الرئيسية
تفاعلا مع الحلقة الأخيرة من قلوب شاعرة التي بثها شاعر الأمة محمد ثابت على قناة همسة سماء الثقافة..مع الفنان محمد عشوب
شاعر الأمة محمد ثابت

تفاعلا مع الحلقة الأخيرة من قلوب شاعرة التي بثها شاعر الأمة محمد ثابت على قناة همسة سماء الثقافة..مع الفنان محمد عشوب
—–
بقلم
الشاعرة التونسية عيادة جابر
—–
هي حلقة جديدة وموعد جديد مع الابداع والامتاع في حضرة الفن شعرا ولحنا وتنشيطا.
كانت فعلا سمفونية رائعة ومعزوفة أثيرية حالمة صاغها بامتياز وقادها باقتدار شاعر مبدع ومحاور لبق محترف اسمه شاعر الامة محمد ثابت بحضور ضيفه الفنان الراقي صانع مجد السينما المصرية بلمساته الفنية السحرية التي تحول الوجه العادي الى وجه خارق معبر عن اللحظة السينمائية الفارقة في النص الدرامي، انه ” الماكيير ” محمد عشوب.
اما اذا كان نجم الحلقة هو الغائب الذي لم يغب، هو الحاضر بابداعه، هو الملحن العبقري بليغ حمدي فان السمو الى عوالم النشوة السرمدية متحقق لا محالة.
لقد كان المتحاوران متميزين يمثلان شاهدين على العصر عصر الرقي الفني واللحن الشجي، عصر العمالقة بامتياز.
كانا يشدان المتلقي بالصدق والتلقائية والحرفية في نقل الأحداث وسرد زوايا خفية من حياة الملحن العبقري بليغ حمدي خاصة مع الفنانة الراحلة صاحبة الوجه الصبوح والحنجرة الذهبية الفنانة وردة الجزائرية. فهما يكشفان ما خفي من هذه الحياة المتقلبة ويصححان ما نقل عنهما خطأ، كاشفين عن ذات فنية وموهبة فذة لهذا الملحن والشاعر المميز يصعب ان يجود الزمان بمثلها. لقد كان يتميز باحساس مرهف وموهبة خلاقة وصدق في المشاعر عبر عنها المتحاوران أيضا بحب وصدق. وهذا ليس بغريب على فنانين محترفين متميزين في الفن كل في مجاله وقريبين بطريقة متفاوتة من بليغ حمدي وخاصة الأستاذ محمد عشوب.
ان أجمل ما يشدك الى هذه الحلقة حقا هي صفة الصدق تلك القيمة الأخلاقية الجمالية الانسانية التي طبعت فن بليغ حمدي فهي تحول العمل الفني من مجرد صناعة تقنية الى تجربة انسانية خالدة. لأن الصدق يمنح الفن قدرة على ملامسة وجدان المتلقي وتحريك مشاعره والارتقاء به من عالم مادي مدنس الى عالم مثالي مقدس تتناجى فيه الارواح حبا وودا وصفاء لأن الانسان بطبعه يستجيب لما يشبهه في الالم والفرح والحنين والأمل.
والملحن بليغ حمدي تميز بقدرته على الانصهار الوجداني مع النص الشعري اذ قيل عنه انه كان يلحن الكلمة كما لو كانت جزءا من تجربته الشخصية.
اذن، سر خلود هذا الملحن العبقري في تقديرنا لا يكمن في التجديد الموسيقي وحده بل في صدق المشاعر الذي وسم تجربته. فقد خاطب الانسان في عمقه لا في ذائقته السطحية فبقيت ألحانه حية متجددة على مر الأجيال ليؤكد لنا أن الصدق في الفن ليس قيمة أخلاقية فحسب بل هي قيمة جمالية تضمن للفن استمراريته وقدرته على العبور من زمن الى اخر كما تضمن لصاحبه المبدع الخلود. وليس ادل على ذلك من هذا المثال، مثال بليغ حمدي نجم هذه الحلقة من “قلوب شاعرة” الذي نراه يكرم بكل حب واخلاص وصدق من قبل الشاعر القدير والمنشط البارع محمد ثابت وضيفه الخلوق المخلص الأمين محمد عشوب. تحية تقدير لهما على وفائهما النادر الذي لا يقل قيمة عن الصدق في تجسيد معنى الخلود.
لقد كانا فعلا نجمين متلألئين في همسة سماء الثقافة ولحنين رقيقين شفافين في قلوب شاعرة ينقلان ببراعة واقتدار تجربة فنية متفردة تستحق الخلود.
بقلم
الشاعرة التونسية عيادة جابر



