مقالات

(كل اختلاف له بين الثنايا ائتلاف).

الدكتور الطيب علي ابو سن

إنعام النظر ، وإمعان البحث والتنقيب في ما عن الأذهان في بعض الأحيان يغيب ، يسفران عن اندياح نتاجه ضرب من الارتياح .
إن الحوار الذي جرى بين رب العزة جلَّ في علاه ، وبين الملائكة بشأن خلق آدم عليه السلام كان يتعلق بكفاية الخليفة وقدرته على حمل الأمانة، وما جرى من تعليمه الأسماء كلها يحمل المستمع العابر على تحدي إدراك الأسماء لتنتهي الآية بالقول: إن كنتم (عالمين) بيد أن الآية قد انتهت بالقول: إن كنتم (صادقين) ، فما صلة الصدق بأمر هو للعلم أقرب؟
تزول علامة الاستفهام بعد إعمال التفكير في سيناريو حلقة الحوار التي عُقِدت بين الملائكة ، والتي شملت قولهم في ما بينهم: لا مجال للاعتراض،وعلى كل حال فإن آدم لن يفوقنا قدراً وعلماً،ممهدين الطريق أمام شرعية السؤال(إن كنتم صادقين) ، فإن صدق قولكم بتفوقكم علمياً فأنبئوني بالأسماء التي سبقكم على نوالها آدم عليه السلام.
ومن نتائج التدبر والتقصي ورود عبارة( وكان رسولا نبيا) بعامة ، وزيادتها عند ذكر إدريس وإسماعيل عليهما السلام ، فكان إسماعيل صادق الوعد،ورُفِع إدريس مكاناً علياً.
أما بشأن إسماعيل عليه السلام، فقد رُوِي عنه إنه قد كان على موعد للقاء رجل فتأخر الرجل عن موعده أياما لم تحمل نبيَّ الله على مغادرة المكان حتى حضر الرجل ، ولم ينل من إسماعيل عليه السلام إلا عتاباً خفيفا.
وأما قصة إدريس عليه السلام فقد حدثت يوم أن كان في لقاء مع جبريل عليه السلام، وبينما كانا يتحدثان ظهر عزرائيل ملك الموت عليه السلام وقد بدت على وجهه سمات القلق مما أثار في نفس إدريس عليه السلام شعوراً هو الآخر بالانقباض فهمس لجبريل : هل لك أن تأخذني معك في رحلتك إلى السماء الرابعة؟
بوصول إدريس وجبريل عليهما السلام إلى السماء الرابعة لحق بهما عزرائيل عليه السلام وقد انفرجت أساريره وهو يهمس في أُذُن جبريل: شعور غياب الراحة عند لقائي بكما على الأرض كان منبته أمرٌ قد صدر لي بأخذ روح إدريس عليه السلام في السماء الرابعة ، وذلك بالطبع ليتحقق أمر رفعه مكانا عليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق