في هذه القصيدة اختار الشاعر بحر الرمل المشهور بالفخامة، وقد استخدم فحول شعراء العرب مثل المتنبي وأبي نواس وابن الرومي هذا البحر الشعري نظرا لفخامته، ولعل شاعرنا الشاعر محمد ثابت استخدم هذا البحر ليناسب الحالة الشعرية التي يمر بها وهي حالة من الشجن والحزن الجميل.فهو يتكلم عن دنيا الأفاعي والتماسيح التي لا مكان للشعراء فيها، وقد جعل من( أمه) عليها رحمة الله (حائط مبكي)، يستحضر الشاعر روحها ليشكو إليها دنيا الأفاعي حيث يقول:
آه لو تدرين أمي
بالمعاناة الشجية
بحياة كلها غش
وقتل بالهوية
آه لو تدرين أمي
باليالي السرمدية
فقد جعل أمه جزيرة نائية، يبكي عليها أهوال الحياة ،ومعاناة الجنس البشري، ويشكو إليها اللعنة التي تطارد كل انسان نقي، طاهر النفس والقلب .فقد صال وجال الشاعر عازفا بحروفه وكلماته لحنا شجيا فريدا .
بقلم الشاعر الكبير
طه فخري
عضو اتحاد كتاب مصر
——-
كُـلُّـنَـا رَهْـنُ المَـنِـيَّـةْ/ قَصِيـدَةٌ لشـاعِـرِ الأمة مُحَمَّد ثـَابـِت
—————————–
إِنـَّهَـا الـدُّنـْيَـا الـفَـتِـيَّـةْ
كُـلُّ مَـنْ فِـيـهَـا ضَحِـيَّـةْ
نـَرْسُـمُ الأَحْـلاَمَ وَهْـمَـاً
ثـُمَّ نـَصْحُـو فِـي الـبَـلِـيَّـةْ
نـَرْتـَجِـي مِـنْـهَـا حَـنَـانـَاً
كُـلَّ صُـبْـحٍ وَعَشِـيَّـةْ
مَـنْ يـَرَاهَـا فِـي ثِـيَـابِ العُـرْ
سِ تـَلْـهُـو مِـثْـلَ حَـيَّـةْ
تـَغْـرِسُ الأَنـْيَـابَ فِـيـنَـا
تـَذْبـَحُ الـرُّوحَ الأَبـِيَّـةْ
هَـذِهِ دُنـْيَـا الأَفَـاعِـي
هَـذِهِ الـدُّنـْيَـا الشَّـقِـيَّـةْ
آهِ لَـوْ تـَدْرِيـنَ أُمِّـي
بـِالمُـعَـانـَاةِ الشَّـجِـيَّـةْ
بـِحَـيَـاةٍ كُـلُّـهَـا غِـشٌّ
وَقَـتْـلٌ بـِالهُـوِيـَّةْ
آهٍ لَـوْ تـَدْرِيـنَ أُمِّـي
بـِاللَّـيَـالِـي السَّـرْمَـدِيـَّةْ
كُـلُّ مَـنْ فِـي الكَـوْنِ يـَبْـكِـي
بـِدُمُـوعٍ مَـقْـدِسِـيّةْ
مَـا عَـلَـى الأَرْضِ سَـلاَمٌ
كُـلُّـنَـا رَهْـنُ المَـنِـيَّـةْ
قصيدة لشاعر الأمة
محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى
باتحاد كتاب مصر
– مؤسس نادي أدب قصر ثقافة البدرشين
