
إنجيل مرقس
إنجيل لوقا
إنجيل يوحنا
مجموعة من الرسائل والكتابات الأخرى.
لقد جاء الدين المسيحي بوصايا ومواعظ كثيرة منها: (ليست حياة الناس بالطعام والشراب فحسب بل بالأيمان والتحلي بالفضائل)، انجيل متى، الإصحاح الرابع – الآية 4. و(للجائع أن يأكل ما تحرمه الشريعة) انجيل متى 12/1-4. و(الدعوة للرحمة بالبؤساء والمساكين والضعفاء)، متى 5/6. و (من أطعم أو أعان فقيرا فالله يجزيه)، متى 25/24-40. و(النهي عن عبادة المال)، متى 6/24. و(التنديد بالذين يتظاهرون بالعطف على الفقراء وهم سارقون) انجيل يوحنا 12/3-8). و(الدعوة إلى الرحمة والتسامح والمسالمة – متى 5/7. و(من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا)، متى 5/39-44. و (تفضيل الطهارة المعنوية على الطهارة الحسية، متى 15/11، 19/20.
لقد كانت دعوة المسيح عليه السلام هي مقاومة مادية المجتمع والاستغلال والهيمنة، ورده إلى الأخلاق الكريمة كالتسامح والبذل والبر بالفقراء واطراح الشهوات، وكان مثالا للتقشف وترك الدنيا والتخلي عن الأموال وعدم الإفراط في المأكل والملبس والمسكن، وكان أحيانا يمشي حافيا عاري الرأس، وأحيانا أخرى يركب حمارا (كما جاء في انجيل متى 21/2)، وكذلك كان أصحابه وحواريوه، ينهون دائما عن تعدي الإنسان على أخيه وظلمه، وجاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينتوس 6/9 ما يلي: (إن الظالمين لا يرثون ملكوت الأرض) وكذلك (كانوا ينهون على الفواحش وإتباع الشهوات)، ويدعون إلى تفضيل قوة الروح على قوة الجسد ويؤكدون على التسامح مع الظالمين.

ويمكن تلخيص دعوة تلاميذ المسيح عليه السلام بعناوين ثلاث هي، (البر، والتعفف، والدينونة)، أعمال الرسل 24/25. لقد اتخذت دعوة المسيحية في محاربة الفقر والظلم، شكلا أخلاقيا تربويا مناسبا للبيئة التي عاش فيها المسيح، ونادى برسالته، ولها إثر هام في انحسار الوثنية عن جزء كبير من العالم وتخليصه من قسوة المادية ومقاومة الظلم بكل أشكاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق