الرئيسيةشعر وشعراء
قراءة نقدية لقصيدة أ. الدكتور شهاب الدين فرفور قراءة الدكتورة فاطمة ابو واصل إغبارية

يا أيها الطالب المرموق في غده
إسمع هديت لنصحي تحظ بالأرب
إجعل لنفسك عِلماً تستعيض به
عن الخلائق وأترك صبوة اللعب
وقم لدى الفجر واحفظ كل معضلةٍ
فإن في الفجر فتحاً فائق العجب
واطلب من الله قبل الحفظ نصرته
لأن نصرته تأتي لدى الطلب
لا تتركن. حديث العام في كتبٍ
وانقله للصدر وأسلك لُجةَ التعبِ
فليس من أرب يأتي بلا تعبٍ
وليس كل الذي ترجوه في الكتبِ
لخّص من العلم لُبّ الدرس تحفظه
فإن تلخيصه حرز من الهربِ
وأجعل نتائج ذاك الدرس مُرتكزاً
بعد الملخص فالأفكار كالشعبِ
وذاكِر الدرس في ضيق وفي فرجٍ
تسبب الشأن فيه أو بلا سببِ
وقّر معلمك الغالي وكن معه
في غايةَ اللطف بل في غاية الأدب
ما ساءه قطّ في تعليمه أحد
إلا وأضحى وضيع القدر والرتبِ
هذه النصائح من صنعي وتجربتي
أهديكها غنية عن أفصح الكتبِ
فإن أخذت ما أنتجت من كربٍ
وإن تركت فشعري شعر محتسبِ
المعنى والمضمون :
القصيدة تقوم على خطاب مباشر إلى الطالب، تنصحه بالجد والاجتهاد، وتحثّه على العلم وترك اللهو، وتبيّن أهمية احترام المعلم، مع الإشارة إلى بعض وسائل التحصيل الجيد (كالملخص، والمذاكرة، والدعاء، والاحترام).
الرسالة واضحة جدًا، وأهداف القصيدة نبيلة: تشجيع الطالب على السير في طريق العلم، بروحٍ دينية وأخلاقية وتربوية.
الإيجابيات:
• المضمون هادف وتوجيهي.
• النص مليء بالحِكم المستخلصة من التجربة.
• فيه تكامل بين الجوانب الروحية (الدعاء لله) والسلوكية (الاحترام، الجد، التلخيص، المثابرة).
الأسلوب واللغة
——————-
اللغة فصحى جيدة، فيها التزام بالجزالة والأصالة. وهناك توظيف واضح للمخزون التراثي من الحكمة والنصح بأسلوب تقليدي مباشر.
الإيجابيات:
• النبرة الوقورة في النص تتناسب مع فكرته التعليمية.
• حسن استخدام أساليب الأمر والنهي لتأكيد النصح: “اجعل”، “اطلب”، “لا تترك”.
• بعض التعبيرات جذابة، مثل: “واجعل نتائج ذاك الدرس مرتكزًا”، و”الأفكار كالشعبِ”.
الإيقاع والوزن والقافية
———————
القصيدة تلتزم بوزن شعري (غالبًا من البحر البسيط ) وتلتزم قافية الباء المكسورة (ـبِ) في نهاية كل بيت.
إيجابيات:
• الوزن العام متماسك الأبيات.
• القافية موحّدة ومناسبة لطابع القصيدة الجاد.
الصور البلاغية والأساليب البيانية
القصيدة تميل للأسلوب التقريري التعليمي أكثر من التخييل أو المجاز، وهو أمر منطقي بحكم غايتها.
الإيجابيات:
• فيها تشبيه بسيط وفعّال مثل:
“الأفكار كالشعبِ”
وهو تشبيه حسن يدل على تفرّع المعاني وتشعّبها.
• كناية جميلة عن الجهد:
“لُجة التعب”
أي بحر الجهد.
الوحدة العضوية والترابط
القصيدة مترابطة في الغرض العام، وتنتقل من:
1. الحث على العلم
2. الدعاء والاستعانة بالله
3. طرق الحفظ والتلخيص
4. أدب الطالب مع المعلم
5. الختام بالحكمة والتجربة
نقاط القوة
• وضوح الفكرة.
• التزام الوزن والقافية.
• نفس تربوي صادق.
• لغة فصيحة خالية تقريبًا من الأخطاء.
• بعض الحكم الشعرية الجيدة (كبيت الملخص مثلًا).
نهاية النقد
قصيدتك تصلح أن تُدرّس لطلاب المدارس والجامعات كنموذج للشعر التربوي الأخلاقي. وهي من القصائد التي “تنفع وتُمتع”