الصحه والجمال
نصائح رمضانية صحية للصغير والكبير
يحلو الحديث عن بعض النصائح الرمضانية التي تفيد الصائم في الجوانب الروحية والنفسية والجسدية لصيام ما تبقى من أيام فضيلة بأريحية ومضاعفة بأداء الطاعات .
ولكي يكون رمضان لنا شهر الصحة والنشاط والعطاء إلى جانب شهر الرحمة والمغفرة , يجب علينا أن نتبع تلك النصائح الهامة للصائم أهمها :
- كلوا واشربوا ولا تسرفوا “الأعراف ” , أي تجنبوا إياكم والإسراف :
تلك هي آية في كتاب الله، جمعت علم الغذاء كله في ثلاث كلمات , فإذا جاء شهر رمضان، والتزم الصائم بهذه الآية، وتجنب الإفراط في الدهون والحلويات واللحوم والأطعمة الثقيلة، فإنه سيخرج في نهاية شهر رمضان، وقد نقص وزنه قليلا، وانخفضت الدهون، وسيكون في غاية الصحة والسعادة، وبذلك سيجد في رمضان وقاية لقلبه، وارتياحا في جسده .
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين، للأسف الشديد، بقواعد الإسلام الصحية في غذاء رمضان ورغم إسرافهم في تناول الأطباق الرمضانية الدسمة والحلويات، فإن صيام رمضان قد يحقق نقصا في وزن الصائمين بمقدار 2-3 كيلوجرامات في عدد من الدراسات العلمية .
- لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ” التعجيل في الفطور ” :
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه , حيث في التعجيل بالإفطار آثار صحية ونفسية هامة , فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار والتأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه، ولا ترضاه الشريعة الإسلامية.
- إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر:
وهذا حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الأربعة وعن أنس رضي الله عنه ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات ، فإن لم تكن رطيبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء ” رواه الترمذي وأبو داود.
فالصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع، يدفع عنه الجوع، مثلما هو بحاجة إلى الماء .
ويحق الإفطار على التمر والماء هدفين وهما دفع الجوع والعطش , كما تستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف مما يقي من الإمساك، ويعطي الإنسان شعورا بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول مختلف أنواع الطعام .
- أفطر على مرحلتين :
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجل فطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل صلاة المغرب، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره , وفي ذلك حكمة نبوية رائعة , فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع , كما ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالمهم .
ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم .
- اختيار غذاء صحيا متكاملا وشاملاً :
احرص على أن يكون غذاؤك متنوعا وشاملا لكافة العناصر الغذائية، واجعل في طعام إفطارك مقدارا وافرا من السلطة، فهي غنية بالألياف، كما تعطيك إحساسا بالامتلاء والشبع، فتأكل كمية أقل من باقي الطعام , إلى جانب تجنب التوابل البهارات والمخللات قدر الإمكان , كما يستحسن تجنب المقالي، فقد تسبب عسر الهضم وتلبك الأمعاء .
ويجب الاكثار من تناول الفواكه والخضروات الطازجة لاحتوائها على الفيتامينات التي يحتاجها الجسم كما انها تتوفر على كميات من الماء مهمة جدا
- الاهتمام بتناول وجبة السحور:
لا شك في أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد , حيث حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : “ما تزال أمتي بخير ما تجملوا ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور” ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها .
- تجنب الأطعمة شديدة الملوحة لكي لا تشعر بالعطش:
تجنب الأغذية الشديدة الملوحة، وتجنب التوابل والبهارات وخاصة عند السحور لأنها تزيد الإحساس بالعطش, كما يستحسن تجنب استعمال الأغذية المحفوظة أو الوجبات السريعة التحضير, واشرب كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في تناول المشروبات الغازية مع وجبتي الفطور والسحور .
و يستحسن تجنب العصائر المحلاة والمخللات والأطعمة المملحة لمنع زيادة الشعور بالعطش، فالفرد عادة يحتاج في اليوم الى حوالي 33 لترات ماء.
- أكثر من تناول أطعمة غنية بالألياف لتتجنب الإمساك :
وإذا كنت ممن يصابون بالإمساك، فأكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار، وحاول أن تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية، واحرص على صلاة التراويح وأداء النشاط الحركي المعتاد.
- اهضم الطعام جيدا :
مضغ الطعام بشكل جيد يساعد على تنشيط الهضم بشكل جد فعال، فإطالة وقت المضغ يشعر الانسان بالشبع ويحقق الاستفادة من افرازات الغدد اللعابية
- تجنب النوم بعد الإفطار:
بعض الناس يلجأ إلى النوم بعد الإفطار والحقيقة، فإن النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله , ولا بأس لو قمت بالاسترخاء قليلا بعد تناول الطعام .
- داوم على ممارسة الرياضة :
ممارسة نشاط حركي بعد الفطور كالمشي أو صلاة التراويح، شيء جيد جدا، حيث تساعد على تسهيل الهضم وتمنع تراكم المواد الضارة بالجسم
- رمضان فرصة للتوقف على التدخين:
من المؤكد أن فوائد التوقف عن التدخين تبدأ منذ اليوم الأول الذي يقلع فيه المرء عن التدخين، فمتى توقف عن التدخين بدأ الدم يمتص الاكسجين بدلا من غاز أول أكسيد الكربون السام، وبذلك تستقبل أعضاء الجسم دما مليئا بالأوكسجين، وتخف الأعباء الملقاة على القلب شيئا فشيئا .
والمدخنون الذين يريدون الإقلاع عن هذه العادة الذميمة سوف يجدون في رمضان فرصة جيدة للتدرب على ذلك .
فإذا كنت أيها الصائم تستطيع الإقلاع عن التدخين لساعات طويلة أثناء النهار، فلماذا لا تداوم على ذلك , وليس هذا صعب بالتأكيد، لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة، وتخيل دائم لما تسببه السيجارة من مصائب لك ولمن حولك .
- تجنب الغضب في رمضان (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب):
حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه , فماذا يفعل الغضب في رمضان ؟ من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم بمقدار كبير، وإذا ما حدث ذلك في أول الصيام ( أي أثناء هضم الطعام ) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من الجليكوجين في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للعراك، وهي بالطبع طاقة ضائعة .
وقد يؤدي ارتفاع الأدرينالين إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكولسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين .
- لا تقطع أرحامك :
احرص على صلة الرحم كل يوم وان تبر بوالديك وان تفطر معهما وأن تدخل السرور عليهما، أكرم جيرانك واحرص على ان تساعد اخوانك المحتاجين.
فعن عائشة وابن عمر -رضي الله عنهم -عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: ” مازال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه. متفق عليه.
- أخلص نيتك لله وحده ،وأكثر من الطاعات:
لأنك لن تؤجر الا بالإخلاص، واياك أن تتردد في نيتك للصيام، فانه لا يصلح في الطاعات التردد، فلابد من العزم، انما لكل امء ما نوى , وتب قبل دخول رمضان , كما عليك الاكثار من الدعاء عند رؤية الهلال وعند الإفطار , ودوما كن مستعداً للصوم بتثبيت النية , فالنية لا تتطلب اللفظ باللسان وانما في القلب فقط .
- للسيدة الحامل والمرضعة عليكم بتوزيع طعام الإفطار على وجبتين :
ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فإذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار، والباقي بعد أربع ساعات .
كما تنصح بتأخير وجبة السحور، والإكثار من اللبن الزبادي، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات .
أما المرضعة، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية .
- دربوا أطفالكم على الصيام برفق ولين:
ينبغي تدريب الطفل على الصيام بعد سن السابعة، وتعتبر السنة العاشرة السنة النموذجية لصيام الطفل، ولا يجوز ضربهم أو إجبارهم على الصيام لأن ذلك قد يدفع الطفل إلى تناول المفطرات سرا ، ويراعى التدرج في صيام الطفل عاما بعد عام .
ويجب على الأم أن تراقب طفلها أثناء صيامه، فإذا شعرت بمرضه أو إرهاقه وجب عليها أن تسارع بإفطاره .
وهناك عدد من الأمراض التي تمنع الطفل من الصيام كمرض السكر وفقر الدم وأمراض الكلى وغيرها , لذلك ينصح الآباء والأمهات بأن يحتوي طعام الطفل على كافة العناصر الغذائية، وأن يحرصوا على إعطائه وجبة السحور .
- رخصة الإفطار للمريض والصائم “فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” (البقرة 184)
فمن رحمة الله بعباده أن رخص للمريض الإفطار في شهر رمضان، فإذا أخبر الطبيب المسلم مريضه أنه إذا صام أدى صيامه إلى زيادة المرض عليه أو إلى إهلاكه وجب عليه الإفطار . والفطور رخصة للمريض، كما هي للمسافر، ولكن لو تحامل المريض على نفسه وصام أجزاه الصوم، ولا قضاء عليه، غير أنه إذا شق عليه الصوم مشقة شديدة، فليس من البر الصوم في المرض، بل ربما كان المريض أولى من المسافر بهذا، لأن المسافر الذي يشق عليه السفر يجب عليه الفطر خشية المرض، فالمرض أشد خطرا، ولهذا قدم في القرآن على السفر .
- نصيحة لمرضى القلب :
يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام، فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر, فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم.
والمصابون بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام، وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم.
وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام .
وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة، والمصابين بهبوط ( فشل ) القلب الحاد، والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم .
- نصيحة للمصابين بالحصيات الكلوية:
إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان , أما إذا كانت لديهم حصيات، أو قصة تكرر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية .
ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة .
ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج، وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها .
- نصيحة لمرضى السكر:
إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام، فينبغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له .
وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور.
ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب.
وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا .
- نصيحة للمصابين بعسر الهضم:
كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الإثنى عشر أو التهاب في المريء أو أي سبب عضوي آخر. وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات، كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة، والابتعاد عن البهارات.
ختاما اغتنم رمضان لكي تخرج بفوائد كل النصائح التي قدمناها لك , ولكي تخرج بجسم سليم وقلب تائب طامع في رحمة الله ومغفرته – تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال _