مقالات

صانع السلام الدكتور علي موسى الموسوي الأمين العام للمجلس الدُولي للحوار الديني والإنساني

إنْ لم نقُل أنهُ قد حقق الأرقام القياسية في الحصول على التكريمات والأوسمة فقد حصدَالعديد مِن الجوائِز وشهادات التقدير عربياً وعالمياًودولياً، فمِن كِثرة عدد وأرقام التكريمات وشهادات التقدير أصبح الدكتور علي الموسوي تكريماً لِلتكريم بِحدِ ذاتهِ .. أصبح منارةً إنسانيةً يُحتذى بِها تُرسِلُ أشِعتها المُضيئة إلى كُل من يحتاجها مِن حولِها حيثُ بُؤر المآسي والحروب حيث أطفال الحروب المُشردين هُنا وهُناك وحيثُالأمهات الثكالى والمُجاهدين لِنصرةِ الحقّوالمرضى والمُتعبين في كُلِ مكان.  

وكما يُقال الألم يُعلِّم القلم فقد خرج مِن رحِمِهذا الألم وعايشَ الحرب مُنذُ نشأتهِ وشبابهِ في موطنهِ العِراق ورصدَ عن قُرب كإعلامي في شبكة الإعلام العراقي مُعاناة شعبِهِ وآلامِهِم وجُروحِهِم الكثيرة والكبيرة من جراء الغزو الأميركي الشرس آن ذاك، ولِإنهُ كذلِك حملَ رُوحهُ على كفهِ وحارب بِصوتهِ وبِقلمهِ في الميدان سنوات وسنوات إلى أن صقلتهُ الحروب وأنضتجهُ الجروح والأزمات فغدى تاجاً ألماسياً على رؤوس مِنصات السلام وبوصلةً مُحترفةً ونوعيةً تُقتدى بِها مَحطات الحِوارات الإنسانية في العالم ومُنتديات التداوُل التنويري والروحي في أهم المحافل الدولية.

الدكتور علي الموسوي من أهم صُناع السلام في الوطن العربي، والذي يُعتبر مِن بين خمسةشخصيات عالمية حُظَيت بِتكريم إنساني محض مِن قداسة البابا وهذا بِفضلِ أعمالِهِ الإنسانية وإِنجازاتِهِ الواسِعة والمُمتدة في سبيل نشر السلام والحُب في كُل أطراف العالم.

 

ومن أهم شهادات التكريم والتقديرَ التي حصلَعليها هي شهادة راعي الحِوار والوِسام الذهبي من الاويسكو (المُنظمة العالمية لِحوار الأديان والحضارات) 2019، ثُم زُرِعت غرزة من شجر الأرز في غابة أرز الباروك في جبل لُبنان باسمهِ ضِمن قائِمة الشخصيات الإنسانية في العالم، أيضاًتلاها حُصولهُ على دِرع زايد الخير لِلعمل الإنساني عام 2021 تعزيزاً لِلقيم الإنسانية والعمل التطوُّعي، وأيضاً تم تكريمهُ بِالراية المُحمدية البيضاء مِن قِبل مجلِس عُلماء الرباط المُحمدي في العراق 2022 وايضاً تقلّد وِسام الفاتيكان تكريماً لهُعام 2023، وحصل على دِرع صانِع السلام في المُؤتمر الدولي الأول ُماسية تاء التدريب) في الإمارات العربية المُتحِدة مِن قِبل الشيخ سالِم سُلطان القاسمي والشيخة فاطمة بنت راشد.

تلتها نيلهُ جائِزة جنسيتي انسان ولقب صانِع الأُمنيات مِن قِبل مركز أُمنيات لِرعاية وتأهيل أصحاب الهِمم في دبي والتي تُمنحُ لِإصحاب المُبادرات الفكرية والتطوعية ذات الطابِع الإنساني حولَ العالم والذي تمّ بِرعاية حضرة الشيخة مريم بنت محمد آل مكثوم.

حوار نرجس عبيد

ما شاااااء الله الدكتور علي المُوسوي الأمين العام لِلمجلِس الدُولي لِلحوار الديني والإنساني بحثتُفي سيرتك الذاتية وقرأتُ الكثير عن أعمالك واِنجازاتِك على صعيد نشرَ حِوار السلام والإنسانية فقد اجتهدت وبذلت جُهداً كبيراً في تسجيل تاريخ حافِل لِتأكيد ضرورة التعايُش السلمي وقُبولَ الآخر وإظهار جمالية الِاختلاف والتبايُن بين الأمم والشعوب لإيجاد نِقاط التوافُق والِانسجام وتجسيد الأرض كلوحة فُسيفسائية جميلة مُتناغِمة الاشكال والألوان بدلاً مِن التنافُر والتناحُر في كُل بِقاع الأرض.. فمن أين نبدأ؟؟  

جريدة …. أجرت معهُ الحِوار التالي

السلام هو اسمٌ مِن أسماء الله الحُسنى وهو روح الديانات وغاية الرِسالات السماوية كما ذكرتك حضرتك سابقاً، إذاً ما هي الُلبنة الفكرية الأولى التي أشعلت بِك هذا النور الروحاني لِتبدأ رِحلتِك نحو السلام ونشر الإنسانية والتي مهدتَ لك هذا الدرب لِتمشي بِهِ قُدُماً وتنشرهُ في أصقاع الأرض؟

حين شاء الله أن يخلق على ظهر الأرض موجوداً، يصبِحُبِها خليفتهُ، ويحملُ أشعةً مِن صفاتهِ، وتسمو مكانتهُعلى مكانة الملائكة، فإن هذا من شأنه أن يجعل خليفة الله في أرضهِ مُحِباً للخير، فإذا ذكر الله شعر بالسلام وزال عنهُ الخوف وأنس بهِ وطهر نفسهُ مِن الحِقدِوالضغينة والعيوب وبثّ في قلبهِ السلام لِارتِباط السلام بِرحمة الله التي ينزلها على قلب العبد ليأنس ويطمئن

والدليل في قولهِ تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾

فعندما يطمئن القلب يسودهُ السلام وبهذا السلام تُطهِرُالنفس مِن الآثام ويهبها الأمن والسكينة ويبرِأهُا مِن العيوب ظاهِراً وباطِناً، ليتحقق معنى الآية الكريمة:

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾، وكلِمة سليم هُنا مِن سلام.

وبِالنسبةِ لي فأنا أعملُ في مشروع صِناعة الإنسان وهو أهم مِن صِناعة الجُدران فمُنذُ نشأتي كُنتُ أعيشُ في مدينة تتميزُ بِاِنتِشار التنوُّع الديني والديموغرافي بِكُلِّ تجلياتهِ وكان معي في المدرسة جميع أنواع المذاهب الدينية كالزرادتشي والصائبي والسني والشيعي؛ ومحبة الآخر المُختلف عني وقبولهُ في حياتي والعيش معهُ بِسلام لم يكُن بِأمرٍ غريب عني وهذا الامر مألوف بالنسبة لي وليس ببعيد عن بيئتي ومجالي. ولذلك فأعتقد أن الحرب الطائفية هي الشرارة الأولى التي أشعلت في داخلي شُعلة التنوير وجعلتني أسيرُ في هذا الطريق رُغم الألم والمُعاناة والخطورة التي كنت أعيشها آن ذاك

.

ما هو تعريف مفهوم الإنسانية من وجهة نظرك؟ وما هي أهمية تفعيل الطاقات الإنسانية لِصناعة السلام؟

الإنسانية هي أن تُصافِح الآخر بِغض النظر عن لونهِ ودينهِ لأن الإنسانية فِطرة والعُنصُرية اِكتِساب والحُب طبيعة والكراهية تطبُّع.

إضافةً إلى أن الإنسانية وبِشكل فِطري وطبيعي هيالمُشترك الأعلى والأسمى الذي يربِطُ الإنسان بأخيهالإنسان، فقد أراد الله وخلق كل الموجودات حتى تكون فيخِدمة هذا الإنسان، مهما تعددت ألوانهُ ودياناتهُ وجنسياتهُ وأياً كانت اِنتماءاتهُ

وهي أن تعمل على إعلاء مبادئ السلام، داعماً لكل ما من شأنه أن يضع الإنسانية موضع الصدارة بعيداً عن البغضاء والتنابذ والنفي وأن تكون إنساناً وإنسانياً يعني ألا تنظر للآخرين نظرة تمييز، وألا تكون في عينيك وعقلك فلاتر تُصنِف الناس تصنيفات حسب اللون والجنس والعرق والدين، وأن ينفتح قلبك ووعيك لكل البشرية، مغموراً بِنور العطاء والتعاضُد، تتألم لِألم القريب والبعيد، وتسنُد ظهور منْ كادت تجارُب الحياة القاسية أن تكسِر ظُهورهُم، وأن تمُد يد محبتِك البيضاء بِالعون لمن يحتاجها، حتى قبل أن يسألك العون.

وإن الطاقات الإنسانية تشملُ القُدرة على التفاهُم والتواصُل الفعّال، والتعاوُن، والإبداعَ، والقُدرة على تحمُّل المسؤولية الاجتماعية؛ وإن تفعيل هذهِ الطاقات يُسهِمُ في بناء الجُسور بين الثقافات والأديان، ويعزز قيم التسامُح والِاحتِرام، فعِندما يتُمكَّن الأفراد من تطوير مهاراتِهِم الإبداعية والاجتماعية، يُصبِحون أكثر استعداداً لِلعمل من أجل السلام وحل النزاعات بطرق بناءة وهذا ما يُساهِمُبالتالي في بناء اقتصادٍ قويٍ يعتمدُ على التعاون وتجنُب الصراعات، مما يؤدي إلى تنمية مستدامة للمجتمعات.

حضرتك كإِعلامي سابِق في شبكة الاعلامالعراقي كُنت مُعِداً ومُقدِماً لِلبرامِج وبعدها مُديراً لِلقناة العراقية الثانية (الفُرقان)، وكُنت شاهِداً على الحرب الطائِفية القاسية التي حدثت آن ذاك. فهل لِهذا التاريخ دور في تحفيزّك على حمل رِسالتك الإنسانية نحو السلام والتعايُش الديني، وما تأثير كُل تِلك المُعايشة المأساوية على ِاختيارِك لِهذا الطريق؟

نعم لقد بدأتُ رحلتي في عالم الحوار والإعلام في عام ٢٠٠٤ عندما دخلتُ شبكة الإعلام العراقية كمعدٍّ ومقدِّم للبرامج الدينية والثقافية ثمَّ تقلَّدت مناصِبَمُختلِفة مثل رئيس قسم البرامج الدينية ومدير للقناة العراقية الثانية الفرقان”

ومِما لا شك فيه وكوني إعلامياً فقد كُنتُ أرصُد أحداث الحرب الطائفية عن قُرب وراعني كثيراً ما شهدتُ وما عايشت مِن مآسي الحروب ومُفرزاتها السلبية على الصعيد الإنساني والديني والاجتماعي عموماً، وبالتالي كُل تِلك الحقبة التاريخية التي عايشتُها بِكُل جوارحي كإنسان أولاً قبل ان أكون إعلاميا حفزتني ودفعتني بِشدة على أن استثمِر مهنتي لِتأسيس طاولة حوار عبر مِنصتنا التلفزيونية واِستِضافة جميع الأقطاب المُختلفين مِن كُل دين ومذهب وتناول الحوار فيما بينهُم لِتقريب وِجهات النظر وترميم فجوات التضاد ومواطن العداء. وبدأتُ بِجمع الزعامات الدينية والثقافية وقُمتُ بِاستِضافتِهم في البرنامج التلفزيوني الذي كُنتُ أقدِمه (الشيعة بين السائل والمجيب).لإن هدفي الأول كان تعزيز المُشترك الإنساني وبِناء جسور من التفاهُم بين الأديان والثقافات المُختلفة مِن خِلال فتح باب الحوار الصريح وتبادُل وِجهات النظر بصورة مُتساوية لِمحاولة فهم الاختلافات واحتِواءها.

دكتور علي الموسوي انطلقت مِن العِراق مُروراً بِالبُلدان العربية وُصولاً إلى الدول الاوربية واستِقرارِك في بلدِ السلام النيرويج، وأسست هُناك المجلس الدولي لِلحوار الديني والإنساني بحثاً عن مفاتيح السلام ودعماً لِرسالة الانسانية وقد تلقيت دعوات عديدة مِن كِبار الشخصيات مِن دُول العالم العربي والغربي لتقديم وُرش عمل ومُحاضرات فيهذا المجال. فهل مِن خطوات مُجدية فِعلاًقُمتمُ بِها ُساهمت حقيقيةً في تحقيقرسالة السلام والإنسانية في الأرض اليوموإلى أين سنصل

نعم لقد أسستُ المجلِسَ الدولي لِلحوار الديني والإنساني، للقيام بتنظيم تعريف بالمُشترك الإنساني لِلأديان المُتعدِدة والثقافات المُتنوِعة مِن أجل تعزيز الجوامع وتقليص الفوارق.  والعمل على إبعاد شبح الحروب والنِزاعات المُسلحة وخاصةً الحروب المُستندة على الأسباب المذهبية والطائفية،وإِطفاء بُؤر التوتر في كُل مُجتمع وعلى النطاق الدولي.

ومِن جِهتِنا كمجلس نحنُ قُمنا فِعلاً بِوضع حلول مجدية لتحقيق أهداف المجلس في العديد من البلدان وهي تأهيل وترتيب ملاكات للتعاون معنا من أجل العمل على نشر رسالتي السلام والإنسانية في الكثير مِن البُلدان العربية،وقُمنا بِالتواصُل مع الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات والمؤسسات الدينية ومُنظمات المُجتمع المدني

وعمِلنا على نشر ثقافة الحِوار واعتمادهُ وسيلةً لِلتواصل الإنساني، ونشر ثقافة السلام والتسامُح بين الأمم والشعوب من أجل حماية حقوق الأوطان والإنسان، نشر ثقافة اللاعنف واعتماد الوسائل السلمية في حل الخِلافات، وإِعلاء قيم الحُرية والعيش المشترك، ونشر ثقافة المساواة والشراكة والمُشاركة بدلاً مِن التطرُّف والتعصُّب والعُنصرية والطائِفية.

وإنشالله سنصِل إلى مُبتغانا ولو بعد حين.

حدِثنا عن تكريم قداسة البابا في حاضِرةالفاتيكان لك. فلا شك أن هذا التكريم المُميزفِعلاً قد حمّلك مسؤولية إضافية أكبر مِما سبق، فما الإجراءات التي قُمت بها بعد هذا التكريم وهل قُمت بِالتُوسع إلى اِتجاهات أكبر دولياً؟ وهل هذا الوسام أعطاك ومنحك صلاحيات أكبر وزاد مِن رصيدِك عالمياً؟ وكيف ستقوم بِاستِثمارِهِ لِصالح قضايا الوطن العربي وخاصة قضية فلسطين؟

التكريم زاد من مسؤوليتي في نشر العدالة والسلام وصِرتُ أشعُرُ بأنني مُلتزم بشكل أكبر بِمُكافحة الظلم والتمييز والعمل على تعزيز قيم الحوار والتسامُح في المُجتمع.

وإن هذا الوِسام يُمنَح لِلأفراد ولِلمُنظَّمات لِجهودِهِم في العمل الخيري وتعزيزَ السلام والتسامُح والمُساهمة في الخِدمة الإنسانية. وقد منحني إيَّاه قداسة البابا في حاضرة الفاتيكان تقديراً لِجُهودي في نشرِ قيم السلام والتسامُح ولِدوري في تعزيز الحِوار والمحبة بين الثقافات والأديان.

وسأقوم باستثمار هذا التكريم عبرَ العمل على توضيح مبادئ الإسلام الوسطي المُتسامِح ونشر رسالة السلام والتعايش السلمي بين البشر محاولاً الحد من خطابات الكراهية وتشجيع التفاهم والتعاون بين مختلف الثقافات والأديان.

قُمت بِتقديم ورقة بحثيّة بِعُنوان رِسالتنا السلام مع الأرض والإنسان في المُؤتمر الدُولي في دُبي حول خُماسية تاء التدريب والتنمية،فندت بِها ركائِز التعايُش السلمي، اِشرح لنا كيف نُحقِق التعايُش السلمي فِعلاً بين أفراد المُجتمع وما هي نتائِجهُ أمنياً واقتصادياً؟

رِسالتنا هي السلام مع الأرض والإنسان …

وهي تتمثلُ في نشر ثقافة التسامُح والحُب والسلام في العالم ونحن نعملُ مِن خِلالِها على تمكين الإنسان إيمانياً، معرفياً، مهاراتياً، وتفاعُليـــاً

