“إن أرادوا إصلاحا ” للدكتورة أمل الفخرانى ؛ يزين معرض القاهرة الدولى للكتاب

( شعاع الأمل 3)

“إن أرادوا إصلاحا” هو الكتاب الأول للدكتورة أمل الفخراني، المعروفة بلقب “شعاع الأمل”، والذي تم إصداره في منتصف يناير 2025 ويعرض حاليا في معرض القاهرة الدولي للكتاب بالتعاون مع دار حابي للنشر والتوزيع.
حيث لاقى اهتمامًا واسعًا من الباحثين في مجال العلاقات الأسرية والتربية الحديثة.

أهمية الكتاب وهدفه

يهدف الكتاب إلى تقديم مرجع متكامل للعلاقات الأسرية والمشاكل الزوجية من منظور إسلامي حديث، معتمدًا على القرآن الكريم والسنة النبوية، مع مقارنة ذلك بالأنظمة الحديثة المستخدمة عالميًا، وخاصة الوساطة الأسرية التي تُعدّ أحد أبرز أساليب حل الخلافات الزوجية في أوروبا.

تتمحور فكرة الكتاب حول كيفية تحقيق التوازن في الحياة الزوجية، وضمان استقرار الأسرة من خلال الفهم الصحيح للعلاقة بين الزوجين، والوسائل الفعالة لحل النزاعات، مما يساهم في الحدّ من ارتفاع نسب الطلاق.

محتوى الكتاب بالتفصيل

يتكون الكتاب من خمسة فصول، كل منها يعالج قضية محورية تتعلق بالزواج والعلاقات الأسرية:

الفصل الأول: الزواج في الإسلام وأهميته
• يستعرض هذا الفصل المفهوم الإسلامي للزواج وأهميته كعلاقة مقدسة، استنادًا إلى الآية الكريمة:
“وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا”.
• يوضح الكتاب أن الإسلام لم يترك الزواج دون تنظيم، بل حدّد٨ شروط الزواج الصحيح، من حيث الإيجاب والقبول، والمهر، والشهود، وحقوق الزوجين.
• كما يتناول كيفية تعامل الإسلام مع الطلاق كحل أخير، ويوضح أحكام الطلاق وأسبابه المشروعة، مستعرضًا الطرق الإجرائية التي نصت عليها الشريعة الإسلامية لحماية حقوق الزوجين بعد الانفصال.

الفصل الثاني: عادات وطقوس الزواج في المجتمع المصري
• تحليل نقدي للعادات والطقوس المتبعة في الزواج داخل المجتمع المصري، خاصة تلك التي تتسبب في ارتفاع تكاليف الزواج وزيادة الأعباء المالية على الأسر، مثل المغالاة في المهور وتجهيزات الزواج.
• يناقش الكتاب ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق في مصر خلال العقود الأخيرة، ويحلل أسبابها الأساسية مثل:
• ضعف التواصل بين الزوجين.
• التدخل المفرط من الأهل.
• الضغوط الاقتصادية.
• التغيرات الثقافية السريعة.
• تقدم الكاتبة اقتراحات عملية لتجنب الطلاق وتحقيق الاستقرار الأسري.

الفصل الثالث: الوساطة الأسرية ودورها في حل النزاعات الزوجية
• يقدم الفصل شرحًا معمقًا لمفهوم الوساطة الأسرية، وهو أسلوب شائع في الدول الأوروبية، ويُستخدم لحل الخلافات الزوجية قبل اللجوء إلى الطلاق.
• يوضح الكتاب أن الإسلام كان السبّاق في تشريع الوساطة الأسرية، كما جاء في قوله تعالى:
“فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما”.
• يستعرض الشروط الواجب توافرها في الوسيط الأسري، سواء من الناحية الدينية، والاجتماعية، والنفسية لضمان فعالية دوره في تحقيق الإصلاح.

الفصل الرابع: الوساطة الأسرية بين النجاح والفشل
• يقدم الفصل أمثلة عملية من الواقع عن حالات تم فيها اللجوء إلى الوساطة الأسرية.
• يوضح أخطاء بعض الوسطاء التي تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلًا من حلها، مثل:
• التحيّز إلى أحد الطرفين.
• عدم فهم طبيعة المشكلة من جذورها.
• عدم تقديم حلول واقعية.
• كما يعرض نماذج للوساطة الأسرية الناجحة، موضحًا كيف ساهمت هذه الوساطة في إعادة بناء العلاقات الزوجية وإنقاذ العديد من الأسر من التفكك.

الفصل الخامس: الأسر المصرية في المهجر وتأثيرات الحياة الغربية
• يركز الفصل الأخير على التحديات التي تواجه الأسر المصرية المغتربة، خصوصًا في إيطاليا حيث تعيش الكاتبة وتعمل كوسيط أسري ومستشارة علاقات زوجية.
• تناقش الكاتبة أثر الثقافة الغربية على العلاقات الزوجية للمهاجرين، وكيف يمكن الموازنة بين العادات والتقاليد الإسلامية ومتطلبات الحياة في المجتمع الأوروبي.
• يعرض الكتاب حالات دراسية لأسر مصرية في المهجر واجهت تحديات مثل:
• اختلاف القيم بين الزوجين.
• تأثير البيئة الجديدة على الأبناء.
• الصعوبات القانونية المتعلقة بالطلاق والحضانة.
• يقدم الكتاب استراتيجيات عملية للتكيف مع المجتمع الغربي مع الحفاظ على تماسك الأسرة وهويتها الثقافية والدينية.

مميزات الكتاب
1. أسلوب سهل وسلس: يناسب جميع فئات القرّاء، سواء المتخصصين أو غير المتخصصين.
2. منهج علمي وشرعي: يعتمد على النصوص الدينية، والتحليل الاجتماعي، والتجارب الواقعية.
3. معالجة قضايا حديثة: يناقش قضايا مثل ارتفاع نسب الطلاق، وتأثير العولمة، ودور الوساطة الأسرية.
4. تطبيق عملي على الواقع: يعرض حالات دراسية حقيقية ويقدم نصائح عملية يمكن تطبيقها مباشرة.

الخاتمة

يمثل “إن أرادوا إصلاحا” إضافة مهمة إلى مجال العلاقات الأسرية، حيث يدمج بين المفهوم الإسلامي للأسرة والأساليب الحديثة في حل النزاعات. وهو مرجع لا غنى عنه لكل من يهتم بتعزيز استقرار الأسرة، سواء كانوا أزواجًا، أو باحثين اجتماعيين، أو مستشارين أسريين.

الكتاب الآن متاح في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ويعدّ فرصة قيمة للمهتمين بقضايا الأسرة والمجتمع.