نشاطات

ربيع علم الدين يفوز بـ”فيمينا”: خصوصية الروائي

في حدث أدبي غير عابر، يحصد الكاتب اللبناني ربيع علم الدين جائزة “فيمينا” (لأفضل رواية مترجمة). حيث نالها كاتب لبناني “غير فرنكفوني”، وهي علامة الى التفات لجنة الجائزة المرموقة فرنسيّا، الى أدب لم يترجم الى لغة بودلير. إذ يكتب علم الدين باللغة الإنجليزية، وينشر أساسًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعيش بين سان فرانسيسكو وبيروت.

فوز صاحب رواية “امرأة لا لزوم لها”، يعدّ تكريمّا لخصوصية الروائي، ولغته المكثفة في التقاط تفاصيل مرمية. عن كتابه “حيوات الورق”، التي ترجمت هذا العام الى الفرنسية. وتحكي عن، عليا، وهي سيدة لبنانية تجاوزت السبعين من عمرها. تعيش في بيروت التي لم تغادرها يومًّا.

shareيكتب علم الدين بالإنكليزية وفوزه يعد تكريما لخصوصيته الروائية

يستفيض علم الدين في استعراض حياة المرأة وتعقيدات ذكرياتها. مستحضرًا أمامنا خيباتها الشخصية وخيبات مدينتها بيروت، التي تشبهها. وتستعيد عليا الماضي، بدءًا من الشقة التي تعيش فيها، التي تقاسمتها مع زوجها الذي اقترنت به وهي في السادسة عشرة من عمرها (كان ذلك في خمسينيات القرن الماضي)، لكن زواجهما لم يدم لأكثر من أربع سنوات.

أقرأ/ي أيضًا: آسيا جبار.. تمنح “بركتها” للشباب

كانت عليّا صاحبة مكتبة، لهذا تمثّل الكتب لها “الأصدقاء المخلصين”. وإلى جانب مهنة بيع الكتب، مارست الترجمة لمدة خمسين سنة، حيث نقلت إلى العربية أمهات الروايات العالمية ولأبرز كتّابها، لكنها ترجمات لم ترغب في نشرها أبدّا خلال هذه “الحيوات” المتأرجحة ما بين الماضي والحاضر، نكتشف أجزاءً من “تاريخ” بيروت المخفي. خصوصًا المتعلق بفترة الحرب الاهلية وانعكاساتها على اليوميات والأفراد.

shareتحكي روايته عن امرأة سبيعينية تستحضر ذكريات بيروت وخيباتها وأجزاء من تاريخها المخفي

رواية دافئة ومستذكرة، لم تسقط في هفوات التاريخ ولغته الصلفة، بل عاكسته. وقدمت ذكريات سيدة وألم مدينتها على أنه طازج وحيّ، رغم بعثرته. وهو ما دفع بالروائي الفرنسي ماتياس إينار أن يصف شخصية عليّا “بأنها أجمل شخصية نسائية قدمها لنا الأدب منذ فترة طويلة”.

ومع جوائز “فيمينا” يفتتح موسم الجوائز الأدبية لهذه السنة والتي ستنتهي يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، من دون أن ننسى “غونكور” التي تعلن يوم 3 من الشهر المقبل. ونال الكاتب الفرنسي ماركوس مالت (1967) الجائزة عن روايته “الصبي”، بعدما استحوذ عليها كريستوف بولتانسكي العام الماضي عن روايته “المخبأ” (دار ستوك).

وأشادت رئيسة الجائزة منى عزوف برواية “الصبي” إذ قالت: “الكتاب يمثل ملحمة كبيرة، تاريخًا مهيبًا يعيد إحياء أسطورة صبي يعيش في البرية وينتقل الى التحضّر”. وأضافت “إنها رواية عظيمة عن التعلّم وتسليط الضوء على بربرية الإنسان في الحرب”.

وتأخذنا الرواية الى العام 1908، وتتحدث عن صبي لا إسم له (1908-1938)، يعيش مع أمه في أحد براري جنوب فرنسا، ولا يعرف غير والدته والمحيطين به الى حين انتقاله الى الاختلاط بسكان آخرين يعيشون في ما يسمونه “حضارة”. وما يلبث أن يكتشف أن هذه الحضارة لا تعني سوى الوحشية والبربرية عبر شنّ الحروب من دون أن يعلم لماذا يتقاتلون. في هذه الرواية التي خلط فيها مالت مجموعة من الأنماط الأجناس من الشعر والمناخات السوداء وأيضًا النفس الملحمي، عرف الكاتب جيدًا كيفية مفاجأة القراء في انتقاله بسلاسة في ما بينها. ينتهي الأمر بهذا الصبي الى التخلّي نهائيًا عن كونه “إنسانًا متحضرًا”، ويعود الى حالته الأصلية.

أقرأ/ي أيضًا:

مقالات ذات صلة

إغلاق