أخبار عالميه

حادث عنصرى فى إيطاليا يثير موجة غضب واسعة ، ومكتبنا بإيطاليا أول من فجر القضية

الإعلامي إكرامي هاشم ممثل منظمة همسة فى إيطاليا

 

شهدت مدينة فولينيو في إيطاليا حادثًا عنصريًا أثار استياءً واسعًا، بعدما تعرضت سيدة تونسية تُدعى “ذكري” لاعتداء عنيف داخل إحدى الصيدليات.

بدأت الواقعة عندما طالبها صاحب الصيدلية بمغادرة المكان موجهًا إليها عبارات عنصرية. وعندما قررت السيدة الرد دفاعًا عن نفسها، قام بجذبها من حجابها ووجه إليها لكمات في أجزاء متفرقة من جسدها. وعندها، أدركت السيدة خطورة الموقف، فبدأت في تصوير الحادثة بهاتفها المحمول، قبل أن يتدخل بعض المتواجدين داخل الصيدلية.

توثيق الحادث وتدخل الشرطة

أظهر الفيديو، الذي نشره مدير مكتبنا في إيطاليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشخص المعتدي وهو يوجه تهديدات بالقتل للسيدة. وبعد أن تمالكت الضحية نفسها، اتصلت بزوجها المصري وأخيها، اللذين قاما بدورهما بالاتصال بالشرطة.

قبل وصول قوة الشرطة، وصل الزوج والأخ إلى مكان الحادث، ليتفاجآ بصاحب الصيدلية يشهر سلاحًا ناريًا في وجهيهما، مهددًا إياهما بالقتل أيضًا. ومع وصول الشرطة، تم تفتيش منزل الصيدلي، حيث عُثر بحوزته على مسدسين تم تحريزهما، كما تم تفريغ كاميرات المراقبة التي أكدت صحة أقوال السيدة.

إثارة القضية وردود الأفعال

كان مكتبنا في إيطاليا أول من فجر القضية، عبر نشر فيديو الاعتداء على منصة “راديو العرب في إيطاليا”، ما دفع العديد من الجهات الحقوقية إلى التفاعل مع القضية، وعلى رأسها السفارة التونسية في روما. كما استضاف البرنامج الإعلامي “توك شو راديو العرب في إيطاليا” السيدة المعتدى عليها، بحضور الناشطة التونسية في روما، عربية عبيد.

خلال اللقاء، صرحت السيدة ذكري بأنها تعيش في المدينة منذ 24 عامًا، ولديها أربعة أبناء، ولم تشعر في أي وقت سابق بأي تمييز عنصري. لكنها أكدت أن الحادثة كانت صادمة، وسببت لها آثارًا نفسية جسيمة، مطالبة بالعدالة واسترجاع حقها عبر القانون الإيطالي.

بعد عرض اللقاء، تحولت قضية ذكري إلى قضية رأي عام، ودعت عدة جمعيات ونشطاء إلى حملة تضامن واسعة معها. كما تدخلت شخصيات سياسية بارزة للمطالبة بحقها.

دعم رسمي ومجتمعي

أعربت سفارة تونس في إيطاليا عن استنكارها للحادث، حيث تواصل القنصل العام التونسي في روما، السيد مروان كبلوطي، مع السيدة ذكري، مقدمًا لها الدعم القانوني والمادي. كما صرحت السيدة آمال عياد، الملحق الاجتماعي بالقنصلية التونسية في روما، بأنها صُدمت من وقوع مثل هذا الحادث في بلد متحضر كإيطاليا، الذي يدعم حقوق المرأة ويرفض العنف ضدها. وأكدت أن القنصلية التونسية لا تتخلى عن مواطنيها في مثل هذه المحن.

آمال عياد الملحق الإجتماعى بالقنصلية التونسية فى روما

من جانبه، أعلن البروفيسور فؤاد عودة، رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا، تضامن الجالية العربية مع السيدة ذكري، مشددًا على رفض كافة أشكال التمييز العنصري. وأبدى استعداده لتقديم الدعم القانوني، مستنكرًا الهجمة الأخيرة ضد الحجاب ومظاهر الثقافة العربية في إيطاليا، والتي تتعارض مع قيم الدولة كبلد متعدد الثقافات.

البروفيسور فؤاد عودة رئيس جالية العالم العربى فى إيطاليا

كما أعربت السيدة زينب محمد، رئيسة مسجد الهدى في روما، عن قلقها من هذه الحادثة التي تمثل خرقًا صريحًا لمبدأ المساواة والتعايش الذي يكفله الدستور الإيطالي. وأكدت أن الاعتداء يتناقض مع رسائل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان حول السلام وحقوق المرأة.

زينب محمد رئيس مسجد الهدي فى روما

بدورها، أعلنت السيدة أمل الفخراني، رئيسة جمعية الأسرة المثالية في إيطاليا، رفضها الشديد للاعتداء على السيدات، مؤكدة ضرورة التمسك بالحقوق الدستورية والقانونية لحرية العقيدة، ودعم السيدة ذكري حتى تحصل على حقها.

أمل الفخراني رئيس جمعية الأسرة المثالية فى إيطاليا

دعوات للتظاهر ضد العنصرية

أما الناشط التونسي هادي خيرت، رئيس جمعية التونسيين في إقليم أومبريا (الياسمين)، فقد دعا إلى عدم السماح بمرور الحادث مرور الكرام، مشددًا على ضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم لمنع تكرارها. كما دعا إلى تنظيم وقفة احتجاجية للفت نظر المجتمع الإيطالي إلى الحوادث العنصرية المتزايدة، والتأكيد على احترام رموز ثقافة الآخر.

الناشط هادي خيرات

وفي سياق متصل، دعت هيئة رئاسة الجالية المسلمة في أومبريا إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل في أكبر ساحات مدينة فولينيو، التي شهدت الحادث. وتم توجيه دعوة لجميع أبناء الجالية المسلمة ومنظمات المجتمع المدني في إيطاليا للمشاركة تحت شعار “لا للعنف، لا للعنصرية”. وأعلنت العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية دعمها لهذه الوقفة والمشاركة فيها.

الإعلان عن الوقفة الإحتجاجية

تصاعد التوتر العنصري في إيطاليا

يُذكر أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، وربما لن يكون الأخير، في ظل صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في إيطاليا، مما أدى إلى تصاعد حوادث الكراهية والتمييز العنصري. ومع وصول عدد أبناء الجالية العربية في إيطاليا إلى قرابة 4 ملايين نسمة، يبقى السؤال: هل سينجح العرب والمسلمون في فرض وجودهم والدفاع عن حقوقهم داخل المجتمع الإيطالي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق