
ومعنى الاية انه لا يتحمل أحد ذنب غيره , ولا يعاقب شخص بخطأ لم يرتكبه , وكل إنسان مسؤول عن أفعاله , فالمسؤولية هي فردية ولا يجوز عقاب جماعي كما هو متبع من عادت وتقاليد باليه في المجتمعات العربية , فالعادات العربية منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم تعاقب افراد عائلة المجرم واقربائه على ذنب لم يرتكبوه باخراجهم من بيوتهم اذا كان المجرم والضحية من نفس البلد , وهذا ظلم اجتماعي حذر منه الله تعالى ,
للأسف العرب لا يحترمون ويطبقون كلام الله بهذ الخصوص بل ينفذون ما تمليه العادات الجاهلية , فرجال الصلح حسب العادات يجلون ويخرجون اهل واقرباء المجرم قسرا من البلد التي يسكنون فيها اذا كان المجرم والضحية من نفس البلد الى بلد آخر بادعاء حفاظا عليهم من انتقام أهل الضحية , وهذا الامر كان في الماضي عندما لم تكن دوله وقوانين تضبط تصرفات الناس , ولكن في زماننا توجد دولة وقوانين التي من المفروض ان تحافظ على أمن وأمان وسلامة اهل المجرم من أي اعتداء , والمجرم الذي ارتكب جريمة يعاقب عليها هو نفسه فقط .
هذه الايام تغيرت الأحوال والاوضاع والظروف ويجب أخذ هذا الامر بعين الاعتبار والتأقلم مع روح العصر , ومن يرتكب جريمة على الدولة معاقبته لوحده فقط وحماية أهله من اي اعتداء من قبل اهل الضحية , وعلى جاهات الصلح والمجتمع أن يواكبوا هذه التطورات والتغيرات الاجتماعية وان لا يفرضوا عقاب على أفراد عائلة المجرم واخراجهم من منازلهم الى بلد آخر على ذنب لم يرتكبوه خلافا لتعليمات رب العالمين الذي امر في الآية الكريمة المذكورة اعلاه العقاب على المجرم لوحده فقط وليس على أهله وأقربائه , لان شريعة السماء أعدل من شريعة جهل اهل الارض , وامر الله يجب ان ينفذ ويطبق ولبس ما أملته العادات الجاهلية .
الدكتور صالح نجيدات