ولتحقيق التعايُش السلمي فأنا استشهِدُ أولاً بالآية الكريمة

“بسم االله الرحمن الرحيم”:  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إن أكرمكُم عِند اللهِ أتقاكُم إن الله عليمٌخبير) وهُنا جعل معيار التَّعارُف سبيلاً لِلتَّقارُبِ الإنسانيِّ والحِوار عمليَّةٌ تواصليَّةٌ إنسانيَّةٌ طابَعُها فردي واجتماعي،وأكد على الِاعتِراف بِالآخر نظريّاً وعَمليّاً مِن خِلال العديدِ من الدَّلائِل استجابةً للواقعِ الاجتماعيِّ والإنساني، المُتَّسِمِ بالتَّعَدُّدِ والتَّنَوُّع في إطار مُشترَك مِن القيمِ الإنسانيَّة العُليا (تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)  وذلك لِترسيخِ الِاقتِناع بِالحوار، وتأصيلِ ثقافتِه كنهجٍ وكأسلوبٍ للتَّسامح والتَّعايش. وبِهذهِ المعاني والآداب السَّاميَّة، نُؤسِسُ لِلتعايُش السلمي والذي لا يبدأ إلا عبر الحِوار البنّاء مع الآخرِ حيثُ يحملُ بين طياتهِ بُعداً وظيفياً تَوَاصُلِياًوترْبوياً، ويهدِفُ إلى تعزيزِ القِيمِ والأخلاقِيات الإنسانيَّة، والتَّفاهم المُتبادل، والعيش المُشترك، وبِناءِ السَّلام، مِمَّا يضمن استدامة الخير لِبني البشر، بتعدُّدِهم الثَّقافي وتنوعهم الحضاري.

حضرتك كناشِط في المجال الإنساني والإعلامي وصُنّاع الامل والسلام شددّت على أهمية دور الإنسان الفاعِل في حماية غيرهِوالدفاع عن حياتهِ والمُساهمة في تأمين الأمن والسلام ونشر الطُمأنينة.  ما الصدى الذي حصدتهُ مُجتمعاتنا العربية وهلْ مِن تأثيرات إيجابية وجدتها في بُنية العقل العربي إِبان هذِهِ الحِوارات في المُؤتمرات؟

لقبَ صانِع السلام مسؤُولية كبيرة على عاتِقي ولِذلِك فأنا أُشدٍدُ فِعلاً على دور الفرد في دعم مُجتمعهِ وخاصةً من شريحة الشباب لِإنهُم اللُبنة الأولى في بِناء السلام والتماسُك الاجتماعي ولكِنهُم بِحاجةٍ للدعم والتمكين والبيئة الآمنة والحاضنة المجتمعية لدورهم الهام والمؤثر وهذا ما نحاول العمل عليه دوماً

ولطالما لاقى الحِوار صدى إيجابي إِثر هذهِ المُؤتمرات لإنهُ حوار عقل مع عقل فالحوار بين الثقافات والحضارات عُنصر حيوي في بناء مُجتمعات مُتكامِلة وسالِمة، يُساهِمُ في فتح قنوات التواصل والتفاهم بين الأفراد والمجموعات المختلفة ويعزِّز التفاهم المتبادل ويقلِّل من التحيز والتمييز، فيقود إلى تحقيق السلام الاجتماعي وإرساء التعايش السلمي بين الشعوب. وهو يُشكِلُ آليةً لِحلِ الصِراعات وتجاوز الاختلافات الثقافية والفكرية.

أمَّا في الوجود الاجتماعي الإنساني فإنَّ الحوار يمثِّل أداة أساسية لِلتفاعِل الإيجابي بين الأفراد والمجتمعات. ومن خلال الحوار الذي يعقد في المؤتمرات العربية والدولية يتم تبادل الآراء والخبرات والمعرفة، مِما يُعزِزُ الِاندِماج الاجتماعي والِانفِتاح على الآخر.

تحدثت عن ضرورة اِستِثمار كُل شخص لِمُقوماتِهِ الشخصية، والفكرية وتوظيفها في سبيل نشر رسالتي السلام والإنسانية برأيك ما ضرورة التربية في البيت والمدرسة لِتنشئة أجيال قادِمة ترتكز على هذهِ المُقوِمات التي ذكرتها؟
نعم صحيح أن للتربية في البيت والمدرسة ضرورة كبيرة في تعزيز القيم الإنسانية لدى الأفراد والمجتمع تطلبُجهودًا مُتكامِلة تبدأُ مِن الأُسرة وتستمر في المدارسفالمجتمع ومؤسسات الدولة، وهي تتألف من هذهِ العناصر

• التعليم القيمي: يجب أن تكون الأسرة مكانًا لتعليم القيم الإنسانية مثل الاحترام، التعاطف، والتسامُح. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الحوار المفتوح والمناقشات حول القيم والأخلاقيات.

• نموذج القُدوة: يجب أن يكون الآباء نموذجاً يُحتذى بهِلأبنائِهِم، مِن خِلال تطبيق القيم الإنسانية في حياتهم اليومي حيثُ تلعبُ تصرُفات الآباء دوراً كبيراً في تشكيل سلوك الأطفال.

• تشجيع المشاركة: يمكن تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة المجتمعية والإنسانية، مثل الأعمال التطوعية، لتعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين.

وبِالنِسبة لِلتربية ضِمن المدرسة فمن الضروري إِقامة

• برامج تعليمية شاملة: يجب إدماج القيم الإنسانية في المناهج الدراسية، من خلال موضوعات تشمل حقوق الإنسان، التسامح، والتنوع الثقافي.

• أنشطة ثقافية وندوات: تنظيم فعاليات ثقافية وندوات تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الطلاب من خلفيات مختلفة.

• التدريب على المهارات الاجتماعية: تطوير مهارات التواصل والتفاوض وحل النزاعات لدى الطلاب يمكن أن يُعزز من قدرتهم على التفاعل بطرق إيجابية مع الآخرين.

بِرأيِك ما هي شروط الحِوار الإنساني الناجِح الذي يُهدُف لِتحقيق سلام ناجِح فعلاً؟  فلقد شهِدنا مِئات الحِوارات التي تجري في أهم المُنتديات العالمية وأرقى المُجتمعات الإنسانية والتي كانت تهدُف إلى إرساء قواعد السلام في كل بؤر التوتُر حول العالم لِوضع حُدود نهائية لِلصِراع بين الأقطاب المُختلِفة دينياً وعرقياً وغيرها … ولكن حتى الآن ولِلأسف الشديد لم تُؤتِ ثِمارها كما يجب … ما الحل إذاً؟

لتحقيق حوار ديني وإنساني ناجِح يهدُف لتحقيق السلام، هناك عدة شروط أساسية ينبغي توفرها لتحقيق التفاهم وتخفيف حدة الصراعات، وهي كما يلي:

الِاحتِرام المُتبادل: يجب أن يكون الحِوار قائِماً على الاحترام العميق لِلعقائد والمعتقدات المختلفة. هذا يشمل تجنب الإساءة أو الانتقاص من معتقدات الآخرين، ما يُساهم في خلق بيئة آمنة للحوار.

الاعتراف بالإنسانية المشتركة: التركيز على القيم الإنسانية المشتركة والأهداف المشتركة بين الأديان والثقافات المختلفة،

التركيز على القواسم المشتركة: في الحوار الديني، مِن المُهِم التركيز على القيم الإنسانية والأخلاقية التي تجمع الأديان والثقافات المُختلِفة، مِثل التسامُح والعدل والرحمة، لتعزيز التعاون والسلم.

التزام الموضوعية وعدم التحيّز: ينبغي أن يكون الحوار موضوعياً وغير مُنحاز، مِما يسمحُ لِلأطراف المُختلِفة بالتعبير عن أفكارهم دون الحكم عليهم أو التقليل من شأنهم.

الاستمرارية والمُتابعة: يحتاجُ الحوار الديني والإنساني إلى استمرارية لِمُتابعة التفاهُمات وتعزيزها بمرور الوقت. قد تتطلبُ قضايا الحِوار الديني جُهداً مُستمِراً لِبناء الثقة وتوثيق الروابط بين الأطراف المختلفة.

ومِن خِلال الِالتِزام بهذهِ الشروط، يُمكِن لِلحوار الديني والإنساني أن يُصبِحَ وسيلةً فعّالة لتعزيز السلام وتقريب الثقافات والأديان المختلفة على أساس التفاهم المشترك.

أنت والكثيرين يدعون لِلحِوار من أجل نشر الإنسانية والسلام وفي الجِهة المُقابِلة هُناك الكثيرين يرفُضون هذهِ الدعوة، وبل ما زالوا مُتعنتين في آرائِهم لا يبقلون الآخر ويرفِضون النِقاش مُستمرين في نشر خِطاب الكراهية والعدائية.. ما الحلول لتغيير

وِجهة نظرِهِم ولِجعلِهم في صفِكُم وفي مُعسكر الخير بدلاً مِن مُعسكر الشر؟

رأيي صواب يحتملُ الخطأ.. ورأيُ غيري خطأ، يحتملُالصواب” معيار قد يجهلهُ الكثيرين مِمن نجلِس معهم ويكونوا طرفاً في حوار أو نقاش.

وقد تُختصرُ الحلول بِالحوار فبِالحِوار نتعلم، بِالحوار نكتشف، بِالحِوار نُثري مواضيعنا، بِالحوار نتثاقف، ونُوسِعُ مدارِكنَا، وبِالحوار تلينُالقلوب وتتقارب وجهات النظر

وبِالحِوار نُساهِمُ في تخفيف التوترات وحل النِزاعات الشخصية والاجتماعية.

وعلى الصعيد الدولي فإن الحِوار هو جسر لمد قنوات الفهم والتعاون بين الشعوب والثقافات، وهو السبيل الوحيد لتحقيق التسامح وبناء علاقات مستدامة وسلمية.

(الحوار مِن أجل السلام مطلب إِنساني وحيوي في عالمنا الحاضِر وخلال أوقاتنا الصعبة والمُؤلِمة التي تمُرُ بِها شُعوبنا ومنِطقتنَا. فمنْ مِنا لا يُحبُ السلام والأمان والاطمئنان؟ إنَّ الذي لا يحبُّ السلام هو عدو نفسهُ وعدو الآخرين)

إننا نشهدُ اليوم حرب الإبادة الجماعية التي يشُنُها الكيان الاسرائيلي المُحتل على قِطاع غزة، ولِأول مرة نسمعُ تصريح واضِح وصريح مشن شخصية اعتبارية كشخص حضرتك حينما قُلتَ أن حُقوق الإنسان كِذبة كبيرة، ما تعليقك على هذا؟ وما صدى هذا التصريح الذي أدليت بِهِ إعلامياً؟

نعم حُقوق الإنسان كِذبة كبيرة وبِدليل الِإبادة الجماعية التي تحصل في فلسطين ولُبنان والسودان،وكما واضح لِدى الجميع عملية اِزدِواجية المعايير الواقعة في العمل الإنساني حيثُ تُمنحُ الحقوق والعدالة لأشخاص وتمنعُ عن أشخاص آخرين…

ولِلأسف الشديد لا صدى حتى الآن حولَ هذا التصريح… فقد علَّمَتنا الأحداث الجارية أن الإعلامَ يُصبِحُ أعمى بِملئِ إِرادتهِ عندما يتعلقُ الأمر بِتصريحاتٍ تحتاجُ لِمواقف حازِمة وجازِمة خلال أوضاعِ عالمية دقيقة كهذهِ، وأن هذهِ الكِذبة والِإدعاء الفاضِح حول حُقوقَ الإنسانِ ما هي سِوى مِضَخّاتٍ للوهم، وأن الوجه الحقيقي لِهذا العالَم مُظلِمٌ ومُخيف على عكسِ القِناعِ الذي يُحاوِلُ إظهارَه لِلعلن بشِعاراتهِ الجَوفاء. وقد تمَّ تشخيصُ العالمِ اليوم بأنهُ مُصابٌ بالشيزوفرينيا.

زُرت عواصِم ومُدن عديدة لِبُلدان كبيرة وصغيرة بِرأيك ماهي أكثر الدول التي وجدت بِها أن قواعِد السِلم والسلام ترسِخت بِها وأن الإنسانية تفوقُ كُل المبادئ والمفاهيم الأخرى؟ والتي تستطيع الدول الأخرى اعتبارها نمُوذجاً ومنهجها مسلكياً يُؤخذ بهِ؟

هُناك عِدة دول تُعرف بتبنيها سياسة داعمة لِلسلام والحِوار العالمي، ولهَا دور بارِز في تشجيع التسوية السِلمية لِلنزاعات ونشر ثقافة السلام. ومن أبرز هذهِ الدُول:

1 النرويج: تُعد النرويج مِن الدُول الرائِدة في دعمِمُبادرات السلام العالمي، وتقوم بدور الوساطة في العديد مِن النِزاعات حول العالم. حيثُ تستضيفُ العاصِمة النرويجية أوسلو العديد مِن محادثات السلام، وآخرها كان مُحادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.

2 سويسرا: بِفضل سياستِها الحيادية، تُعرف سويسرا بِأنها مِن أبرز الدول الداعية لِلسلام، وتحتضِنُ جنيف العديد مِن المُنظمات الدولية التي تعمل على تعزيز السلم والحوار. وتلعبُ سويسرا دوراً مهماً في الوساطة الدولية وحل النزاعات.

3 السويد: تُعتبر السويد من الدول التي تدعم بشدة الحوار والسلام، وتشتهر بمساهماتها في تقديم المساعدات الإنسانية والدبلوماسية. السويد أيضاً تشارك في مبادرات لتعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة كجزء من توجهها لتعزيز الاستقرار العالمي.

4 فنلندا: تتمتعُ فِنلِندا بتقاليد دبلوماسية قوية في حلِّالنزاعات، وتدعمُ مُنظماتٍ وظيفتها بِناءُ السلام وتحقيق التعايُش السلمي، وتُساهِم بِفعالية في عمليات حِفظ السلام التابِعة لِلأُمم المُتحِدة.

وهذهِ البُلدان التي زُرتُها جميعها وتعرفتُ على برامِجهَا الإنسانية تُشجِّعُ بِمُجملِها على التنوُّع والتعدُدية، مِما يجعلها نُموذجاً لِلتعايُش السلمي وهي تُعتبرُ مِثالاً بارزاً على أهمية دعم السلام مِن خِلال الحِوار والتعاون الدولي، وهي غالباً ما تُساهِم في المُبادرات السلّمية وتُقدِّمُالمُساعدات الإنسانية، وتدعو إلى تعزيز التفاهُم المُتبادل بين الشعوب.

ماهي القواسِم المُشتركة بين جميع شعوب العالم والتي نستطيعُ اِستِثمارها لِدعم ركائز السلام والإنسانية فعلاً ولِتقريب وِجهاتَالنظر؟

هُناك العديد مِن القواسِم المُشتركة بين شعوب العالم والتي يُمكِن اِستِثمارها لِدعم السلام والإنسانية. ومن أبرز هذهِالقواسِم:

القيم الإنسانية: تشملُ القيم الكرامة، والعدالة، والمساواة، والحرية، والتي تُعتبرُ أساسية في جميع الثقافات، وتعزيز هذهِ القيم مِن شأنِهِ المُساهمة في بناء جسور التفاهُم المُتبادل.

الرغبة في السلام: جميع الشعوب تتمنى العيش في سلام وأمان، وتُعدُ هذهِ الرغبة المُشتركة نُقطة اِنطِلاق مُهِمة لِلتعاون والتفاهُم بين الثقافات المُختلِفة.

الأسرة: تعتبرُ الأسرة وحدة أساسية في جميع المجتمعات، ويُمكنُ اِستخدام القيم الأُسرية لِتعزيز التعاون المُجتمعي وبِناء مُجتمعات مُتماسِكة تدعمُ السلام.

الإيمان بالتعليم: مُعظم الثقافات تُؤمِن بِأهمية التعليم كوسيلة لتحقيق التنمية والسلام، ويُمكِن اِستِثمار هذا الإيمان لِتعزيز برامِج تعليمية تدعو إلى التسامح وفهم الآخر.

الفنون والثقافة: الفنون مثل الموسيقى، والرقص، والأدب تُعدّ وسائل فعّالة لنقل القيم الإنسانية وتعزيز التفاهم بين الشعوب. يمكن تنظيم فعاليات لِلتبادُل الثقافي تُروِجُلِلسلام وتحتفِلُ بِالتنوُّع.

التعاون في مواجهة التحديات العالمية: تُواجِهُالبشرية تحدياتٍ عالمية كتغيُّر المناخ، والفقر، والصراعات، والأوبئة، وهذهِ التحديات تتطلبُ تعاونا دُولياً، مِما يُوفِر فُرصة هامة لِتعزيز العلاقات بين الشعوب.

التقاليد الروحية والدينية: تشترِكُ العديد مِن الديانات في قيم السلام، والمحبة، والتسامح وبالتالي يُمكِن تعزيز الحوار بين الأديان عبر تقوية هذهِ القيم ونشر السلام.

احترام الطبيعة: الكثير مِن الثقافات تُظهِرُ اِحتراماً عميقاً للطبيعة والبيئة ويُمكِن اِستِثمار هذا الاحترام لتعزيز التعاون في جهود حماية البيئة كجزء من السلام الشامل.

الشعور بالانتِماء: جميع البشر يسعون للإنتماء إلى مُجتمعاتِهِم وثقافاتهم وتعزيز الهوية المشتركة يمكن أن يسهم في بناء روابط قوية تدعم السلام.

التعاطُف والمُساعدة المُتبادلة: الفطرة البشرية تدعو إلى التعاطف والمساعدة وبالتالي فإن تحفيز هذهِ القيم عبر الحملات الانسانية قد تدعمُ المُحتاجين وتُعزِزُ التضامنفيما بينهم.

من خلال التركيز على هذه القواسم المشتركة، يمكن للدول والشعوب العمل معاً لِبناءِ عالمٍ أكثر سلاماً وإنسانية.

صانع السلام الدكتور علي الموسوي، حصل على تكريم في مُؤتمر (عربية لا تعرِفُ المُستحيل) الذي أقامتهُ حضرة الشيخة مِدية بنت حشر آل مكثوم وتقدير وِسام الشخصية الِاستِثنائية المُؤثِرة في مجال التسامُح والإنسانية

طوبى لِصانعي السلام

دكتور الموسوي: الإنسانية هي جوهر النفس الإنسانية وهي مجموعة الاِعتِبارات الخاصة بِالإنسان وحدهُ دوناً عن غيرهِ مِن المخلوقات في مشاعرهِ وسلوكهِ وهي ميل فِطري لِعمل الخير كتقديم كُل ما هو جيد وصالح نحو الانسان وما فيه خير الإنسانية كالرحمة والتعاطُف والعطاء لِكُل الناس مِن دون تمييز أو تفريق ومن دون أن تقوم بِفلاتِر بِعقلِك تُصنِفُ الناس من خِلالِها حسبَجِنسيتِهِم أو لونِهِم أو عِرقِهِم؛ وأن تُعلي مبادئ السلام وتكون داعماً لها بعيداً عن التنابُذ وإقصاء الآخر والنفي

قُلت إن الإنسانية هي الشعور بِالمسؤولية.. كيف لنا أن نُعزِز هذهِ القيم عِند كُل الأفراد في المُجتمع عبر مُؤسسات الدولة والِإعلام؟

نعم بالتأكيد على مؤسسات الدولة أن تقوم بمجموعة من الاعمال بالتعاون أيضاً مع كُل الجهات الإعلامية كتطوير سياسات عامة تُعزِز القيم الإنسانية، مثل حقوق الإنسان والمُساواة والعدالة الاجتماعية، وعليها أيضاً أن تساعُد على التعاون مع المُجتمع المدني عبر تشجيع التعاوُن ما بين مُؤسسات الدولة والمُنظمات غير الحكومية لِتعزيز المُبادرات الإنسانية والاجتماعية.

وتنظيم حملات إعلامية هدفها التثقيف والتوعية بهدف تعزيز القيم الإنسانية والمبادئ الديمقراطية، مثل الحريات الفردية وحقوق الأقليات.

ولا ننسى أهمية تنسيق هذا الهدف عبر الجمعيات والمنظمات الاهلية كـ

تشجيع العمل التطوعي: تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويُظهر أهمية العطاء ومساعدة الآخرين.

المبادرات المجتمعية: دعم المشاريع والمبادرات التي تعزز التعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية، مثل برامج التبادل الثقافي.

التواصل الفعّال: تشجيع الحوار المفتوح بين مختلف شرائح المجتمع لتعزيز التفاهم والتعاطف بين الأفراد.

وألاّ تتوقف وسائل الإعلام عن توجيه الرسائل الإيجابية واستِخدام الِإعلام لِنشر رسائل تُعزِّزُ القيم الإنسانية وتسلط الضوء على قصص النجاح في هذا المجال وتعمل على مُحاربة خِطاب الكراهية والتحريض على العنف في محاولة لتعزيز القيم الإنسانية.

لِم سميتها صلاة الحُب؟ وكيف ترجمت ما قالهُ خاتم الأنبياء الرسول محمد(ص) في صدد ذلك

نعم إنها صلاة الحُب لإنها تتمحور حول الدُعاء والمحبة تِجاه الآخرين، وهو دُعاء يُعبِرُ عن الرغبة في نشر المحبة والسلام في العالم وتعزيز الروابط الإنسانية بين الناس ويُمكِنُك أن تصيغ هذهِ الصلاة بِالطريقة التي تُشعرُمعها بِقربِكَ إلى الله وتجعلُ صلواتك اليومية أكثرُ خشوعاًوسكينة؛ فمنذُ بِدء البشرية والناس المصلِحون والمُحبِون والعُقلاء يدعون إلى المحبة، وإلى الحوار وإلى السلام والكرامة.

فالحياة لا تعمر، والأوطان لا تبنى، والحياة لا تزدهِر، إلا بِتوفر السلام، والإخاء، والهدوء، والأمان، وأينما يوجدُ الحُب يوجدُ السلام وهدفنا نشر السلام الحقيقي بين شعوب العالم.

نحنُ نتحدثُ اليوم عن السلام والإنسانية وخلالها نحن نُواجِه أشرس أعداء على الإطلاق وفي ظِلّ تقاعُس دولي مُتعمد وواضِح إِزاء ما يحصل مِن اِعتداءٍ سافرٍ مِن السُلطات الإسرائيلية على فلسطين وقطاع غزة فأين الإنسانية والسلام مِن كُل ما يحدُث وأيننا نحنُ مِن كُل هذا؟  
تكمُنُ الإنسانية والسلام في أعمق معاني القيم الإنسانية التي نطمحُ لِتحقيقِها في عالم يبدو فيه الظلم أكثر حضوراً من العدل؛ وما يحدث اليوم في فلسطين وقطاع غزة هو جرح غائر في ضمير البشرية، حيث تهانُ حقوق الإنسان وتُدهس دعوات السلام أمام واقع من العدوان والعنف الممنهج.

وإن الِاعتِداءات الإسرائيلية المُستمِرة على الشعب الفلسطيني، بِما في ذلِك الحِصار والقصف العشوائي على قطاع غزة، ليست فقط انتهاكاً صارِخاً لِلقوانين الدولية، لكنها أيضاً اختبار حقيقي لمدى التزام العالم بمبادئ الإنسانية ولهذا علينا ألا نكُّف عن الدعوة إلى السلام ما دام هُناك شعبٌ يُترك بِأكملهِلِمصيرهِ، ويُعامل وكأن صراخه وألمه غير مرئيين!!!

وفي ظِلِّ هذا التقاعُس الدولي الواضِح، لا يُمكن إِنكار أن المسؤولية تقع على عاتِقنَا جميعاً كأفراد ومُجتمعات، للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وللعمل علىإِنهاء هذا الظلم. لِإن الصمت في هكذا قضايا ليس خياراً؛ بل هو مُشاركة ضُمنية في استمرار هذهِالجرائم.

(السلام الحقيقي يبدأ بِالاعتِراف بِحقوق المظلومين، وبالوقوف إلى جانبهم، وبالعمل على تحقيق العدالة؛ والإنسانية ليست مُجرد شِعارات، بل هي أفعالٌ تُظهِرها مواقِفنا أمام مآسي الشعوب. وإذا سألت أين الإنسانية والسلام؟ فأقول إنهما في أفعالنا، في كلماتنا، وفي قدرتنا على إحداث تغيير حقيقي، مهما بدا الطريق طويلاً)

يُقال إن الداخِل هو مِرآة لِلخارج فهنيئاً لك،ولابُد أنك تعيش حالة سلام داخلي رائِعة جِداً قادتك إلى صُنع هذهِ الصورة في العالم الخارجي مِن حولك …فمن هو الدكتور علي الموسوي على الصعيد الروحي والنفسي الشخصي؟ وكيف هُو يعيشُ هذا السلام الداخلي بينهُ وبين ذاتهِ وكيف قام بتجسيدهِفي الخارج طِبقاً لِما أسلفنا سابقاً ؟؟؟

الدكتور علي الموسوي شخصية تُجسد التوازُن بين الداخل والخارِج، فهو يرى أن الانسجام الروحي والنفسي ليس مُجرد حالة شخصيّة، بل هُو أسلوب حياة يُؤثِر على كُل ما يُحيط بهِ. على الصعيد الروحي، فأنا أسعى نحو تواصلدائم مع ذاتي الداخلية من خلال التأمل، التفكر، والتواصل مع القيم العليا التي أؤمِنُ بِها، كالعدل، الحب، والتسامح، وهذا ما يُمكّنني من مواجهة تحديات الحياة بهدوء وثقة.

أما على الصعيد النفسي، فأنا اعتمد على فهم عميق لمشاعري وأفكاري مما يساعدني على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة ومرونة واُمارِسُ الامتنان كأسلوب يومي، وهذا الذي يجعلني أجد الجمال في أدق التفاصيل الصغيرة في الحياة مما يُعزِز لدي إحساسي بالسلام الداخلي.

يعيشُ الدكتور موسوي حالة سلام داخليةتنعكس في طريقة تعامُلهِ مع الآخرين وفي بيئته الخارجية وهو يعمل على نشر الإيجابية من خلال الكلمات، الأفعال، وحتى المشاريع التي يشارك فيهاوتجسيدهُ لِهذا التوازن الداخلي كما يظهر في الخارج يُمكِنُ رؤيتهُ في تفاعلاتهِ اليومية التي تعكِس الاحترام، الرحمة، وحب الخير لِلآخرين.

ما هي أكثر المُعوِقات التي واجهتكَ في رِحلتك هذهِ؟

نعم لقد واجهتُ العديد من التحديات والمعوقات أثناء مسيرتي الإنسانية الهادفة إلى تعزيز الحوار والسلام. ومن أبرز هذه التحديات:

التحديات الأيديولوجية والتعصب الفكري والديني التي تعيق تقبل أفكار الحوار والتقريب وأيضا الاختلافاتالعقائدية التي قد تسبب سوء الفهم والاتهاماتالعشوائية والعديد من التحديات الاجتماعية والثقافيةالناتجة أيضا عن انعدام الوعي بأهمية الحواربالإضافة الى العادات والتقاليد المنغلقة ورفض التغييروتعرضنا للمخاطر في مناطق الصراع والضعف الدعم المالي والتحديات الإعلامية كانتشار خطاب الكراهية أو ضعف التغطية الإعلامية للجهود الإنسانية المبذولة في سبيل تحقيق الحوار من اجل السلام والذي قد لا يحظى بالتغطية الكافية مُقارنةً ببعض الأحداث التي تُثيرُ بِتفاهتِها الكثير من الجدل إلا أنني ورُغم كُل هذهِ الصعوبات والتحديات إلا انني اواصل وسأواصلمسيرتي بإصرار وإيمان بأن الحوار والسلام هما الطريق لتحقيق عالم أكثر عدلًا وإنسانية.

ما هو أهم تكريم حصلت عليه حتى الآن؟

حصلتُ على تكريمات كثيرة مِنها أوسمة وشهادات ودروع من مؤسسات حكومية وغير حكومية محلية وعربية وأوروبية أبرزها شهادة راعي الحوار والوسام الذهبي من الاويسكو (المنظمة العالمية لحوار الاديان والحضارات) وايضاً وِسام الفاتيكان مِن قبل قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، وأيضاًجنسيتي إنسان وهي جائزة شكراً صانع الأُمنيات العالمية مِن قبل مركز أُمنيات لِرعاية وتأهيل أصحاب الهِمم في دُبي؛  ولكن أقرب تكريم لقلبي ولازال تأثيره في داخلي عندما كُرِمتُ مِن قبل أحد الايتام في مهرجان فرحة يتيم من قبل المؤسسة التي أُشرِف عليها ” مؤسسة فرحة يتيم الدولية للعمل الخيري والإنساني ” وضمن مشروع الالف يتيم وكان ضمن الايتام يتيم الأبوين وفي ختام الحفل قدم هدية وتكريم لي وهي صورتي الشخصية التي رسمها بيدهِ وقدمها لي وقال هذه رسمتها لمن رعاني وتكفل بي لازالت هذه الهدية الأغلى على قلبي كونها تحمل معاني كثيرة بل تعطيني دافع لتقديم مشروعي الإنساني الكوني لكل البشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق