فلسطين تراث وحضاره

أريحا مدينة القمر وبوابة الحضارة (أ.د. حنا عيسى)

(أصل تسمية أريحا سامي ، وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر والكلمة مشتقة من فعل (يرحو) أو (اليرح) في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر أو قمر. و(أريحا) في السريانية معناها الرائحة أو الأريج)

قول وليام هاولز في كتابه “ما وراء التاريخ” إن أريحا العتيقة كان لها بالفعل كل خصائص المدينة الحقيقة. لذلك اعتبرت أريحا أقدم مدينة في التاريخ)

(يقول غولاييف في كتابه “المدن الأولى”: كانت مساحة أريحا في الألفين الثامن والسابع قبل الميلاد تصل إلى 4 هكتارات، وعدد سكانها يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف نسمة، وكانت ذات مساكن متراصّة من الطين، ومحاطة بسور حجري عالٍ (حتّى 4.5 متر) يصل سمكه إلى (1.7متر). وعُثر على برج حجري، قطره (9 أمتار) وارتفاعه (9 أمتار أيضا). وكانت البلدة محاطة علاوة على السور بخندق عرضه (8 أمتار) وعمقه (2.6 متر).

الموقع:

تقع أريحا على الضفة الغربية لنهر الأردن وعند شمال البحر الميت، على مستوى 258 مترا تحت سطح البحر وبالتالي  فإنها تعتبر أخفض مدينة في العالم ومياهها – خاصة مياه عين السلطان لا تنقطع صيفا ولا شتاء حيث يبلغ تدفقها ألف جالون مربع بالدقيقة أضف إلى ذلك خصوبة تربتها الحمراء.

مدينة أريحا القديمة تبعد حوالي ميل من الغرب ومكانها يعرف بتلال أبو العلايق شماله تل السلطان. تعتبر أريحا البوابة الشرقية لفلسطين وتربطها بالضفة الشرقية (الاردن) بطريق معبدة (طريق القدس–عمان).

وهكذا فإن موقعها جعل منها منذ القدم نقطة عبور هامة للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاً نحو عمان، كذلك يمر منها الحجاج المسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت. بالإضافة إلى مواقعها السياحية، تعتبر أريحا منطقة مهمة للزراعة فهي مشهورة بزارعة الحمضيات والتمور والموز والورود والخضراوات.

التسمية:

أصل تسمية أريحا سامي، وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر والكلمة مشتقة من فعل (يرحو) أو (اليرح) في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر أو قمر. و(أريحا) في السريانية معناها الرائحة أو الأريج.

نبذة تاريخية:

يرجع تاريخ أريحا إلى 10,000-11,000 سنة قبل الميلاد وكانت مبنية من الطوب اللبن، وكان حولها خندق عرضه 28 قدم وعمقه 8 قدم ومنحوت من الصخر. أُكتشف في موقعها فخار ومصنوعات برونزية وعظام وأدوات منزلية خشبية وسلال وأقمشة. وقد دمرت في أواخر العصر البرونزي وهي أقدم مدينة حتى الآن.

ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الأبنية التي شقوها فيها والتي تَبرز على وادي القلط، وفي هذا العهد اصبحت تُصدر التمر. وفي هذه الفترة أصبحت أريحا مشتى رئيسي حيث بنى الملك هيرودس قصره على شمال وجنوب وادي القلط واتخذ أريحا كمشتى له قضي فيه آخر سنوات حياته.

هاجمها الهكسوس ما بين 1750 –1600 ق. م واتخذوها قاعدة لهم، وكانت أول مدينة كنعانية تهاجم من قبل بني إسرائيل على يد يوشع بن نون سنة 1188 ق.م، واحرقوا المدينة وأهلكوا من فيها، وفي عصر القضاة (1170-1030 ق.م) قام المؤابيون بقيادة الملك عجلون بإخراج اليهود منها.

اكتسبت المدينة أهمية كبيرة عندما زارها المسيح عليه السلام وأبرأ فيها عيون أعميين، وهما برتيماوس ورفيقه، كما زار المسيح زكريا العشار – في بيته – الذي كان قصير القامة مما اضطره إلى الصعود إلى شجرة لمشاهدة يسوع بين الجماهير. “يا زكّا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك” (لو 1:19-10).

ثم انتشرت المسيحية في أريحا بواسطة الرهبان والنساك الذين كانوا يقيمون في الأديرة والكنائس في عهد قسطنطين الكبير (306-337م) “مؤسس القسطنطينية”. وفي عام 325م كانت مركزاً للأسقفية وقام الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565م) بإنشاء كنيسة فيها، وفي عهده شُقت طريق تصل بينها وبين البتراء، وكانت القوافل تقطعها في مدة 3-4 أيام، كما شُقت طريق أخرى تصل بينها وبين بيسان.

الخليفة العاشر من السلالة الأموية، هشام بن عبد الملك، قام ببناء قصر فخم يسمى “قصر هشام” على بعد كيلو متر واحد شمال تل السلطان في عام 743 م، ومسجدين، فناء، فسيفساء، وأمور أخرى يمكن ملاحظاته من خلال النظر إلى الموقع في هذة الأيام، مع أنها دمرت جزئيا بسبب الزلازل عام 747 م.

خضعت أريحا لحكم الصليبيين بعد أن غزوا فلسطين، وأصبحت مركزاً للجيش الملكي الصليبي بقيادة ريموند حيث جعلوها جسراً لهم في فلسطين للاتصال بقواتهم وولاتهم في الشام. أعاد الصليبيون بناء دير القديس جيورجي من كوزيبا “Koziba” الذي يبعد ستة أميال عن مركز مدينة أريحا. كما بنوا كنيستين ودير مخصص ليوحنا المعمدان. في عام 1187، هزم صلاح الدين الأيوبي الصليبيين وطردهم من أريحا بعد أنتصار قواته في معركة حطين.

خلال فترة الحكم العثماني، كانت أريحا عبارة عن قرية تتعرض لهجمات البدو. في القرن التاسع عشر، قام بعض من علماء الأثار الأوروبيون بزيارة مدينة أريحا. وبدأت أول الحفريات الأثرية في تل السلطان في عام 1867.

بعد انهيار الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، خضعت أريحا لحكم الانتداب البريطاني.

تم في مؤتمر أريحا، الذي نظمه الملك عبد الله وحضره أكثر من 2000 مندوب من فلسطين، الاعلان “جلالة الملك عبد الله ملكا على فلسطين كلها”، ودعا إلى توحيد “فلسطين وشرق الأردن، كخطوة نحو الوحدة العربية الكاملة.” وهكذا، في منتصف عام 1950، ضمت الأردن رسميا سكان الضفة الغربية وأريحا وأصبحوا مواطنون أردنيون.

إحتلت إسرائيل أريحا وباقي الضفة الغربية خلال حرب الأيام الستة عام 1967. في عام 1994 تسلمتها السلطة الوطنية الفلسطينية، وفقا لاتفاقات أوسلو.

معالم المدينة:

تضم أريحا الكثير من المعالم الأثرية، الإسلامية والمسيحية مثل:

تل عين السلطان – أقدم منطقة في أريحا (نبع ماء قديم جداً يبعد عن أريحا مسافة كيلو مترين):

تقع أقدم منطقة في أريحا على تلة على بعد 2 كيلو متر إلى الجانب الشمالي الغربي من المدينة الحالية. أظهرت الاستكشافات الأثرية التي قامت بها عالمة الآثار البريطاني ك. كينيون وجود مستوطنات تعود إلى 9000 سنة قبل الميلاد. ويوجد فيها أقدم حائط وأقدم برج دائري للدفاع في العالم، حيث يعود إلى 7000 سنة قبل الميلاد. ويقع على التل نبع عين السلطان، حيث وفرة المياه من النبع. سُمي نبع عين السلطان بهذا الاسم لأن البابليون قاموا باقتلاع عينيّ ملك مُنحى عن العرش من بيت المقدس هناك.

قصر هشام: وهو قصر عربي رائع بناه هشام بن عبد الملك الذي حكم عام 105-125 هـ (724 – 743م) على خربة المفجر.

يقع قصر هشام في منتصف منطقة صحراوية على بعد 5 كيلو متر إلى الشمال من مدينة أريحا. كان القصر مقرا للدولة، وقد فضل الخليفة هشام بن عبد الملك حرية الصحراء على حياة المدينة في العاصمة دمشق لكي يتمكن من ممارسة هواية الصيد.

يتكون القصر من مجموعة من البنايات، الحمامات، الجوامع، قاعات مليئة بالأعمدة الأثرية، وتعتبر الفسيفساء والزخارف والحلي من الأمثلة الرائعة للفن والعمارة الإسلامية القديمة. يقول الخبراء ان زلزالا عنيفا ضرب المنطقة و دمر الأبنية في قصر هشام قبل أن تكتمل. وبفعل الأتربة والأنقاض المتراكمة حفظت الفسيفساء والرسومات الرائعة الموجودة في القصر.

دير قرنطل / جبل الأربعين / جبل التجربة:

يبلغ ارتفاع جبل قرنطل نحو 350 متر إلى الغرب من مدينة أريحا، في هذا الموقع أمضى السيد المسيح عليه السلام 40 يوماً وليلة صائماً ومتأملاً خلال إغراءات الشيطان له.

على المنحدر الشرقي للجبل توجد العديد من الكهوف (عددها تقريباً 30-40) وقد سكنها النساك والرهبان في الأيام الأولى للمسيحية. بالإضافة إلى الدير الروماني، يستطيع المرء رؤية الحصن الروماني في أعلى الجبل الذي بُني ليحمي الوادي. جدير بالذكر ان كلمة قرنطل هي اشتقاق من الكلمة اللاتينية “فاردارغيتا” التي تعني “أربعون” إشارة إلى المدة التي قضاها السيد المسيح عليه السلام صائماً ومتعبداً في الموقع، وقد أطلق الصليبيون هذا الاسم على الجبل في القرن الثالث عشر.

تأسس دير قرنطل على يد الارشمندريت افراميوس سنة 1892، وقد جُدد عدة مرات، كان أول من فكر في المحافظة على قدسية هذا الموقع الملكة هيلانة، حيث أقامت عليه مبنى سنة 325 م.

دير السان جورج / وادي القلط

الوادي هو انهدام طبيعي بين الهضاب المجاورة وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للدير.

سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي، فقد سكنوا في البداية في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم شرعوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس، تم بناء العديد من هذه الأديرة هنا، ولكن دير سان جورج هو الوحيد الذي نجا من التدمير خلال فترة الغزو الفارسي سنة 614 بعد الميلاد، تم تدمير هذا الدير وقتل العديد من الرهبان والنساك. في داخل الدير تُعرض العديد من الجماجم والمومياوات التي تعود للرهبان القتلى.

يعرف الوادي أيضاً كموقع رائع لممارسة رياضة تسلق الجبال والمشي خصوصاً في فصل الشتاء، فقد تم وضع علامات مميزة على طريق مخصص للمشي بطول 15 كيلو متر يبدأ من ينابيع القلط وحتى موقع “تلول أبو العلايق “أو ” قصر هيرودوس الشتوي ” في أريحا.

دير اللاتين: بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من المدينة، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن.

دير مار يوحنا / دير القديس يوحنا المعمداني: وهو تابع للطائفة الأرثوذكسية، يقع على نهر الأردن.

وهناك مجموعة من الأديرة الأخرى، مثل دير الروم، دير الحبش، دير المسكوب، المغطس، دير القبط، دير القلط، دير حجلة.

مقام النبي موسى

من المتعارف عليه محلياً أن مقام النبي موسى يعتبر مكاناً مقدساً للمسلمين لأنه يضم ضريح النبي موسى.

الحجارة الحمراء القابلة للاشتعال تزيد من قداسة وحرمة هذا المقام، هذه الخاصية الرائعة في هذه الحجارة ترجع إلى احتواء الأملاح الموجودة فيها على القطران والزيت،وقد استخدم الحجاج هذه الحجارة للطهي وللحصول على الدفء في فصل الشتاء.

لقد كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم “المواسم” وذلك من أيام القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الاحتلال الصليبي في القرن الثاني عشر الميلادي. عندما مر صلاح الدين الأيوبي في هذا المكان وجد بعض الأعراب يقيمون حول قبر، فسألهم عن هوية صاحبه، فقالوا له بأنه لكليم الله موسى، فشرع ببناء المقام. وأتم الظاهر بيبرس القائد المملوكي المهمة ببناء المسجد والأروقة عام 1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي، وإستمرت عمليات إعماره والإضافة إليه حتى العهد العثماني.

تم إضافة العديد من الغرف للحجاج التي غيّرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في سنة 1475 ميلادي،كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني سنة 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام.

يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام. ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال والقسم الغربي الأصغر مخصص للنساء. على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام .

يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص : ” تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري”.

تقوم المنارة التي تقع خارج الجامع بإضافة مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف.

المقبرة الكبيرة الواقعة خارج أسوار المقام تخص المسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يُدفنوا هناك بسبب المكانة الدينية للموقع، ومن المتعارف عليه محلياً أن المقبرة تحتوى على ضريحين مهمين بُني عليهما مقامين اثنين: المقام الأكبر يقع إلى الغرب من مقام النبي موسى عليه السلام بمسافة كيلو متر واحد وهذا المقام حسب الأعراف هو لـ حسن الراعي الذي إما ان يكون راعي أغنام عمل لدى النبي موسى عليه السلام، او انه الحارس المسؤول عن حراسة المقام في القرن التاسع عشر، ومن سوء الحظ تم تخريب هذا المقام في السنوات الأخيرة.

اما المقام الثاني والذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية فهو للسيدة عائشة وهي امرأة صالحة عاشت في المنطقة في السابق، وأول ذكر لهذا المقام كان في سنة 1920.

موسم النبي موسى: جزء من تراث مدينة القدس الديني والشعبي، يحتفل به الفلسطينيون منذ ما يقارب التسعة قرون، ويعتبر مع مواسم أخرى مثل مواسم النبي صالح قرب رام الله، وموسم المنطار في غزة، وموسم النبي روبين قرب الرملة، من المواسم التي استحدثت زمن صلاح الدين الأيوبي في نفس الفترة التي تقام فيها أعياد الفصح المسيحي. حيث كانت وفود المناطق الفلسطينية تصل إلى القدس قبل أيام من بدء الموسم، وتتجمع في البلدة القديمة وتخرج منها في احتفالات رسمية وشعبية كبيرة ترفع البيارق.

ويضم مقام النبي موسى الآن إضافة للقبر والمسجد عشرات الغرف وإسطبلات للخيل ومخبزا قديما وآبارا، وتمتد في الخلاء حوله مقبرة، يُدفن فيها من يوصي بذلك. وكانت بعض العائلات من خارج فلسطين تدفن موتاها في هذه المقبرة مثل عشيرة العدوان الأردنية، وتوقف ذلك بسبب الاحتلال.

هناك ما يدل على أن هذا الموسم اكتسب سابقا أهمية إقليمية، حيث كانت وفود من بعض مدن الشام تشارك فيه، مثل دمشق، وتظهر بعض النقوش على المقام. ان الاهتمام به واعماره في بعض المراحل، استحوذ على اهتمام من خارج فلسطين، مثل اعماره عام 1717م على يد علي كتخدا أحد أعيان مصر في زمنه، وإصلاحه عام 1819م بأمر والي صيدا وطرابلس عبد الله باشا الذي أضاف إليه رواقا.

في التاريخ الفلسطيني المعاصر، ارتبط مقام النبي موسى بالزعيم الفلسطيني الحاج أمين الحسيني، حيث كان يقود المواكب التي تأتى من كل مناطق فلسطين، تسبقها المسيرات الشعبية، وفي كل منطقة تمر منها المواكب، يخرج أهلها للانضمام إليها، وبعد أن تمكث الوفود في المقام وحوله فترة الموسم، تعود إلى القدس بموكب حاشد تنشد فيه الأناشيد الوطنية والدينية. ومنذ عام 1919م، قررت قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية استثمار احتفالات النبي موسى للتحريض ضد الانتداب البريطاني بسبب دعمه الهجرة الصهيونية. وفي العام التالي (1920)، مع حلول شهر نيسان من ذلك العام، جاء موسم النبي موسى . وكان الاحتفال به يبدأ عمليا بالتجمع في ساحات الحرم القدسي ، حيث يفد أبناء فلسطين من مدنها وقراها شاهرين سيوفهم ورماحهم رافعين راياتهم ، ومنشدين الأناشيد الدينية والوطنية وبعد أن يكتمل التجمع يتجه الحشد إلى مكان الاحتفال .

يوم الرابع من نيسان منعت قوات الاحتلال البريطاني أهل الخليل من دخول القدس للمشاركة في الاحتفال ، وكان أهل القدس وأهل نابلس قد خرجوا لاستقبالهم وشارك في الاستقبال أبناء الطوائف المسيحية كالعادة . هتف الجميع ضد الاحتلال البريطاني والصهيونية وطالبوا بالوحدة العربية والاستقلال .

وتمكن أهل الخليل من دخول القدس عنوة ، واتجهت الجموع إلى الساحة أمام باب الخليل ، حيث خطب فيها موسى كاظم الحسيني رئيس بلدية القدس ورئيس الجمعية الإسلامية – المسيحية ، وخليل بيدس ، وعارف العارف والحاج أمين الحسيني وغيرهم .. وكانت الكلمات حماسية أثارت الشعور القومي .

إندّس بين الجموع المحتشدة صهيوني يدعى كريمر بن مندل محاولا خطف العلم العربي وتمزيقه ، فانقض عليه الرجال وقتلوه ، ثم جاء صهيوني آخر مع عدد من الجنود البريطانيين لإنزال العلم فقتله الرجال ، واندلعت معركة – بين الفلسطينيين من جهة والجنود البريطانيين وأفراد العصابات الصهيونية من جهة اخرى – استشهد فيها أربعة من الفلسطينيين، قُتل خمسة من اليهود ، وسقط مائة واثنان وعشرون جريحا من الطرفين . كانت هذه المعركة ضربة البداية ، لثورة استمرت خمسة أيام في القدس ، قتل فيها تسعة من اليهود وجرح مائتان وخمسون من الطرفين .

فرضت القوات البريطانية حصارا كاملا على بيت المقدس وفرضت الأحكام العرفية لإخماد الثورة . وعزلت موسى كاظم باشا الحسيني عن رئاسة بلدية القدس ، وشنت حملة اعتقالات واسعة ، وفرضت أحكاما بالسجن على ثلاث وعشرين من الشخصيات المقدسية البارزة من بينها الحاج أمين الحسيني ، وعارف العارف ، غير أنهما توجها إلى شرقي الأردن .

نقلت هذه الثورة الكفاح الفلسطيني ضد الاستعمار والصهيونية من مرحلة الوعي بالمخاطر إلى مرحلة المقاومة الشعبية ، وأسست للثورات اللاحقة التي استفادت من تجربتها.

ورغم أن تقرير “لجنة بالين” التي عينتها الحكومة البريطانية فضح الألاعيب التي تقوم بها حكومة الانتداب ، إلا أن الأخيرة لم تغير سياستها ، بل امعنت في قمع الفلسطينيين ، وسهلت تدفق المهاجرين اليهود على فلسطين، ما كان سببا في اندلاع ثورات فلسطينية متلاحقة .. ومن القدس أيضا .

المساجد في أريحا

مسجد أريحا القديم: بني عام 1331 هـ، تبلغ مساحته 3 دونمات، به 11 صنبوراً، له بابان: شمالي وغربي و 11 نافذة خشبية ومنبر خشبي على الطراز القديم.

مسجد صالح عبده: بناه صالح طاهر عبده عام 1952على مساحة 3 دونمات وله بابان و15 نافذة زجاجية ومنبر خشبي.

وهناك مساجد أخرى مثل: مساجد عين السلطان، مساجد عقبة جبر، مساجد النويعمة، مسجد غور نمرين، مسجد قصر هشام، مسجد النبي موسى.

ومن صور التآخي الاسلامي المسيحي في أريحا:

جمعية الشابات المسيحيات، ويمكن للمسلمات الانتساب لهذه الجمعية، وتقوم هذه الجمعية بأنشطة مختلفة مثل المحاضرات لربات البيوت وتعليم الخياطة، وهناك انشطة رياضية.

جمعية الشبان المسيحية في عقبة جبر ويتبعها مدرسة لتعليم النجارة والتنجيد والدهان للطلاب المسيحيين والمسلمين.

مدرسة ترسنطا (تديرها طائفة اللاتين): تستقبل طلاباً مسيحيين ومسلمين على حد سواء ودون تمييز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق